نُصِيبُكَ مِمَّا تَجْمَعُ الدَّهْرَ كُلَّهُ * رِدَاءَانِ تُلْوَى فِيهِمَا وَحَنُوطٌ
وَقَالَ حَامِدٌ اللَّفَّافُ: "مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ أُكْرِمَ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: تَعْجِيلُ التَّوْبَةِ، وَقَنَاعَةُ الْقَلْبِ، وَنَشَاطُ الْعِبَادَةِ. وَمَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ عُوقِبَ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: تَسْوِيفُ التَّوْبَةِ، وَتَرْكُ الرِّضَا بِالْكَفَافِ، وَالتَّكَاسُلُ فِي الْعِبَادَةِ". وَقَالَ بَعْضُهُمْ: "لَا يَدْخُلُ ذِكْرُ الْمَوْتِ بَيْتًا إِلَّا رَضِيَ أَهْلُهُ بِمَا قُسِمَ لَهُمْ". قَالَ أَبُو نُوَاسٍ:أَلَا أَيْنَ الَّذِينَ فَنُوا أَوْ مَاتُوا * أَمَا وَاللَّهِ مَا مَاتُوا لِتَبْقَى
وَإِنَّمَا النَّاسُ نِيَامٌ مَنْ يَمُتْ * فَهِمْ أَزَالَ الْمَوْتُ عَنْهُ وَسْنَهْ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْمَوْتَ أَدْرَكَ مَنْ مَضَى * فَلَمْ يَنْجُ مِنْهُ ذُو جَنَاحٍ وَلَا ظُفْرِ
نصيبك مما تجمع الدهر كله * رداءان تلوى فيهما وحنوط
وقال حامد اللفاف: "من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة. ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة". وقال بعضهم: "لا يدخل ذكر الموت بيتا إلا رضي أهله بما قسم لهم". قال أبو نواس:ألا أين الذين فنوا أو ماتوا * أما والله ما ماتوا لتبقى
وإنما الناس نيام من يمت * فهم أزال الموت عنه وسنه
ألم تر أن الموت أدرك من مضى * فلم ينج منه ذو جناح ولا ظفر