وفرقة أخرى ثم يشتغلون بالعبادات البدنية التي لا يحتاج فيها إلى نفقة كصيام النهار ، وقيام الليل ، وختم القرآن وهم مغرورون ; لأن البخل المهلك قد استولى على بواطنهم فهو يحتاج إلى قمعه بإخراج المال ، فقد اشتغل بطلب فضائل هو مستغن عنها ومثاله مثال من دخل في ثوبه حية ، وقد أشرف على الهلاك ، وهو مشغول بطبخ السكنجبين ليسكن به الصفراء ، ومن قتلته الحية متى يحتاج إلى السكنجبين ؟! ولذلك قيل من أرباب الأموال اشتغلوا بها يحفظون الأموال ويمسكونها بحكم البخل لبشر إن فلانا الغني كثير الصوم والصلاة ، فقال : المسكين ترك حاله ودخل في حال غيره ، وإنما حال هذا إطعام الطعام للجياع والإنفاق على المساكين ، فهذا أفضل له من تجويعه نفسه ، ومن صلاته لنفسه من ، جمعه للدنيا ومنعه للفقراء .
.