وروى في الزهد عن الإمام أحمد إسماعيل بن أمية قال : صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فراشين ، فأبى أن يضطجع على واحد . عائشة
وروى عن ابن مردويه ابن مسعود ، وابن مردويه والدماميني عن أبي الدرداء ، وأبي ذر ، وسعيد بن منصور ، عن وابن المنذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي مسلم الخولاني ، «ما أوحى الله إلي أن أجمع المال ، وأكون من التاجرين ، ولكن أوحى إلي أن فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين » .
[ ص: 80 ]
وروى الإمام أحمد ، عن وابن عساكر رضي الله تعالى عنه قال وهو يعظ : عمرو بن العاص لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيه ، والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من زهده إلا كان الذي عليه أكثر من الذي له .
وروى عن ابن حبان رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة اتخذت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فراشين حشوهما ليف وإذخر فقال : «يا ما لي وللدنيا إنما أنا والدنيا بمنزلة رجل نزل تحت شجرة في ظلها ، حتى إذا فاء الفيء ارتحل ، فلم يرجع إليها أبدا» . عائشة
وروى عنها قالت : الإمام أحمد ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقي إلى فرش قط ، إلا أني أذكر أن يوم مطر ألقينا تحته بتا فكأني أنظر إلى خرق فيه ينبع منه الماء .
وروى عنها قالت : سعيد بن منصور كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فراش رث غليظ ، فأردت أن أجعل له فراشا آخر ليكون أوطأ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعلته فقال : ما هذا يا عائشة ؟ » فقلت : رأيت فراشك رثا غليظا ، فأردت أن يكون هذا أوطأ لك ، فقال : «أخريه ، اثنتين ، والله لا أقعد عليه حتى ترفعيه قال : فرفعت الأعلى الذي صنعت» .
وروى عن الإمام أحمد رضي الله تعالى عنهما قال : ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا وأهله لا يجدون عشاء ، وكان عامة خبزهم الشعير .
وروى عن الترمذي رضي الله تعالى عنه قال : ابن مسعود مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب مر بأرض فلاة ، فرأى شجرة ، فاستظل تحتها ، ثم راح وتركها» . دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير ، قد أثر الشريط في جنبه ، فقلت : لو نمت يا رسول الله على ما هو ألين من هذا ، فقال : «ما لي وللدنيا ، إنما
وروى أبو عبد الرحمن السلمي ، عن رضي الله تعالى عنهما ابن عباس رضي الله تعالى عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير ، قد أثر في جنبه ، فقال : يا رسول الله لو اتخذت فراشا ألين من هذا ، فقال : «ما لي وللدنيا ، إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب سار في يوم صائف ، حتى أتى شجرة ، ثم راح» . عمر بن الخطاب أن
وروى الإمام أحمد ، في الشعب عن والبيهقي رضي الله تعالى عنه قال : ثوبان فاطمة ، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة ، فقدم من غزاة له ، فأتاها ، فإذا هو بمسح على بابها ، ورأى على الحسن قلبين من فضة ، فرجع ، ولم يدخل لها ، فلما رأت ذلك والحسين فاطمة ظنت أنه لم يدخل عليها من أجل ما رأى ، فهتكت الستر ، ونزعت القلبين من الصبيين ، فقطعتهما ، فبكى الصبيان ، فقسمته بينهما ، فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهما يبكيان ، فأخذه صلى الله عليه وسلم ، فقال : «يا اذهب بهذا إلى بني فلان -أهل بيت ثوبان ، بالمدينة- واشتر قلادة من عصب وسوارا من عاج ، قال : هؤلاء أهل بيتي ، ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا» . لفاطمة كان [ ص: 81 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر آخر عهده بإنسان من أهله
وروى الإمام أحمد ، في الشعب ، والبيهقي وابن أبي حاتم والديلمي عن رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما ، ثم طوى ، ثم ظل صائما ، قال : «يا إن الدنيا لا تنبغي عائشة لمحمد ، ولا لآل محمد ، يا إن الله تعالى لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروهها ، والصبر على محبوبها ، ثم لم يرض مني إلا أن يكلفني ما كلفهم ، فقال : عائشة فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل والله لأصبرن جهدي ، ولا قوة إلا بالله» .
وروى والشيخان عن الإمام أحمد ، رضي الله تعالى عنه قال : أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصيب التمرة فيقول : «لولا أخشى أنها من الصدقة لأكلتها» .
وروى -برجال ثقات- عن الإمام أحمد رضي الله تعالى عنهما ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد تمرة تحت جنبه من الليل فأكلها ، فلم ينم تلك الليلة ، فقالت بعض نسائه : يا رسول الله أرقت البارحة ، قال : «إني وجدت تمرة فأكلتها ، وكان عندي تمر من تمر الصدقة ، فخشيت أن تكون منه» .
وروى عن الطبراني ابن حازم الأنصاري رضي الله تعالى عنه قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بنطع فقيل : استظل به يا رسول الله فقال : «أتحبون أن أستظل بينكم بظل من نار يوم القيامة» .
وروى عن الحميدي حبيب بن أبي ثابت ، عن خيثمة قال : تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا . قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن [ ص: 82 ] شئت أعطيناك خزائن الدنيا ومفاتيحها لم نعطها أحدا قبلك ، ولا نعطيها أحدا بعدك ، لا ينقصك ذلك عند الله شيئا ، فقال : «اجمعوها لي في الآخرة» فأنزل الله
وروى في المصنف عن ابن أبي شيبة قال : عطاء بن يسار تعرضت الدنيا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : «إني لست أريدك ، قالت : إن لم تردني فسيريدني غيرك» .
وروى عن أبو القاسم البغوي رضي الله تعالى عنها عائشة أن امرأة أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرشا فأبى أن يقبله ، وقال : «لو [شئت] أن تسير معي جبال الذهب والفضة لسارت» .
وروى في الزهد ، الإمام أحمد وابن أبي حاتم ، والحاكم ، وابن مردويه ، أم عبد الله بنت شداد بن أوس رضي الله تعالى عنها أنها بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره ، وهو صائم فرد إليها رسولها ، أنى لك هذا اللبن ؟ قالت : من شاة لي ، فرد إليها رسولها ، أنى لك الشاة ؟ فقالت : اشتريتها من مالي ، فشرب منه ، فلما كان من الغد أتته أم عبد الله ، فقالت : يا رسول الله بعثت إليك بلبن ، فرددت إلي الرسول فيه ، فقال لها : «بذلك أمرت الرسل لا تأكل إلا طيبا ، ولا تعمل إلا صالحا» ونسأل الله التوفيق ، ويرحم الله عن «البوصيري» حيث قال :
وراودته الجبال الشم من ذهب عن نفسه فأراها أيما شمم وأكدت زهده فيها ضرورته
إن الضرورة لا تعدو على العصم وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من
لولاه لم تخرج الدنيا من العدم