وفرقة أخرى ثم إنهم يخرجون من المال الخبيث الرديء الذي يرغبون عنه ويطلبون من الفقراء من يخدمهم ويتردد في حاجاتهم ومن يحتاجون إليه في المستقبل للاستسخار في خدمة أو من لهم فيه على الجملة غرض ، أو يسلمون ذلك إلى من يعينه واحد من الأكابر ممن يستظهر بحشمه لينال بذلك عنده منزلة فيقوم بحاجاته . غلبهم البخل فلا تسمح نفوسهم إلا بأداء الزكاة فقط ،
وكل ذلك مفسدات للنية ، ومحبطات للعمل ، وصاحبه مغرور ويظن أنه مطيع لله تعالى ، وهو فاجر إذ طلب بعبادة الله عوضا من غيره ، فهذا وأمثاله من غرور أصحاب الأموال أيضا لا يحصى ، وإنما ذكرنا هذا القدر للتنبيه على أجناس الغرور .