ولما
سئل رسول الله : صلى الله عليه وسلم : عن nindex.php?page=treesubj&link=28977معنى الشرح في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام وقيل له : ما هذا الشرح قال : إن النور إذا دخل في القلب انشرح له الصدر وانفسح ، قيل : يا رسول الله ، وهل لذلك من علامة ؟ قال : نعم ، التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله ، فانظر كيف
nindex.php?page=treesubj&link=24626جعل الزهد شرطا للإسلام وهو التجافي عن دار الغرور وقال : صلى الله عليه وسلم
استحيوا من الله حق الحياء ، قالوا : إنا لنستحي منه تعالى ، فقال ليس كذلك تبنون ما لا تسكنون وتجمعون ما لا تأكلون . فبين أن ذلك يناقض الحياء من الله تعالى
ولما قدم عليه بعض الوفود قالوا : إنا مؤمنون ، قال : وما علامة إيمانكم ؟ فذكروا الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء ، والرضا بمواقع القضاء ، وترك الشماتة بالمصيبة إذا نزلت بالأعداء ، فقال : صلى الله عليه وسلم : إن كنتم كذلك nindex.php?page=treesubj&link=29497_24626فلا تجمعوا ما لا تأكلون ، ولا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تنافسوا فيما عنه ترحلون ، فجعل الزهد تكملة لإيمانهم، وقال ،
جابر رضي الله عنه:
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من جاء : بلا إله إلا الله لا يخلط بها غيره وجبت له الجنة فقام إليه علي كرم الله وجهه فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ما لا يخلط بها غيرها ، صفه لنا ، فسره لنا؟ فقال : حب الدنيا طلبا لها واتباعا لها وقوم يقولون قول الأنبياء ويعملون عمل الجبابرة ، فمن جاء بلا إله إلا الله ليس فيها شيء من هذا وجبت له الجنة وفي الخبر :
السخاء من اليقين ولا يدخل النار موقن والبخل من الشك ولا يدخل الجنة من شك وقال أيضا :
السخي قريب من الله ، قريب من الناس ، قريب من الجنة ، بعيد من النار ، والبخيل بعيد من الله ، بعيد من الناس ، بعيد من الجنة ، قريب من النار والبخل ثمرة الرغبة في الدنيا
nindex.php?page=treesubj&link=19930_19929_19928والسخاء ثمرة الزهد .
والثناء على الثمرة ثناء على المثمر لا محالة .
وروي عن
ابن المسيب عن
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر عن رسول الله : صلى الله عليه وسلم : أنه قال :
nindex.php?page=treesubj&link=24626_29497من زهد في الدنيا أدخل الله الحكمة قلبه فأنطق بها لسانه وعرفه داء الدنيا ودواءها ، وأخرجه منها سالما إلى دار السلام وروي
أنه : صلى الله عليه وسلم مر في أصحابه بعشار من النوق حفل وهي الحوامل وكانت من أحب أموالهم إليهم ، وأنفسها عندهم لأنها تجمع الظهر واللحم واللبن والوبر ولعظمها في قلوبهم قال الله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=4وإذا العشار عطلت قال : فأعرض عنها رسول الله : صلى الله عليه وسلم وغض بصره ، فقيل له : يا رسول الله : هذه أنفس أموالنا لم لا تنظر إليها ؟ فقال : قد نهاني الله عن ذلك ، ثم تلا قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به الآية وروى
مسروق عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها : قالت :
قلت : يا رسول الله ، ألا تستطعم الله فيطعمك قالت : وبكيت لما رأيت به من الجوع ، فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، والذي نفسي بيده لو سألت ربي أن يجري معي جبال الدنيا ذهبا لأجراها حيث شئت من الأرض ، ولكن اخترت جوع الدنيا على شبعها وفقر الدنيا على غناها وحزن الدنيا على فرحها ، يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد ، يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، إن الله لم يرض لأولي العزم من الرسل إلا الصبر على مكروه الدنيا والصبر عن محبوبها ، ثم لم يرض إلا أن يكلفني ما كلفهم فقال : nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل والله ما لي بد من طاعته ، وإني والله لأصبرن كما صبروا بجهدي ولا قوة إلا بالله وروي
عن عمر : رضي الله عنه : أنه حين فتح عليه الفتوحات قالت له ابنته nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة رضي الله عنها : البس ألين الثياب إذا وفدت عليك الوفود من الآفاق ، ومر بصنعة طعام تطعمه وتطعم من حضر فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : يا nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة ألست تعلمين أن أعلم الناس بحال الرجل أهل بيته ؟ فقالت : بلى ، قال : ناشدتك الله هل تعلمين أن رسول الله : صلى الله عليه وسلم لبث في النبوة كذا وكذا سنة لم يشبع هو ولا أهل بيته غدوة إلا جاعوا عشية ، ولا شبعوا عشية إلا جاعوا غدوة ؟ وناشدتك الله ، هل تعلمين أن النبي : صلى الله عليه وسلم لبث في النبوة كذا وكذا سنة لم يشبع من التمر وهو وأهله حتى فتح الله عليه خيبر ؟ وناشدتك الله ، هل تعلمين أن رسول الله : صلى الله عليه وسلم قربتم إليه يوما طعاما على مائدة فيها ارتفاع فشق ذلك عليه حتى تغير لونه ثم أمر بالمائدة فرفعت ، ووضع الطعام على دون ذلك أو وضع على الأرض ؟ وناشدتك الله هل تعلمين أن رسول الله : صلى الله عليه وسلم : كان ينام على عباءة مثنية فثنيت له ليلة أربع طاقات فنام عليها فلما استيقظ قال : منعتموني قيام الليلة بهذه العباءة ، اثنوها باثنتين كما كنتم تثنونها ؟. وناشدتك الله ، هل تعلمين أن رسول الله : صلى الله عليه وسلم : كان يضع ثيابه لتغسل فيأتيه nindex.php?page=showalam&ids=115بلال فيؤذنه بالصلاة فما يجد ثوبا يخرج به إلى الصلاة حتى تجف ثيابه فيخرج بها إلى الصلاة ؟ وناشدتك الله هل تعلمين أن رسول الله : صلى الله عليه وسلم صنعت له امرأة من بني ظفر كساءين إزارا ورداء وبعثت إليه بأحدهما قبل أن يبلغ الآخر ، فخرج إلى الصلاة وهو مشتمل به ليس عليه غيره وقد عقد طرفيه إلى عنقه فصلى كذلك ؟ فما زال يقول حتى أبكاها وبكى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : وانتحب حتى ظننا أن نفسه ستخرج .
وفي بعض الروايات زيادة من قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وهو أنه قال : كان لي صاحبان سلكا طريقا فإن سلكت غير طريقهما سلك بي طريق غير طريقهما ، وإني والله سأصبر على عيشهما الشديد لعلي أدرك معهما عيشهما الرغيد .
وَلَمَّا
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَنْ nindex.php?page=treesubj&link=28977مَعْنَى الشَّرْحِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَقِيلَ لَهُ : مَا هَذَا الشَّرْحُ قَالَ : إِنَّ النُّورَ إِذَا دَخَلَ فِي الْقَلْبِ انْشَرَحَ لَهُ الصَّدْرُ وَانْفَسَحَ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ عَلَامَةٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَالْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ ، فَانْظُرْ كَيْفَ
nindex.php?page=treesubj&link=24626جُعِلَ الزُّهْدُ شَرْطًا لِلْإِسْلَامِ وَهُوَ التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ، قَالُوا : إِنَّا لَنَسْتَحِي مِنْهُ تَعَالَى ، فَقَالَ لَيْسَ كَذَلِكَ تَبْنُونَ مَا لَا تَسْكُنُونَ وَتَجْمَعُونَ مَا لَا تَأْكُلُونَ . فَبَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ يُنَاقِضُ الْحَيَاءَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى
وَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ بَعْضُ الْوُفُودِ قَالُوا : إِنَّا مُؤْمِنُونَ ، قَالَ : وَمَا عَلَامَةُ إِيمَانِكُمْ ؟ فَذَكَرُوا الصَّبْرَ عِنْدَ الْبَلَاءِ وَالشُّكْرَ عِنْدَ الرَّخَاءِ ، وَالرِّضَا بِمَوَاقِعِ الْقَضَاءِ ، وَتَرْكَ الشَّمَاتَةِ بِالْمُصِيبَةِ إِذَا نَزَلَتْ بِالْأَعْدَاءِ ، فَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ كُنْتُمْ كَذَلِكَ nindex.php?page=treesubj&link=29497_24626فَلَا تَجْمَعُوا مَا لَا تَأْكُلُونَ ، وَلَا تَبْنُوا مَا لَا تَسْكُنُونَ ، وَلَا تَنَافَسُوا فِيمَا عَنْهُ تَرْحَلُونَ ، فَجَعَلَ الزُّهْدَ تَكْمِلَةً لِإِيمَانِهِمْ، وَقَالَ ،
جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَنْ جَاءَ : بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا يَخْلِطُ بِهَا غَيْرَهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَقَامَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لَا يَخْلِطُ بِهَا غَيْرَهَا ، صِفْهُ لَنَا ، فَسِّرْهُ لَنَا؟ فَقَالَ : حُبُّ الدُّنْيَا طَلَبًا لَهَا وَاتِّبَاعًا لَهَا وَقَوْمٌ يَقُولُونَ قَوْلَ الْأَنْبِيَاءِ وَيَعْمَلُونَ عَمَلَ الْجَبَابِرَةِ ، فَمَنْ جَاءَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ هَذَا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَفِي الْخَبَرِ :
السَّخَاءُ مِنَ الْيَقِينِ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مُوقِنٌ وَالْبُخْلُ مِنَ الشَّكِّ وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ شَكَّ وَقَالَ أَيْضًا :
السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ وَالْبُخْلُ ثَمَرَةُ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=treesubj&link=19930_19929_19928وَالسَّخَاءُ ثَمَرَةَ الزُّهْدِ .
وَالثَّنَاءُ عَلَى الثَّمَرَةِ ثَنَاءٌ عَلَى الْمُثْمِرِ لَا مَحَالَةَ .
وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=24626_29497مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَدْخَلَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ قَلْبَهُ فَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَعَرَّفَهُ دَاءَ الدُّنْيَا وَدَوَاءَهَا ، وَأَخْرَجَهُ مِنْهَا سَالِمًا إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَرُوِيَ
أَنَّهُ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ فِي أَصْحَابِهِ بِعِشَارٍ مِنَ النُّوقِ حُفَّلٍ وَهِيَ الْحَوَامِلُ وَكَانَتْ مِنْ أَحَبِّ أَمْوَالِهِمْ إِلَيْهِمْ ، وَأَنْفَسِهَا عِنْدَهُمْ لِأَنَّهَا تَجْمَعُ الظَّهْرَ وَاللَّحْمَ وَاللَّبَنَ وَالْوَبَرَ وَلِعَظْمِهَا فِي قُلُوبِهِمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=4وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ قَالَ : فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَضَّ بَصَرَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : هَذِهِ أَنْفَسُ أَمْوَالِنَا لِمَ لَا تَنْظُرُ إِلَيْهَا ؟ فَقَالَ : قَدْ نَهَانِي اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ الْآيَةَ وَرَوَى
مَسْرُوقٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : قَالَتْ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا تَسْتَطْعِمُ اللَّهَ فَيُطْعِمَكَ قَالَتْ : وَبَكَيْتُ لِمَا رَأَيْتُ بِهِ مِنَ الْجُوعِ ، فَقَالَ : يَا nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُجْرِيَ مَعِي جِبَالَ الدُّنْيَا ذَهَبًا لَأَجْرَاهَا حَيْثُ شِئْتُ مِنَ الْأَرْضِ ، وَلَكِنِ اخْتَرْتُ جُوعَ الدُّنْيَا عَلَى شِبَعِهَا وَفَقْرَ الدُّنْيَا عَلَى غِنَاهَا وَحُزْنَ الدُّنْيَا عَلَى فَرَحِهَا ، يَا nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ ، إِنَّ الدُّنْيَا لَا تَنْبَغِي لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ ، يَا nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ لِأُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ إِلَّا الصَّبْرَ عَلَى مَكْرُوهِ الدُّنْيَا وَالصَّبْرَ عَنْ مَحْبُوبِهَا ، ثُمَّ لَمْ يَرْضَ إِلَّا أَنْ يُكَلِّفَنِي مَا كَلَّفَهُمْ فَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَاللَّهِ مَا لِي بُدٌّ مِنْ طَاعَتِهِ ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَصْبِرَنَّ كَمَا صَبَرُوا بِجُهْدِي وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَرُوِيَ
عَنْ عُمَرَ : رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّهُ حِينَ فُتِحَ عَلَيْهِ الْفُتُوحَاتُ قَالَتْ لَهُ ابْنَتُهُ nindex.php?page=showalam&ids=41حَفْصَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : الْبَسْ أَلْيَنَ الثِّيَابِ إِذَا وَفَدَتْ عَلَيْكَ الْوُفُودُ مِنَ الْآفَاقِ ، وَمُرْ بِصَنْعَةِ طَعَامٍ تُطْعَمُهُ وَتُطْعِمُ مَنْ حَضَرَ فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ : يَا nindex.php?page=showalam&ids=41حَفْصَةُ أَلَسْتِ تَعْلَمِينَ أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَالِ الرَّجُلِ أَهْلُ بَيْتِهِ ؟ فَقَالَتْ : بَلَى ، قَالَ : نَاشَدْتُكِ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِثَ فِي النُّبُوَّةِ كَذَا وَكَذَا سَنَةً لَمْ يَشْبَعْ هُوَ وَلَا أَهْلُ بَيْتِهِ غُدْوَةً إِلَّا جَاعُوا عَشِيَّةً ، وَلَا شَبِعُوا عَشِيَّةً إِلَّا جَاعُوا غُدْوَةً ؟ وَنَاشَدْتُكِ اللَّهَ ، هَلْ تَعْلَمِينَ أَنَّ النَّبِيَّ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِثَ فِي النُّبُوَّةِ كَذَا وَكَذَا سَنَةً لَمْ يَشْبَعْ مِنَ التَّمْرِ وَهُوَ وَأَهْلُهُ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ ؟ وَنَاشَدْتُكِ اللَّهَ ، هَلْ تَعْلَمِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَّبْتُمْ إِلَيْهِ يَوْمًا طَعَامًا عَلَى مَائِدَةٍ فِيهَا ارْتِفَاعٌ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ ثُمَّ أَمَرَ بِالْمَائِدَةِ فَرُفِعَتْ ، وَوُضِعَ الطَّعَامُ عَلَى دُونِ ذَلِكَ أَوْ وُضِعَ عَلَى الْأَرْضِ ؟ وَنَاشَدْتُكِ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَانَ يَنَامُ عَلَى عَبَاءَةٍ مَثْنِيَّةٍ فَثُنِيَتْ لَهُ لَيْلَةً أَرْبَعَ طَاقَاتٍ فَنَامَ عَلَيْهَا فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ : مَنَعْتُمُونِي قِيَامَ اللَّيْلَةِ بِهَذِهِ الْعَبَاءَةِ ، اثْنُوهَا بِاثْنَتَيْنِ كَمَا كُنْتُمْ تَثْنُونَهَا ؟. وَنَاشَدْتُكِ اللَّهَ ، هَلْ تَعْلَمِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَانَ يَضَعُ ثِيَابَهُ لِتُغْسَلَ فَيَأْتِيهِ nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٌ فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَمَا يَجِدُ ثَوْبًا يَخْرُجُ بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ حَتَّى تَجِفَّ ثِيَابُهُ فَيَخْرُجَ بِهَا إِلَى الصَّلَاةِ ؟ وَنَاشَدْتُكِ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي ظُفَرَ كِسَاءَيْنِ إِزَارًا وَرِدَاءً وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِأَحَدِهِمَا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الْآخَرَ ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ بِهِ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ وَقَدْ عَقَدَ طَرَفَيْهِ إِلَى عُنُقِهِ فَصَلَّى كَذَلِكَ ؟ فَمَا زَالَ يَقُولُ حَتَّى أَبْكَاهَا وَبَكَى nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَانْتَحَبَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ نَفْسَهُ سَتَخْرُجُ .
وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ زِيَادَةٌ مِنْ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ وَهُوَ أَنَّهُ قَالَ : كَانَ لِي صَاحِبَانِ سَلَكَا طَرِيقًا فَإِنْ سَلَكْتُ غَيْرَ طَرِيقِهِمَا سُلِكَ بِي طَرِيقٌ غَيْرُ طَرِيقِهِمَا ، وَإِنِّي وَاللَّهِ سَأَصْبِرُ عَلَى عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ لَعَلِّي أُدْرِكُ مَعَهُمَا عَيْشَهُمَا الرَّغِيدَ .