الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ولو سمعوا على الشرط لكانوا أيضا مغرورين في اقتصارهم على النقل وفي إفناء أعمارهم في جمع الروايات والأسانيد وإعراضهم عن مهمات الدين، ومعرفة معاني الأخبار، بل الذي يقصد من الحديث سلوك طريق الآخرة، ربما يكفيه الحديث الواحد عمره كما روي عن بعض الشيوخ أنه حضر مجلس السماع فكان أول حديث روي قوله عليه الصلاة والسلام: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه فقام وقال يكفيني هذا حتى أفرغ منه ، ثم أسمع غيره .

فهكذا يكون سماع الأكياس الذين يحذرون الغرور .

التالي السابق


ولنرجع إلى شرح كلام المصنف قال: (ولو سمعوا على الشرط) المتقدم (لكانوا مغرورين في اقتصارهم على الفعل) المجرد، (وفي إفناء أعمارهم) وتضييع أوقاتهم النفيسة (في جمع الروايات) المتفرقة (والأسانيد) المختلفة (وإعراضهم عن مهمات الدين، ومعرفة معاني الأخبار، بل الذي يقصد من الحديث سلوك طريق الآخرة، وبما يكفيه الحديث الواحد عمره كما روي عن بعض الشيوخ أنه حضر مجلس السماع) على بعض الشيوخ (فكان أول حديث روى قوله صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) رواه الترمذي وقال: غريب، وابن ماجه من حديث أبي هريرة، وهو عند مالك من رواية علي بن الحسين مرسلا، وقد تقدم .

(فقام) من المجلس (وقال يكفيني هذا) الحديث للعمل (حتى أفرغ منه، ثم أسمع غيره، فهكذا يكون سماع الأكياس) العقلاء (الذين يحذرون الغرور) ، والله الموفق .




الخدمات العلمية