ذكر مشاورته - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - في غزوة قريش
روى عن ابن أبي شيبة - رحمه الله - عن محمد بن الحنفية أبي مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال : ” . فجاء فجلس أبا بكر بين يديه ، فناجاه طويلا ، ثم أمره فجلس عن يمينه ، ثم قال : «ادع لي عمر” فجاء فجلس إلى أبو بكر فناجاه طويلا ، فرفع عمر صوته فقال : «يا رسول الله هم رأس الكفر ، هم الذين زعموا أنك ساحر ، وأنك كاهن ، وأنك كذاب ، وأنك مفتر” ، ولم يدع أبي بكر شيئا ، مما كان أهل عمر مكة يقولونه إلا ذكره ، فأمره أن يجلس إلى الجانب الآخر ، فجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ثم دعا الناس فقال : «ألا أحدثكم بمثل صاحبيكم هذين ؟ فقالوا : نعم يا رسول الله ، فأقبل بوجهه إلى فقال : «إن أبي بكر إبراهيم كان ألين في الله تعالى من الدهن اللين ، ثم أقبل علي فقال : «إن عمر ، نوحا كان أشد في الله من الحجر ، وإن الأمر أمر فتجهزوا وتعاونوا ، فتبعوا عمر ، أبا بكر
فقالوا : يا ، إنا كرهنا أن نسأل أبا بكر عما ناجاك به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : قال لي : عمر
«كيف تأمرني في غزو مكة ؟ ” قال : قلت يا رسول الله!! هم قومك ، حتى رأيت أنه سيطيعني ، ثم دعا فقال عمر هم رأس الكفر ، حتى ذكر له كل سوء كانوا يقولونه ، وأيم الله وأيم الله لا تذل العرب حتى تذل أهل عمر : مكة ، وقد أمركم بالجهاد ليغزوا مكة . [ ص: 209 ] خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بعض حجره فجلس عند بابها - وكان إذا جلس وحده لم يأته أحد حتى يدعوه - ، فقال «ادع لي