الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وفرقة أخرى منهم قنعوا بحفظ كلام الزهاد وأحاديثهم في ذم الدنيا فهم يحفظون الكلمات على وجهها ويؤدونها من غير إحاطة بمعانيها ، فبعضهم يفعل ذلك على المنابر ، وبعضهم في المحاريب ، وبعضهم في الأسواق مع الجلساء ، وكل منهم يظن أنه إذا تميز هذا القدر عن السوقة والجندية إذ حفظ كلام الزهاد وأهل الدين دونهم فقد أفلح ، ونال الغرض ، وصار مغفورا له ، وأمن عقاب الله من غير أن يحفظ ظاهره وباطنه عن الآثام ، ولكنه يظن أن حفظه لكلام أهل الدين يكفيه .

وغرور هؤلاء أظهر من غرور من قبلهم .

التالي السابق


(وفرقة أخرى) منهم (قنعوا بحفظ كلام الزهاد وأحاديثهم في ذم الدنيا) منظوما ومنثورا، (فهم يحفظون الكلمات على وجهها ويوردونها) على الناس (من غير إحاطة بمعانيها، فبعضهم يفعل ذلك على المنابر، وبعضهم في المحاريب، وبعضهم في الأسواق مع الجلساء، وكل منهم يظن أنه إذا تميز بهذا القدر عن السوقية) ، والعوام (والجندية إذ حفظ كلام الزهاد وأهل الدين دونهم فقد أفلح، ونال الغرض، وصار مغفورا له، وأمن عقاب الله من غير أن يحفظ ظاهره وباطنه عن) ملابسة (الآثام، ولكنه يظن أن حفظه لكلام أهل الدين يكفيه) في نجاته (وغرور هؤلاء أظهر من غرور من قبلهم) .




الخدمات العلمية