وقال صلى الله عليه وسلم : فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة وقال لكل نبي دعوة مستجابة ، رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصب : ابن عباس لا أجلس عليه قائما بين يدي ربي منتصبا مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي ، فأقول يا رب أمتي ، فيقول الله عز وجل : يا محمد ، وما تريد أن أصنع بأمتك ؟ فأقول : يا رب عجل حسابهم . فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد بعث بهم إلى النار ، وحتى إن مالكا خازن النار يقول : يا محمد ما تركت النار لغضب ربك في أمتك من بقية وقال صلى الله عليه وسلم : للأنبياء منابر من ذهب فيجلسون عليها ويبقى منبري . إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر ومدر
وقال أبو هريرة ثم قال : أنا سيد المرسلين يوم القيامة ، وهل تدرون مم ذلك ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس بعضهم لبعض : ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : عليكم أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهش منها نهشة بآدم عليه السلام فيأتون آدم فيقولون له : أنت أبو البشر خلقك الله تعالى بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ؟! ألا ترى ما ؟! قد بلغنا ؟ فيقول لهم آدم عليه السلام : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، وإنه قد نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح ، فيأتون نوحا عليه السلام فيقولون : يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم خليل الله ، فيأتون إبراهيم خليل الله عليه السلام فيقولون : أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ فيقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله وإني ، كنت كذبت ثلاث كذبات ويذكرها نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى عليه السلام فيقولون : يا موسى ، أنت رسول الله فضلك برسالته وبكلامه على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قتلت نفسا لم أؤمر بقتلها ، نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى عيسى عليه السلام ، فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى ، أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ فيقول عيسى عليه السلام : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا ، نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتوني فيقولون : يا محمد ، أنت رسول الله وخاتم النبيين وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله لي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ، ثم يقال : يا محمد ، ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول : أمتي أمتي يا رب ، فيقال : يا محمد ، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من ، أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، ثم قال : والذي نفسي بيده إن بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى وفي حديث آخر .
هذا السياق بعينه مع ذكر خطايا إبراهيم وهو قوله في الكواكب : هذا ربي ، وقوله لآلهتهم : بل فعله كبيرهم هذا ، وقوله إني : سقيم .