وهو مأمور به ، فقد والشكر باللسان لإظهار الرضا عن الله تعالى ، قال صلى الله عليه وسلم لرجل : كيف أصبحت قال : بخير ، فأعاد صلى الله عليه وسلم السؤال حتى قال في الثالثة : بخير أحمد الله وأشكره ، فقال صلى الله عليه وسلم هذا الذي أردت منك .
وكان السلف يتساءلون ، ونيتهم استخراج الشكر لله تعالى ليكون الشاكر مطيعا والمستنطق له به مطيعا وما كان قصدهم الرياء بإظهار الشوق ، وكل عبد سئل عن حال فهو بين أن يشكر أو يشكو يسكت ، قبيحة من أهل الدين وكيف لا تقبح الشكوى من ملك الملوك وبيده كل شيء إلى عبد مملوك لا يقدر على شيء فالأحرى بالعبد إن لم يحسن الصبر على البلاء والقضاء وأفضى به الضعف إلى الشكوى أن تكون شكواه إلى الله تعالى فهو المبلي والقادر على إزالة البلاء ، وذل العبد لمولاه عز ، والشكوى إلى غيره ذل ، وإظهار الذل للعبد مع كونه عبدا مثله ذل قبيح قال الله تعالى : فالشكر طاعة ، والشكوى معصية إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له ، وقال تعالى : إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم .