قال رحمه الله الشكر : رؤية المنعم لا رؤية النعمة وقال الخواص رحمه الله : شكر العامة على المطعم والملبس والمشرب وشكر الخاصة على واردات القلوب وهذه رتبة لا يدركها كل من انحصرت عنده اللذات في البطن والفرج ، ومدركات الحواس من الألوان والأصوات وخلا عن لذة القلب ، فإن القلب لا يلتذ في حال الصحة إلا بذكر الله تعالى ومعرفته ولقائه وإنما يلتذ بغيره إذا مرض بسوء العادات كما يلتذ بعض الناس بأكل الطين وكما يستبشع بعض المرضى الأشياء الحلوة ويستحلي الأشياء المرة كما قيل : الشبلي
ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا
فإذا هذا شرط الفرح بنعمة الله تعالى ، فإن لم تكن إبل فمعزى فإن لم يكن هذا فالدرجة الثانية .