nindex.php?page=treesubj&link=19978والقرآن من أوله إلى آخره مخاوف لمن قرأه بتدبر ولو لم يكن فيه إلا قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى لكان كافيا إذ علق المغفرة على أربعة شروط يعجز العبد عن ، آحادها وأشد منه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=67فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين : وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=8ليسأل الصادقين عن صدقهم وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31سنفرغ لكم أيه الثقلان ، وقوله : عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=99أفأمنوا مكر الله الآية ، وقوله: :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=102وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=85يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ، الآيتين ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وإن منكم إلا واردها ، الآية ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعملوا ما شئتم الآية ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه الآية
قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره الآيتين .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وقدمنا إلى ما عملوا من عمل الآية
وكذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1والعصر nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر إلى آخر السورة ، فهذه أربعة شروط للخلاص من الخسران وإنما كان
nindex.php?page=treesubj&link=19978_30972خوف الأنبياء مع ما فاض عليهم من النعم لأنهم لم يأمنوا مكر الله تعالى ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=99فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون حتى روي
أن النبي ، وجبريل ، عليهما الصلاة والسلام بكيا خوفا من الله ، تعالى فأوحى الله إليهما : لم تبكيان وقد أمنتكما ؟! فقالا : ومن يأمن مكرك ؟! .
وكأنهما إذ علما أن
nindex.php?page=treesubj&link=28723الله هو علام الغيوب ، وأنه لا وقوف لهما على غاية الأمور ، ولم يأمنا أن يكون قوله : قد أمنتكما ابتلاء وامتحانا لهما ومكرا بهما ، حتى إن سكن خوفهما ظهر أنهما قد أمنا من المكر ، وما وفيا بقولهما .
كما أن
إبراهيم صلى الله عليه وسلم لما وضع في المنجنيق قال : حسبي الله ، وكانت هذه من الدعوات العظام ، فامتحن ، وعورض
بجبريل في الهواء ، حتى قال : ألك حاجة ؟ فقال : أما إليك فلا فكان ذلك وفاء بحقيقة قوله حسبي الله فأخبر الله تعالى عنه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى أي بموجب قوله : حسبي الله وبمثل هذا أخبر عن
موسى صلى الله عليه وسلم حيث قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى . ومع هذا لما ألقى السحرة سحرهم أوجس
موسى في نفسه خيفة ؛ ؛ إذ لم يأمن مكر الله والتبس الأمر عليه حتى جدد عليه الأمن وقيل له :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=68لا تخف إنك أنت الأعلى ولما ضعفت شوكة المسلمين يوم
بدر قال صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=660317اللهم إن تهلك هذه العصابة لم يبق على وجه الأرض أحد يعبدك ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر رضي الله تعالى عنه : دع عنك مناشدتك ربك فإنه واف لك بما وعدك فكان مقام
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق رضي الله عنه مقام
nindex.php?page=treesubj&link=20008_20000الثقة بوعد الله ، وكان مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=treesubj&link=29411_19980مقام الخوف من مكر الله ؛ وهو أتم لأنه لا يصدر إلا عن كمال المعرفة بأسرار الله تعالى ، وخفايا أفعاله ، ومعاني صفاته التي يعبر عن بعض ما يصدر عنها بالمكر ، وما لأحد من البشر الوقوف على كنه صفات الله تعالى ، ومن عرف حقيقة المعرفة ، وقصور معرفته عن الإحاطة بكنه الأمور عظم خوفه لا محالة ؛ ولذلك قال المسيح صلى الله عليه وسلم لما قيل له :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116أأنت قلت : للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك .
وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم ، الآية .فوض الأمر إلى المشيئة وأخرج نفسه بالكلية من البين لعلمه بأنه ليس له من الأمر شيء
nindex.php?page=treesubj&link=34092وأن الأمور مرتبطة بالمشيئة ارتباطا يخرج عن حد المعقولات والمألوفات فلا يمكن الحكم عليها بقياس : ولا حدس ولا حسبان فضلا عن التحقيق والاستيقان وهذا هو الذي قطع قلوب العارفين إذ الطامة الكبرى هي ارتباط أمرك بمشيئة من لا يبالي بك إن أهلكك فقد أهلك أمثالك ممن لا يحصى ، ولم يزل في الدنيا يعذبهم بأنواع الآلام والأمراض ، ويمرض من ذلك قلوبهم بالكفر والنفاق ، ثم يخلد العقاب عليهم أبد الآباد ، ثم يخبر عنه ويقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين .
وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم ، الآية .فكيف لا يخاف ما حق من القول في الأزل ، ولا يطمع في تداركه ، ولو كان الأمر آنفا لكانت الأطماع تمتد إلى حيلة ، فيه ولكن ليس إلا التسليم فيه واستقراء خفي السابقة من جلي الأسباب الظاهرة على القلب والجوارح ، فمن يسرت له أسباب الشر ، وحيل بينه وبين أسباب الخير ، وأحكمت علاقته من الدنيا فكأنه كشف له على التحقيق سر السابقة التي سبقت له بالشقاوة ؛ إذ كل ميسر لما خلق له وإن كانت الخيرات كلها ميسرة ، والقلب بالكلية عن الدنيا ، منقطعا وبظاهره وباطنه على الله مقبلا ، كان هذا يقتضي تخفيف الخوف لو كان الدوام على ذلك موثوقا به ، ولكن خطر الخاتمة ، وعسر الثبات ، يزيد نيران الخوف ، إشعالا ولا يمكنها من الانطفاء ، وكيف يؤمن تغير الحال ،
nindex.php?page=treesubj&link=19898وقلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن ؟! وإن القلب أشد تقلبا من القدر في غليانها وقد قال : مقلب القلوب عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=28إن عذاب ربهم غير مأمون ، فأجهل الناس من أمنه ، وهو ينادي بالتحذير من الأمن ولو أن الله لطف بعباده العارفين ؛ إذ روح قلوبهم بروح الرجاء لاحترقت قلوبهم من نار الخوف .
فأسباب الرجاء رحمة لخواص الله وأسباب الغفلة رحمة على عوام الخلق من وجه إذ لو انكشف الغطاء لزهقت النفوس ، وتقطعت القلوب ، من خوف تقلب القلوب .
قال بعض العارفين : لو حالت بيني وبين من عرفته بالتوحيد خمسين سنة أسطوانة فمات لم أقطع له بالتوحيد لأني لا أدري ما ظهر له من التقلب .
وقال بعضهم : لو كانت الشهادة على باب الدار ، والموت على الإسلام عند باب الحجرة ، لاخترت الموت على الإسلام لأني لا أدري ما يعرض لقلبي بين باب الحجرة وباب الدار .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء يحلف بالله ما أحد آمن على إيمانه أن يسلبه عن الموت إلا سلبه .
وكان سهل يقول : خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطوة وعند كل حركة وهم الذين وصفهم الله تعالى إذ قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=60وقلوبهم وجلة .
ولما احتضر سفيان جعل يبكي ويجزع ، فقيل له : يا
أبا عبد الله عليك بالرجاء ، فإن عفو الله أعظم من ذنوبك ، فقال : : أوعلى ذنوبي أبكي ؟! لو علمت أني أموت على التوحيد لم أبال بأن ألقى الله بأمثال الجبال من الخطايا .
وحكي عن بعض الخائفين أنه أوصى بعض إخوانه فقال: إذا حضرتني الوفاة فاقعد عند رأسي فإن رأيتني مت على التوحيد فخذ جميع ما أملكه فاشتر به لوزا وسكرا وانثره على صبيان أهل البلد ، وقل هذا عرس المنفلت وإن مت على غير التوحيد فأعلم الناس بذلك حتى لا يغتروا بشهود جنازتي ليحضر جنازتي من أحب على بصيرة لئلا يلحقني الرياء بعد الوفاة
فقال وبم أعلم ذلك ؟ فذكر له علامة فرأى علامة التوحيد عند موته فاشترى السكر واللوز وفرقه .
nindex.php?page=treesubj&link=19978
nindex.php?page=treesubj&link=19978وَالْقُرْآنُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ مَخَاوِفُ لِمَنْ قَرَأَهُ بِتَدَبُّرٍ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِلَّا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=82وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى لَكَانَ كَافِيًا إِذْ عَلَّقَ الْمَغْفِرَةَ عَلَى أَرْبَعَةِ شُرُوطٍ يَعْجِزُ الْعَبْدُ عَنْ ، آحَادِهَا وَأَشَدُّ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=67فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَنْ الْمُفْلِحِينَ : وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=8لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=31سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ، وَقَوْلُهُ : عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=99أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ الْآيَةَ ، وَقَوْلُهُ: :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=102وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخْذُ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ، وَقَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=85يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا ، الْآيَتَيْنِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا ، الْآيَةَ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ الْآيَةَ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ الْآيَةَ
قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ الْآيَتَيْنِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ الْآيَةَ
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1وَالْعَصْرِ nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ، فَهَذِهِ أَرْبَعَةُ شُرُوطٍ لِلْخَلَاصِ مِنَ الْخُسْرَانِ وَإِنَّمَا كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=19978_30972خَوْفُ الْأَنْبِيَاءِ مَعَ مَا فَاضَ عَلَيْهِمْ مِنَ النِّعَمِ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَأْمَنُوا مَكْرَ اللَّهِ تَعَالَى ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=99فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ حَتَّى رُوِيَ
أَنَّ النَّبِيَّ ، وَجِبْرِيلَ ، عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَكَيَا خَوْفًا مِنَ اللَّهِ ، تَعَالَى فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمَا : لِمَ تَبْكِيَانِ وَقَدْ أَمَّنْتُكُمَا ؟! فَقَالَا : وَمَنْ يَأْمَنُ مَكْرَكَ ؟! .
وَكَأَنَّهُمَا إِذْ عَلِمَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28723اللَّهَ هُوَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ، وَأَنَّهُ لَا وُقُوفَ لَهُمَا عَلَى غَايَةِ الْأُمُورِ ، وَلَمْ يَأْمَنَا أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ : قَدْ أَمَّنْتُكُمَا ابْتِلَاءً وَامْتِحَانًا لَهُمَا وَمَكْرًا بِهِمَا ، حَتَّى إِنْ سَكَنَ خَوْفُهُمَا ظَهَرَ أَنَّهُمَا قَدْ أَمِنَا مِنَ الْمَكْرِ ، وَمَا وَفَيَا بِقَوْلِهِمَا .
كَمَا أَنَّ
إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا وُضِعَ فِي الْمِنْجَنِيقِ قَالَ : حَسْبِيَ اللَّهُ ، وَكَانَتْ هَذِهِ مِنْ الدَّعَوَاتِ الْعِظَامِ ، فَامْتُحِنَ ، وَعُورِضَ
بِجِبْرِيلَ فِي الْهَوَاءِ ، حَتَّى قَالَ : أَلَكَ حَاجَةٌ ؟ فَقَالَ : أَمَّا إِلَيْكَ فَلَا فَكَانَ ذَلِكَ وَفَاءً بِحَقِيقَةِ قَوْلِهِ حَسْبِيَ اللَّهُ فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَيْ بِمُوجِبِ قَوْلِهِ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَبِمِثْلِ هَذَا أَخْبَرَ عَنْ
مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى . وَمَعَ هَذَا لَمَّا أَلْقَى السَّحَرَةُ سِحْرَهُمْ أَوْجَسَ
مُوسَى فِي نَفْسِهِ خِيفَةً ؛ ؛ إِذْ لَمْ يَأْمَنْ مَكْرَ اللَّهِ وَالْتَبَسَ الْأَمْرُ عَلَيْهِ حَتَّى جُدِّدَ عَلَيْهِ الْأَمْنُ وَقِيلَ لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=68لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى وَلَمَّا ضَعُفَتْ شَوْكَةُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ
بَدْرٍ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=660317اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ لَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ يَعْبُدُكَ ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : دَعْ عَنْكَ مُنَاشَدَتَكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ وَافٍ لَكَ بِمَا وَعَدَكَ فَكَانَ مَقَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَقَامَ
nindex.php?page=treesubj&link=20008_20000الثِّقَةِ بِوَعْدِ اللَّهِ ، وَكَانَ مَقَامُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=treesubj&link=29411_19980مَقَامَ الْخَوْفِ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ ؛ وَهُوَ أَتَمُّ لِأَنَّهُ لَا يَصْدُرُ إِلَّا عَنْ كَمَالِ الْمَعْرِفَةِ بِأَسْرَارِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَخَفَايَا أَفْعَالِهِ ، وَمَعَانِي صِفَاتِهِ الَّتِي يُعَبِّرُ عَنْ بَعْضِ مَا يَصْدُرُ عَنْهَا بِالْمَكْرِ ، وَمَا لِأَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ الْوُقُوفُ عَلَى كُنْهِ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَمَنْ عَرَفَ حَقِيقَةَ الْمَعْرِفَةِ ، وَقُصُورَ مَعْرِفَتِهِ عَنِ الْإِحَاطَةِ بِكُنْهِ الْأُمُورِ عَظُمَ خَوْفُهُ لَا مَحَالَةَ ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ الْمَسِيحُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قِيلَ لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116أَأَنْتَ قُلْتَ : لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ .
وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ ، الْآيَةَ .فَوَّضَ الْأَمْرَ إِلَى الْمَشِيئَةِ وَأَخْرَجَ نَفْسَهُ بِالْكُلِّيَّةِ مِنَ الْبَيْنِ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ
nindex.php?page=treesubj&link=34092وَأَنَّ الْأُمُورَ مُرْتَبِطَةٌ بِالْمَشِيئَةِ ارْتِبَاطًا يَخْرُجُ عَنْ حَدِّ الْمَعْقُولَاتِ وَالْمَأْلُوفَاتِ فَلَا يُمْكِنُ الْحُكْمُ عَلَيْهَا بِقِيَاسٍ : وَلَا حَدْسٍ وَلَا حُسْبَانٍ فَضْلًا عَنِ التَّحْقِيقِ وَالِاسْتِيقَانِ وَهَذَا هُوَ الَّذِي قَطَّعَ قُلُوبَ الْعَارِفِينَ إِذِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى هِيَ ارْتِبَاطُ أَمْرِكَ بِمَشِيئَةِ مَنْ لَا يُبَالِي بِكَ إِنْ أَهْلَكَكَ فَقَدْ أَهْلَكَ أَمْثَالَكَ مِمَّنْ لَا يُحْصَى ، وَلَمْ يَزَلْ فِي الدُّنْيَا يُعَذِّبُهُمْ بِأَنْوَاعِ الْآلَامِ وَالْأَمْرَاضِ ، وَيُمْرِضُ مِنْ ذَلِكَ قُلُوبَهُمْ بِالْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ ، ثُمَّ يُخَلِّدُ الْعِقَابَ عَلَيْهِمْ أَبَدَ الْآبَادِ ، ثُمَّ يُخْبِرُ عَنْهُ وَيَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ .
وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ ، الْآيَةَ .فَكَيْفَ لَا يَخَافُ مَا حَقَّ مِنَ الْقَوْلِ فِي الْأَزَلِ ، وَلَا يَطْمَعُ فِي تَدَارُكِهِ ، وَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ آنِفًا لَكَانَتِ الْأَطْمَاعُ تَمْتَدُّ إِلَى حِيلَةٍ ، فِيهِ وَلَكِنْ لَيْسَ إِلَّا التَّسْلِيمُ فِيهِ وَاسْتِقْرَاءُ خَفِيِّ السَّابِقَةِ مِنْ جَلِيِّ الْأَسْبَابِ الظَّاهِرَةِ عَلَى الْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ ، فَمَنْ يُسِّرَتْ لَهُ أَسْبَابُ الشَّرِّ ، وَحِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَسْبَابِ الْخَيْرِ ، وَأُحْكِمَتْ عَلَاقَتُهُ مِنَ الدُّنْيَا فَكَأَنَّهُ كُشِفَ لَهُ عَلَى التَّحْقِيقِ سِرُّ السَّابِقَةِ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ بِالشَّقَاوَةِ ؛ إِذْ كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ وَإِنْ كَانَتِ الْخَيْرَاتُ كُلُّهَا مُيَسَّرَةً ، وَالْقَلْبُ بِالْكُلِّيَّةِ عَنِ الدُّنْيَا ، مُنْقَطِعًا وَبِظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ عَلَى اللَّهِ مُقْبِلًا ، كَانَ هَذَا يَقْتَضِي تَخْفِيفَ الْخَوْفِ لَوْ كَانَ الدَّوَامُ عَلَى ذَلِكَ مَوْثُوقًا بِهِ ، وَلَكِنَّ خَطَرَ الْخَاتِمَةِ ، وَعُسْرَ الثَّبَاتِ ، يَزِيدُ نِيرَانَ الْخَوْفِ ، إِشْعَالًا وَلَا يُمَكِّنُهَا مِنَ الِانْطِفَاءِ ، وَكَيْفَ يُؤْمَنُ تَغَيُّرُ الْحَالِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=19898وَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ ؟! وَإِنَّ الْقَلْبَ أَشَدُّ تَقَلُّبًا مِنَ الْقِدْرِ فِي غَلَيَانِهَا وَقَدْ قَالَ : مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=28إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ ، فَأَجْهَلُ النَّاسِ مَنْ أَمِنَهُ ، وَهُوَ يُنَادِي بِالتَّحْذِيرِ مِنَ الْأَمْنِ وَلَوْ أَنَّ اللَّهَ لُطْف بِعِبَادِهِ الْعَارِفِينَ ؛ إِذْ رَوَّحَ قُلُوبَهُمْ بِرَوْحِ الرَّجَاءِ لَاحْتَرَقَتْ قُلُوبُهُمْ مِنْ نَارِ الْخَوْفِ .
فَأَسْبَابُ الرَّجَاءِ رَحْمَةٌ لِخَوَاصِّ اللَّهِ وَأَسْبَابُ الْغَفْلَةِ رَحْمَةٌ عَلَى عَوَامِّ الْخَلْقِ مِنْ وَجْهٍ إِذْ لَوِ انْكَشَفَ الْغِطَاءُ لَزَهَقَتِ النُّفُوسُ ، وَتَقَطَّعَتِ الْقُلُوبُ ، مِنْ خَوْفِ تَقَلُّبِ الْقُلُوبِ .
قَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ : لَوْ حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ عَرَفْتُهُ بِالتَّوْحِيدِ خَمْسِينَ سَنَةً أُسْطُوَانَةً فَمَاتَ لَمْ أَقْطَعْ لَهُ بِالتَّوْحِيدِ لِأَنِّي لَا أَدْرِي مَا ظَهَرَ لَهُ مِنَ التَّقَلُّبِ .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَوْ كَانَتِ الشَّهَادَةُ عَلَى بَابِ الدَّارِ ، وَالْمَوْتُ عَلَى الْإِسْلَامِ عِنْدَ بَابِ الْحُجْرَةِ ، لَاخْتَرْتُ الْمَوْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ لِأَنِّي لَا أَدْرِي مَا يَعْرِضُ لِقَلْبِي بَيْنَ بَابِ الْحُجْرَةِ وَبَابِ الدَّارِ .
وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبُو الدَّرْدَاءِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا أَحَدٌ آمَنُ عَلَى إِيمَانِهِ أَنْ يُسْلَبَهُ عَنِ الْمَوْتِ إِلَّا سُلِبَهُ .
وَكَانَ سَهْلٌ يَقُولُ : خَوْفُ الصِّدِّيقِينَ مِنْ سُوءِ الْخَاتِمَةِ عِنْدَ كُلِّ خُطْوَةٍ وَعِنْدَ كُلِّ حَرَكَةٍ وَهُمُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى إِذْ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=60وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ .
وَلَمَّا احْتُضِرَ سُفْيَانُ جَعَلَ يَبْكِي وَيَجْزَعُ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْكَ بِالرَّجَاءِ ، فَإِنَّ عَفْوَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذُنُوبِكَ ، فَقَالَ : : أَوَعَلَى ذُنُوبِي أَبْكِي ؟! لَوْ عَلِمْتُ أَنِّي أَمُوتُ عَلَى التَّوْحِيدِ لَمْ أُبَالِ بِأَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِأَمْثَالِ الْجِبَالِ مِنَ الْخَطَايَا .
وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْخَائِفِينَ أَنَّهُ أَوْصَى بَعْضَ إِخْوَانِهِ فَقَالَ: إِذَا حَضَرَتْنِي الْوَفَاةُ فَاقْعُدْ عِنْدَ رَأْسِي فَإِنْ رَأَيْتَنِي مُتُّ عَلَى التَّوْحِيدِ فَخُذْ جَمِيعَ مَا أَمْلِكُهُ فَاشْتَرِ بِهِ لَوْزًا وَسُكَّرًا وَانْثُرْهُ عَلَى صِبْيَانِ أَهْلِ الْبَلَدِ ، وَقُلْ هَذَا عُرْسُ الْمُنْفَلِتِ وَإِنْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ التَّوْحِيدِ فَأَعْلِمِ النَّاسَ بِذَلِكَ حَتَّى لَا يَغْتَرُّوا بِشُهُودِ جِنَازَتِي لِيَحْضُرَ جِنَازَتِي مَنْ أُحِبُّ عَلَى بَصِيرَةٍ لِئَلَّا يَلْحَقَنِي الرِّيَاءُ بَعْدَ الْوَفَاةِ
فَقَالَ وَبِمَ أَعْلَمُ ذَلِكَ ؟ فَذَكَرَ لَهُ عَلَامَةً فَرَأَى عَلَامَةَ التَّوْحِيدِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَاشْتَرَى السُّكَّرَ وَاللَّوْزَ وَفَرَّقَهُ .
nindex.php?page=treesubj&link=19978