ذكر إضلال ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما وقع في ذلك من الآيات
قال محمد بن إسحاق ، ومحمد بن عمر - رحمه الله تعالى : ثم تبوك فأصبح في منزل فضلت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سار حتى إذا كان ببعض الطريق متوجها إلى محمد بن عمر : هي القصواء - فخرج أصحابه في طلبها وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمارة بن حزم ، وكان عقبيا بدريا ، قتل يوم اليمامة شهيدا ، وكان في رحله زيد بن اللصيت ، أحد بني قينقاع ، كان يهوديا فأسلم فنافق وكان فيه خبث اليهود وغشهم ، وكان مظاهرا لأهل النفاق ، فقال زيد وهو في رحلعمارة بن حزم ، وعمارة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
محمد يزعم أنه نبي وهو يخبركم عن خبر السماء وهو لا يدرى أين ناقته ! !
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمارة عنده : "أن منافقا قال هذا محمد يزعم أنه نبي ويخبركم بأمر السماء ولا يدري أين ناقته ، وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله تعالى ، وقد دلني الله عز وجل عليها ، وهي في [ ص: 449 ] الوادي في شعب كذا وكذا - لشعب أشار لهم إليه حبستها شجرة بزمامها ، فانطلقوا حتى تأتوني بها" فذهبوا فجاءوا بها .
قال محمد بن عمر - رحمه الله تعالى - الذي جاء بها الحارث بن خزيمة الأشهلي ، فرجع عمارة إلى رحله فقال : والله ، العجب لشيء حدثناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آنفا عن مقالة قائل أخبرها الله تعالى عنه ، قال كذا وكذا للذي قال زيد ، فقال رجل ممن كان في رحل عمارة - قال محمد بن عمر : وهو عمرو بن حزم أخو عمارة - ولم يحضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد - والله - قائل هذه المقالة ، قبل أن تطلع علينا ، فأقبل عمارة على زيد يجأ في عنقه ، ويقول : يا عباد الله ، إن في رحلي لداهية وما أشعر ، اخرج يا عدو الله من رحلي فلا تصحبني . قال : زعم بعض الناس أن ابن إسحاق زيدا تاب بعد ذلك ، وقال بعض الناس : لم يزل متهما بشر حتى هلك .