الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وفاة عثمان رضي الله عنه .

الحديث في قتله مشهور وقد قال عبد الله بن سلام أتيت أخي عثمان لأسلم عليه وهو محصور فدخلت عليه فقال : مرحبا يا أخي ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة في هذه الخوخة وهي خوخة في البيت ، فقال : يا عثمان ، حصروك ؟ قلت : نعم ، قال : عطشوك ؟ قلت : نعم: فأدلى إلي دلوا فيه ماء فشربت حتى رويت ، حتى إني لأجد برده بين ثديي وبين كتفي وقال لي : إن شئت نصرت عليهم وإن شئت أفطرت عندنا ، فاخترت أن أفطر عنده ، فقتل ذلك اليوم رضي الله عنه وقال عبد الله بن سلام لمن حضر تشحط عثمان في الموت حين جرح : ماذا قال عثمان وهو يتشحط ؟ قالوا : سمعناه يقول : اللهم اجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثا ، قال : والذي نفسي بيده لو دعا الله أن لا يجتمعوا أبدا ما اجتمعوا إلى يوم القيامة .

وعن ثمامة بن حزن القشيري قال : شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان رضي الله عنه فقال : ائتوني بصاحبيكم اللذين ألباكم علي قال فجيء بهما كأنهما جملان أو حماران فأشرف عليهم عثمان رضي الله عنه فقال أنشدكم بالله والإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة ، فقال : من يشترى رومة ؟ يجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة ، فاشتريتها من صلب مالي ، فأنتم اليوم تمنعوني أن أشرب منها ومن ماء البحر ، قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم الله والإسلام ، هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم الله والإسلام هل تعلمون أن المسجد كان قد ضاق بأهله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير منها في الجنة ؟ فاشتريتها من صلب مالي فأنتم اليوم تمنعوني أن أصلي فيها ركعتين ، قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم الله والإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على ثبير بمكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض قال فركضه برجله وقال: اسكن ثبير فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : الله أكبر ، شهدوا لي ، ورب الكعبة ، أني شهيد وروي عن شيخ من ضبة أن عثمان حين ضرب والدماء تسيل على لحيته جعل يقول : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، اللهم إني أستعيذك عليهم وأستعينك على جميع أموري وأسألك الصبر على ما ابتليتني .

التالي السابق


* (وفاة عثمان رضي الله عنه) *

(الحديث في قتله مشهور) رواه سيف بن عمر التميمي وابن عائذ كلاهما في كتاب الفتوح مفصلا ومجمله ما رواه محمد بن يحيى للذهبي قال: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن عيسى بن سميع، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري قال: قلت لسعيد بن المسيب: هل أنت مخبري كيف قتل عثمان؟ قال: قتل مظلوما، ومن خذله كان معذورا، ولما ولي كره ولايته جماعة; لأنه كان يحب قومه ويوليهم فيجيء عنهم ما تنكره الصحابة فلا يعزلهم، فلما كان في الست حجج الأواخر استأثر ببني عمه فولاهم، وما أشرك معهم، فولى ابن أبي سرح مصر يشكونه ويتظلمون منه، وقد كان من قبل هنات من عثمان إلى ابن مسعود وأبي ذر وعمار فكانت بنو هذيل وبنو زهرة في قلوبهم ما فيها بحال ابن مسعود، وكانت بنو غفار وأحلافها ومن غضب لأبي ذر في قلوبهم ما فيها، وكانت بنو مخزوم قد حنقت عليه بحال عمار، وجاء المصريون يشكون من عبد الله فكتب إليه كتابا يتهدده فيه فأبى أن يقبل ما نهاه وضرب بعض من أتاه فقتله، فخرج من مصر سبعمائة فنزلوا المدينة وشكوا صنيع ابن أبي سرح بهم، فقام طلحة فكلم عثمان بكلام شديد، وأرسلت عائشة إليه تقول: أنصفهم من عاملك، ودخل عليه علي، وكان متكلم القوم، فقال: إنما يسألونك رجلا بدل رجل وقد ادعوا قبله دما فاقض بينهم وأنصف فقال لهم اختاروا رجلا أوليه، فأشار الناس عليه بمحمد بن أبي بكر فولاه، وكتب عهده وخرج معهم عدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر وابن أبي سرح، فلما كانوا على مسيرة ثلاث من المدينة إذا هم بعبد أسود على بعير يخبط البعير خبطا كأنه رجل يطلب فسألوه فقال: وجهني أمير المؤمنين إلى عامل مصر، فقيل له: هذا محمد عامل مصر، قال: ليس هذا أريد فجيء به إلى محمد، فقال مرة: أنا غلام عثمان، ومرة قال: أنا غلام مروان حتى عرفه رجل أنه لعثمان، فقال له محمد: إلى من أرسلت قال إلى عامل مصر برسالة، قال: معك كتاب؟ قال: لا، ففتشوه فلم يجدوا معه كتابا وكانت معه إداوة قد يبست فيها شيء يتقلقل، فشقوها فإذا فيها كتاب من عثمان، فجمع محمد الصحابة وفكه فإذا فيه: إذا أتاك فلان وفلان ومحمد فاحتل قتلهم وأبطل كتابه وقر على عملك، واحبس من يجيء إلي متظلما، ففزعوا وأزمعوا فرجعوا إلى المدينة، وختم محمد الكتاب بخواتيم جماعة ودفعه إلى رجل منهم، وقدموا المدينة فجمعوا طلحة والزبير وعليا وسعدا والصحابة، ثم فضوا الكتاب فلم يتبق أحد إلا حنق على عثمان، وزاد ذلك غضبا لأعوان ابن مسعود وأبي ذر وعمار، وحاصر الناس عثمان وأجلب عليه محمد ببني تيم، فلما رأى ذلك علي بعث إلى طلحة [ ص: 316 ] والزبير وعمار وسعد وغيرهم: ودخل على عثمان ومعه الكتاب والغلام والبعير، فقال له: هذا الغلام والبعير لك؟ قال: نعم، فهذا كتابك؟ قال: لا والله، قال: فالخاتم خاتمك؟ قال: نعم، قال: كيف يخرج غلامك ببعيرك بكتاب عليه خاتمك لا تعلم به، وعرفوا أنه بخط مروان، وسألوه أن يدفع إليهم مروان فأبى وكان معه في الدار فخرجوا غضابا، وعلموا أنه لا يحلف بباطل، ولزموا بيوتهم فحاصره أولئك حتى منعوه الماء، فأشرف يوما فقال: أفيكم علي؟ قالوا: لا، قال: أفيكم سعد؟ قالوا: لا، فسكت، ثم قال: ألا أحد يسقينا ماء؟ فبلغ ذلك عليا فبعث إليه بثلاث قرب فجرح بسببها جماعة من الموالي حتى جاء الماء إليه، فبلغ عليا أن عثمان يراد قتله، فقال: إنما أردنا منه مروان، فأما قتل عثمان فلا، وقال لبنيه: اذهبا بسيفيكما حتى تكونا على باب عثمان فلا تدعا أحدا يصل إليه، وبعث إليه الزبير ابنه، وبعث طلحة ابنه، وبعث عدة من الصحابة أبناءهم، يمنعون الناس عنه ويسألونه أن يخرج مروان، فلما رأى ذلك محمد بن أبي بكر ورمى الناس بالسهام حتى خضب الحسن بالدماء على بابه وأصاب مروان سهم وخضب محمد بن طلحة وشج قنبر مولى علي، خشي ابن أبي بكر أن يغضب بنو هاشم لحال الحسن، فاستشار صاحبيه وتثوروا من دار حتى دخلوا على عثمان بغتة، والناس فوق البيوت لا يدرون، ولم يكن مع عثمان سوى امرأته، فقال لهما محمد: مكانكما فإن معه امرأته، فإذا أنا ضبطته فادخلا فتوجياه حتى تقتلاه، ودخل فأخذ بلحيته، فقال له عثمان: والله لو رآك أبوك لساء مكانك مني فتراخت يده، ودخل الرجلان فتوجياه حتى قتلاه، وهربوا من حيث دخلوا وصرخت امرأته وصعدت الناس، وقالت قتل أمير المؤمنين، فجاءوا فوجدوه مذبوحا، وبلغ عليا وطلحة والزبير الخبر فخرجوا وقد ذهبت عقولهم فدخلوا عليه واسترجعوا، وقال علي: كيف قتل أمير المؤمنين وأنتم على الباب ولطم الحسن وضرب صدر الحسين وشتم ابن الزبير وابن طلحة وولى غاضبا .

قال الحافظ الذهبي: هو في بادئ الرأي صحيح الإسناد، لكن قال البخاري: يقال: إن ابن سميع ما سمع هذا الحديث من ابن أبي ذئب، وقال صالح جرزة، قال لي محمود ابن بنت محمد بن عيسى بن سميع هو في كتاب جدي، عن إسماعيل بن يحيى التيمي، عن ابن أبي ذئب، وكان إسماعيل يضع الحديث .

وروى قريش بن أنس، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد هو مولى أبي أسيد قال: دخلوا على عثمان والمصحف بين يديه فضربوه على يديه فجرى الدم على فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم قال الذهبي: هذا إسناد صحيح .

وروى خالد بن عبد الله، عن عمران بن حدير، قال: إن لا يكن عبد الله بن شقيق حدثني أن أول قطرة قطرت من دم عثمان على فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم فإن أبا حريث ذكر أنه ذهب هو وسهيل المري فأخرجوا إليه المصحف فإذا القطرة على فسيكفيكهم الله قال: فإنها في المصحف ما حكت .

(وقد قال عبد الله بن سلام) -رضي الله عنه- (أتيت أخي عثمان) -رضي الله عنه- (لأسلم عليه وهو محصور) في داره (فدخلت عليه فقال: مرحبا يا أخي، رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الليلة في هذه الخوخة وهي خوخة البيت، فقال: يا عثمان، حصروك؟ قلت: نعم، قال: عطشوك؟ قلت: نعم، قال: فأدلى إلي دلوا فيه ماء فشربت حتى رويت، حتى إني لأجد برده بين ثديي وقال لي: إن شئت نصرت عليهم وإن شئت أفطرت عندنا، فاخترت أفطر عنده، فقتل ذلك اليوم) .

قال عبد الله بن أحمد، حدثني عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يونس بن أبي يعفور العبدي، عن أبيه، عن مسلم بن سعد أن عثمان أعتق عشرين مملوكا، ثم دعا بسراويل فشده عليه ولم يلبسه في جاهلية ولا إسلام، وقال: إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البارحة وأبا بكر وعمر فقال: اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف ففتحه بين يديه فقتل وهو بين يديه .

وقال إسحاق بن سليمان، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن عثمان أصبح يحدث الناس، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الليلة في المنام، فقال: أفطر عندنا غدا فأصبح صائما وقتل من يومه.

قال الذهبي: هذا حديث صحيح، ورواه ابن أبي عروبة، عن يعلى بن حكيم، عن نافع نحوه، ورواه عبد الملك بن عمير، عن كثير بن الصلت، عن عثمان، وله طرق أخر بمعناه .

(وقال عبد الله بن سلام) -رضي الله عنه- (لمن حضر تشحط عثمان في الموت حين خرج: ماذا قال عثمان وهو يتشحط؟ قالوا: سمعناه يقول: اللهم اجمع أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ثلاثا، قال: والذي نفسي بيده لو دعا الله على تلك الحال أن لا يجتمعوا أبدا ما اجتمعوا إلى [ ص: 317 ] يوم القيامة) رواه الليث، عن عبيد الله بن المغيرة وعبد الكريم بن الحارث أن عبد الله بن سلام قال لمن حضر عثمان وهو يتشحط في الموت حين ضربه أبو رومان الأصبحي ماذا كان قول عثمان وهو يتشحط في دمه؟ قال: سمعناه يقول، فساقه .

(وقال ثمامة بن حزن) بن عبد الله بن مسلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (القشيري) البصري والد أبي الورد، مخضرم وفد على عمر، وله خمس وثلاثون سنة، قال يحيى بن معين: ثقة، روى له مسلم والترمذي والنسائي وليس له في الصحيح غير حديث النبيذ، قال: سألت عائشة عن النبيذ، وروى له البخاري في الأدب المفرد .

(قال: شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان) -رضي الله عنه- (فقال: ائتوني بصاحبيكم اللذين ألباكم) أي: حرضاكم (علي فجيء بهما كأنهما جملان أو حماران فأشرف عليهم عثمان) -رضي الله عنه- (فقال أنشدكم الله والإسلام، هل تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة، فقال: من يشترى بئر رومة؟ يجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة، فاشتريتها من صلب مالي، فأنتم اليوم تمنعوني أن أشرب منها ومن ماء البحر، قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم الله والإسلام، هل تعلمون أن المسجد كان قد ضاق بأهله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتها من صلب مالي فأنتم اليوم تمنعوني أن أصلي فيها ركعتين، قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم الله والإسلام، هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم الله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان على ثبير بمكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض قال فركضه برجله وقال: اسكن ثبير فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان؟ قالوا: اللهم نعم، قال: الله أكبر، شهدوا لي، ورب الكعبة، أني شهيد) .

قال العراقي: رواه الترمذي وقال: حسن، والنسائي . انتهى .

قلت: ورواه الأنصاري في جزئه قال: حدثنا هلال بن لاحق، عن الجريري، عن ثمامة بن حزن قال: شهدت الدار، وأشرف عليهم عثمان فقال: ائتوني بصاحبيكم اللذين ألباكم علي فدعيا له كأنهما جملان أحمران. فساقه، وليس فيه ذكر تجهيز جيش العسرة، ورواه عيسى بن يونس، عن أبيه، عن جده، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وذكر فيه تجهيز جيش العسرة، وزاد: ولكن طال عليكم أمري واستعجلتم وأردتم خلع سربال سربلنيه الله وإني لا أخلعه حتى أموت أو أقتل.

(وروي عن شيخ من ضبة أن عثمان) -رضي الله عنه- (حين ضرب والدماء تسيل على لحيته جعل يقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم إني أستعيذك عليهم وأستعينك على جميع أموري وأسألك الصبر على ما ابتليتني) وروى يحيى بن ميمون العدادي، عن الحارث بن عمير، عن معمر بن عقيل، حدثنا أبو خباب رجل شامي قال: حدثتني ريطة مولاة أسامة بن زيد، قالت: كنت في الدار إذ دخل القوم، فساق الحديث، وفيه فجاء رجل خلف عثمان بسعفة فضرب بها جبهته فرأيت الدم يسيل وهو يمسحه، ويقول: اللهم لا تطلب بدمي غيرك.

وروى صاحب كتاب المتفجعين، عن الكزبراني، عن عمرو بن عاصم الكلابي، عن حفص بن أبي بكر، عن هياج بن سريع، عن مجاهد قال: أشرف عليهم عثمان -رضي الله عنه- وهو محصور فقال: يا قوم، لا تقتلوني فإني وال وأخ ومسلم، فساق الحديث، وفيه: فلما أبوا قال: اللهم إني لا أرى إلا غادرا أو فاجرا، اللهم فأحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبقي منهم أحدا، قال مجاهد: فقتل الله أكثرهم في تلك الفتنة .

وروى أيضا عن عثمان الفضيلي، حدثنا أبو مسهر، حدثنا إسماعيل بن عباس أن عثمان -رضي الله عنه- دعا عليهم فقال: اللهم أبدلني بخير منهم، وأبدلهم بشر مني، اللهم خذ لي منهم بثأري، اللهم انقل هذا الأمر ممن خذله إلى من نصره.

وروى أيضا عن حبيش بن موسى الصيني، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني، عن سعيد بن مسلم بن بانك، قال: جعلوا يوجئون عثمان -رضي الله عنه- والمصحف في حجره وهو يقول:


ولقد علمت لو أن علمي نافعي أن الحياة من الممات قريب

[ ص: 318 ] وقال ابن أبي الدنيا، حدثنا الحارث بن محمد التميمي، حدثني أبو الحسن علي بن محمد القرشي، عن سعيد بن مسلم بن بانك، عن أبيه أن عثمان -رضي الله عنه- قال متمثلا يوم دخل عليه:


أرى الموت لا يبقى عزيزا ولم يدع لعاد ملاكا في البلاد ومرتقى
يبيت أهل الحصن والحصن مغلق ويأتي الجبال في شمارخها العلا






الخدمات العلمية