ثم انظر إلى قال أبواب الجنة ، فإنها كثيرة بحسب أصول الطاعات ، كما أن أبواب النار بحسب أصول المعاصي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو هريرة وعن من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله دعي ، من أبواب الجنة كلها ، وللجنة ثمانية أبواب ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الصيام ، دعي من باب الصيام ، ومن كان من أهل الصدقة ، دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الجهاد ، دعي من باب الجهاد ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : والله ما على أحد من ضرورة من أيها دعي ، فهل يدعى أحد منها كلها ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم عاصم بن ضمرة عن كرم الله وجهه أنه ذكر النار فعظم أمرها ذكرا لا أحفظه ، ثم قال : علي وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها ، وجدوا عنده شجرة ، يخرج من تحت ساقها ، عينان تجريان ، فعمدوا إلى إحداهما ، كما أمروا به ، فشربوا منها ، فأذهبت ما في بطونهم من أذى ، أو بأس ، ثم عمدوا إلى الأخرى ، فتطهروا منها ، فجرت عليهم نضرة النعيم ، فلم تتغير أشعارهم بعدها أبدا ، ولا تشعث رءوسهم ، كأنما دهنوا بالدهان . ثم انتهوا إلى الجنة فقال لهم خزنتها : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ثم تلقاهم الولدان ، يطيفون بهم ، كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحبيب يقدم عليهم من غيبة يقولون له : أبشر أعد الله لك من الكرامة كذا قال فينطق ، غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين ، فيقول : قد جاء فلان ، باسمه الذي كان يدعى به في الدنيا ، فتقول : أنت رأيته ؟ فيقول : أنا رأيته وهو بأثري فيستخفها الفرح ، حتى تقوم إلى أسكفة بابها . فإذا انتهى إلى منزله ، نظر إلى أساس بنيانه ، فإذا جندل اللؤلؤ فوقه صرح أحمر ، وأخضر ، وأصفر من ، كل لون ، ثم يرفع رأسه ، فينظر إلى سقفه ، فإذا مثل البرق ، ولولا أن الله تعالى قدره لألم أن يذهب بصره ثم يطأطئ رأسه ، فإذا أزواجه ، وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة ، وزرابي مبثوثة ، ثم اتكأ ، فقال : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ثم ينادي مناد : تحيون فلا تموتون أبدا ، وتقيمون فلا تظعنون أبدا ، وتصحون فلا تمرضون أبدا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آتي يوم القيامة باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن من أنت فأقول : محمد فيقول بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك .