الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الأنصار ما منحوه للمهاجرين

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان ، والحافظ ، ويعقوب بن سفيان عن أنس - رضي الله عنه - قال : لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء ، وكان الأنصار أهل أرض وعقار ، فقاسمهم الأنصار على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام ، ويكفوهم العمل والمؤنة ، وكانت أم أنس أعطت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعذاقا لها ، فأعطاهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد ، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل خيبر ، وانصرف إلى المدينة ، رد [ ص: 151 ] المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا قد منحوهم من ثمارهم ، ورد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أمي أعذاقها .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطانيهن ، فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي ، وجعلت تقول : كلا والله الذي لا إله إلا هو لا يعطيكهن وقد أعطانيهن ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يا أم أيمن اتركي ولك كذا وكذا» وهي تقول : كلا - والله الذي لا إله إلا هو ، فجعل يقول : لك كذا وكذا ، ولك كذا» وهي تقول : كلا والله الذي لا إله إلا هو حتى أعطاها عشرة أمثالها أو قريبا من عشرة أمثالها .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية