الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر البشير الذي قدم المدينة بهزيمة هوازن

                                                                                                                                                                                                                              روى محمد بن عمر عن داود بن الحصين قال : كان بشير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل المدينة بفتح الله - تعالى - عليه وهزيمة هوازن ، نهيك بن أوس الأشهلي ، فخرج في ذلك اليوم ممسيا ، فأخذ في أوطاس حتى خرج على غمرة ، فإذا الناس يقولون هزم محمد هزيمة لم يهزم هزيمة مثلها قط ، وظهر مالك بن عوف على عسكره ، قال : فقلت الباطل يقولون ، والله لقد ظفر الله - تعالى - رسوله - صلى الله عليه وسلم وغنمه نساءهم وأبناءهم ، قال : فلم أزل أطأ الخبر حتى انقطع بمعدن بني سليم أو قريبا منها ، فقدمت المدينة وقد سرت من أول أوطاس ثلاث ليال وما كنت أمسي على راحلتي أكثر مما كنت أركبها فلما انتهيت إلى المصلى ناديت : أبشروا يا معشر المسلمين بسلامة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ، ولقد ظفره الله - تعالى - بهوازن ، وأوقع بهم ، فسبى نساءهم ، وغنم أموالهم ، وتركت الغنائم في يديه تجمع ، فاجتمع الناس يحمدون الله - تعالى - على سلامة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ، ثم انتهيت إلى بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتهن ، فحمدن الله - تعالى - على ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              قال وكانت الهزيمة الأولى التي هزم المسلمون ذهبت في كل وجه حتى أكذب الله - تعالى - حديثهم . [ ص: 341 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية