وقال رضي الله عنه : حذيفة كان الرجل يتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصير بها منافقا إلى أن يموت وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات .
وقال بعض العلماء : أقرب الناس من النفاق من يرى أنه بريء من النفاق .
وقال حذيفة المنافقون اليوم أكثر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا إذ ذاك يخفونه ، وهم اليوم يظهرونه وهذا وكماله وهو خفي وأبعد الناس منه من يتخوفه وأقربهم منه من يرى أنه بريء منه . النفاق يضاد صدق الإيمان ،
فقد قيل يقولون أن لا نفاق اليوم ، فقال يا أخي : لو هلك المنافقون لاستوحشتم في الطريق . للحسن البصري
وقال هو أو غيره : لو نبتت للمنافقين أذناب ما قدرنا أن نطأ على الأرض بأقدامنا وسمع رضي الله عنه رجلا يتعرض للحجاج فقال أرأيت لو كان حاضرا يسمع أكنت تتكلم فيه فقال : لا فقال : ابن عمر كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم : " من كان ذا لسانين في الدنيا جعله الله ذا لسانين في الآخرة " وقال أيضا صلى الله عليه وسلم : " شر الناس ذو الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء ، بوجه " وقيل للحسن إن قوما يقولون : إنا لا نخاف النفاق ، فقال : والله لأن أكون أعلم أني بريء من النفاق أحب إلي من تلاع الأرض ذهبا .
وقال الحسن : إن من النفاق اختلاف اللسان والقلب والسر ، والعلانية والمدخل ، والمخرج .
وقال رجل رضي الله عنه إني أخاف أن أكون منافقا ، فقال : لو كنت منافقا ما خفت النفاق ، إن المنافق قد أمن النفاق . لحذيفة
وقال ابن أبي مليكة أدركت ثلاثين ومائة ، وفي رواية خمسين ومائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخافون النفاق .
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا في جماعة من أصحابه فذكروا رجلا ، وأكثروا الثناء عليه فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم الرجل ووجهه يقطر ماء من أثر الوضوء وقد علق نعله بيده وبين عينيه أثر السجود فقالوا : يا رسول الله ، هذا هو الرجل الذي وصفناه فقال صلى الله عليه وسلم أرى على وجهه سفعة من الشيطان فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نشدتك الله هل حدثت نفسك حين أشرفت على القوم ، أنه ليس فيهم خير منك فقال اللهم ، نعم فقال صلى الله عليه وسلم في دعائه : " اللهم إني أستغفرك لما علمت ولما لم أعلم ، فقيل له : أتخاف يا رسول الله ، فقال : وما يؤمنني والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وقد قال سبحانه: : وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون قيل في التفسير : عملوا أعمالا ظنوا أنها حسنات فكانت في كفة السيئات .
وقال سري السقطي لو أن إنسانا دخل بستانا فيه من جميع الأشجار عليها من جميع الطيور فخاطبه كل طير منها بلغة فقال : السلام عليك يا ولي الله فسكنت نفسه إلى ذلك كان أسيرا في يديها .