وروى عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت : والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ، فأرسل إلى أخرى ، فقالت مثل ذلك ، حتى قال كلهن مثل ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من يضيف هذا الليلة رحمه الله تعالى ؟ » فقام رجل من الأنصار فقال : أنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق به إلى رحله . فقال لامرأته : أعندك شيء ؟ فقالت : لا ، إلا قوت صبياني .
قال وروى ابن سعد عن قال : مسروق دخلت على وهي تبكي ، فقلت : يا أم المؤمنين ما يبكيك ؟ قالت : ما ملأت بطني من طعام فشئت أن أبكي إلا بكيت ، أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان فيه من الجهد . عائشة
وروى عنه قال : دخلت على عائشة وهي تبكي ، فقلت : يا أم المؤمنين ما يبكيك ؟ قالت : ما أشبع فأشاء أن أبكي إلا بكيت؛ وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأتي عليه أربعة أشهر ما يشبع من خبز بر .
[ ص: 99 ] وروى ابن سعد عن رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة -رضي الله تعالى عنها- حتى لحق بالله عز وجل . ما شبع آل محمد غداء ولا عشاء من خبز الشعير ثلاثة أيام متتابعات
وروى الإمام أحمد ، -بسند حسن- عن والبزار رضي الله تعالى عنه قال : أبي هريرة قال : بالأسودين التمر والماء ، قال : فكان لهم جيران من الأنصار -جزاهم الله خيرا- لهم منائح يرسلون بشيء من اللبن . أبا هريرة ؟ كان يمر بآل محمد صلى الله عليه وسلم الهلال ، ثم الهلال ، لا يوقد في شيء من بيوته نار ، لا لخبز ، ولا لطبخ ، قالوا : بأي شيء كانوا يعيشون يا
وروى برجال ثقات غير أبو يعلى عثمان بن عطاء عنه قال : إن كان لتمر بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأهلة ما يسرج في بيت واحدة منهن بسراج ، ولا يوقد فيه نار ، وإن وجدوا زيتا ادهنوا به وودكا أكلوه .
وروى -بسند حسن- عن البزار رضي الله تعالى عنهما أن ابن عباس قال له : ابن عمر محمدا وأهله كانوا يأكلون القد ، قلت : بلى والله . الحديث . قد علمت أن
وروى عن أبو داود أبي صالح مرسلا قال : دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام فأكل فلما فرغ حمد الله تعالى ثم قال : «ما أكلت طعاما سخينا ، أو ما ملأت بطني من طعام سخين منذ كذا وكذا» .
وروى عن سعيد بن منصور رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة المدينة ، حتى مضى لسبيله ، لو شئت أن أحدثكم -وأعدها عليكم- بكل شبعة شبعوها من خبز البر منذ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحدثتكم . فقال بعض القوم : أي أكل يا أم المؤمنين ؟ قالت : يوم أجلى الله تعالى بني النضير فتركوا البيوت مملأة من التمر والسلاح ، خرجوا على أقدامهم ، قالت : فشبع جميع المسلمين يومئذ من التمر عبدهم وحرهم ، ذكرهم وأنثاهم ، صغيرهم وكبيرهم . ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية من خبز بر منذ هاجر إلى
وروى أبو الحسن بن الضحاك عن رضي الله تعالى عنه قال : أنس أبو الحسن ما البشع ؟ قال : غليظ الشعير ، وما كان يسفه إلا بجرعة من ماء . أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعا ، ولبس خشنا ، فسئل
وروى أيضا عن جعفر بن سليمان عن الجريري رحمه الله تعالى قال : بلغني أن [ ص: 100 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا مع رجل من أصحابه ، فغمز رسول الله صلى الله عليه وسلم بطنه ، فقال له الرجل : يا رسول الله بأبي أنت وأمي أتشتكي بطنك ؟ فقال : «لا ، إنما هو جعار الجوع» ، فقام الرجل ليدخل حيطان الأنصار ، فرأى رجلا من الأنصار يسقي سقاية ، فقال له : هل لك أن أسقي لك بكل سقاية تمرة جيدة ؟ قال نعم ، قال : فوضع الرجل كساءه ، ثم أخذ يسقي وهو رجل قوي ، فسقى مليا ، حتى ابتهر وعي ، فجعل يتروح ، ثم فتح حجره ، وقال : عد لي تمري ، قال : فعد له نحوا من المد فجاء به ، حتى نثره بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم منه قبضة ، ثم قال : اذهبوا بهذا إلى فلانة ، واذهبوا بهذا إلى فلانة ، فقال الرجل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أراك تأخذ منه ولا ينقص ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألست تقرأ هذه الآية ؟ » قال : فقلت : آية آية يا رسول الله ؟ قال : قول الله تعالى : وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين [سبأ : 39] قال أشهد أنما هو من الله تعالى .
وروى أيضا عن وابن عدي رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة ربما قال النبي صلى الله عليه وسلم : هلمي إلى غداءك المبارك ، وربما لم يكن إلا التمرتين» عائشة . «يا
وروى ابن سعد عن رضي الله تعالى عنه قال : أنس ما أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرققا بعينه ، حتى لحق بربه ، ولا شاة سميطا قط .
وروى أيضا عن رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة ما اجتمع في بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامان قط ، إن أكل لحما لم يزد عليه ، وإن أكل تمرا لم يزد عليه ، وإن أكل خبزا لم يزد عليه .
وروى عن عبد بن حميد رضي الله تعالى عنه قال : عبد الرحمن بن عوف مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز الشعير ، فما أرانا أخرنا لما هو خير لنا .
وروى -بسند جيد- عن الطبراني رضي الله تعالى عنه قال : كعب بن عجرة فذكر الحديث . أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته متغيرا ، فقلت : بأبي أنت وأمي ، ما لي أراك متغيرا ؟ قال : «ما حصل جوفي ما يدخل جوف ذات كبد منذ ثلاث» قال : فذهبت فإذا يهودي يسقي إبلا له ، فسقيت له كل دلو بتمرة ، فجمعت تمرا ، فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : «من أين لك هذا يا كعب ؟ فأخبرته»
وروى رحمه الله تعالى -برجال الصحيح- عن الإمام أحمد علي بن رباح رحمه الله [ ص: 101 ] تعالى قال : كنت بالإسكندرية مع رضي الله تعالى عنه ، فذكروا ما هم فيه فقال رجل من الصحابة : عمرو بن العاص قال لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما شبع أهله من الخبز الغليث . موسى بن علي : يعني الشعير والسلت إذا خلطا .
وروى عن الطبراني رضي الله تعالى عنهما قال : ابن عمر المدينة ، فجعل يأكل بسرا أخضر ، فقال : «كل يا ابن عمر» ، فقلت : ما أشتهيه يا رسول الله ، قال : «ما تشتهيه ؟ ! إنه لأول طعام أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعة أيام» . دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حيطان
وروى أبو الحسن بن الضحاك عن رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة إن كنا لنرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم الكراع فيأكله بعد شهر .
وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، عن وابن ماجه عتبة بن غزوان رضي الله تعالى عنه ، قال : لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طعامنا إلا ورق الحبلة حتى تقرحت أشداقنا .
وروى ابن سعد رضي الله تعالى عنه عن عمران بن زيد المدني قال : حدثني أبي قال : دخلت على رضي الله تعالى عنها فقالت : عائشة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يملأ بطنه في يوم من طعامين ، كان إذا شبع من التمر لم يشبع من الشعير ، وإذا شبع من الشعير لم يشبع من التمر .
وروى أيضا عن الأعرج قال : قال رضي الله تعالى عنه أبو هريرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجوع ، قلت وكيف ذلك الجوع ؟ قال : لكثرة من يغشاه ، وأضيافه ، وقوم يلزمونه لذلك ، فلا يأكل طعاما قط إلا ومعه أصحابه ، وأهل الحاجة يشبعون في المسجد ، فلما فتح الله عز وجل خيبر اتسع الناس بعض الاتساع ، وفي الأمر بعض ضيق ، والمعاش شديد ، وهي بلاد لا زرع فيها ، إنما طعام أهلها التمر ، وعلى ذلك أقاموا . لأبي هريرة :
وروى في زوائد المسند ، عن عبد الله ابن الإمام أحمد رضي الله تعالى عنهما قال : ابن عباس ذكر الحديث . احتفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق . وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع .
وروى البيهقي عن وابن عساكر قال : قال جبير بن نفير أبو البجير رضي الله تعالى عنه : أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الجوع ، فوضع على بطنه حجرا ، وقال : «يا رب نفس ناعمة طاعمة ، جائعة عارية يوم القيامة» .
[ ص: 102 ] وروى ابن سعد عن رضي الله تعالى عنه قال : أبي هريرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشد حبليه بالحجر من الغرث .
وروى والشيخان الإمام أحمد -بسند جيد- وأبو يعلى في الحلية عن وأبو نعيم رضي الله تعالى عنه قال : جابر فحانت مني التفاتة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شد على بطنه حجرا من الجوع ، جابر : ولفظ مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهم يحفرون الخندق ثلاثا لم يذوقوا طعاما ، قال أبي نعيم في الحلية : نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته قد وضع بينه وبين إزاره حجرا ليقيم به صلبه من الجوع .
وروى -بسند جيد قوي- عن الترمذي رضي الله تعالى عنه قال : قال أنس أبو طلحة : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ، ورفعنا عن حجر حجر ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن حجرين .
وذكر الحافظ رحمه الله تعالى في تخريج أحاديث المشكاة أن صححه ، ولم أقف على ذلك في النسخة التي وقفت عليها من الترمذي الترمذي .
وروى ابن أبي الدنيا ، في الزهد ، والبيهقي عن وابن عساكر أبي البجير رضي الله تعالى عنه قال : أصاب النبي صلى الله عليه وسلم جوع يوما ، فعمد إلى حجر فوضعه على بطنه .
وروى مسلم عن والبيهقي رضي الله تعالى عنه قال : أنس أسامة : أنا أشد علي حجرا ، فقلت لبعض أصحابه : لم عصب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطنه ؟ قالوا : من الجوع . الحديث . جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فوجدته جالسا مع أصحابه يحدثهم ، وقد عصب على بطنه بعصابة ، قال
وروى أبو نعيم عن وابن عساكر حصين بن يزيد الكلبي رضي الله تعالى عنه قال : ربما شد رسول الله صلى الله عليه وسلم على بطنه الحجر من الجوع ، ويرحم الله تعالى الإمام ابن جابر حيث قال :
طوى كشحه تحت الحجارة من طوى وإحسانه ما قل منه مثال كأن عيال الناس طرا عياله
فكلهم مما لديه يعال يبيت على فقر ولو شاء حولت
له ذهبا محضا ربى وجبال وما كانت الدنيا لديه بموقع
فقد صرمت فيها لديه حبال رأى هذه الدنيا سريعا زوالها
فلم يرض شيئا يعتريه زوال
لعمرك ما الأعمار إلا قصيرة ولكن آمال الرجال طوال
أتته مفاتيح الكنوز فردها وعافت يمين مسها وشمال
وكان يفيض المال بين عفاته كما فضت الترب المهال شمال
فما كان للمال الشديد بمائل وكم غر أرباب العقول فمالوا
به فرج الله المضايق كلها وبان حرام للورى وحلال
فأنصف مظلوما وأمن خائفا وأغنم محتاجا ونعم مآل
بشير نذير صادق القول صادع لكل كلام جاء عنه كمال
بليغ يصوغ القول كيف يريده لكل مقام ينتحيه مقال
جميل جليل مانح غير مانع عليه وقار ظاهر وجلال
إذا أبصرته العين هابت فلم تكن لتملأ منه العين حين تجال
شفيع رفيع ناصر ناصح لنا رحيم رحيب العفو حين ينال
حبيب إلى رب الأنام محبب إلى الخلق إلا من لديه ضلال
لقد شهدت حتى الوحوش ببعثه وصدق ذيب قوله وغزال
وكان مصونا بالغمام مظللا إذا الناس مالوا للظلال وقالوا
وروى والأربعة عن مسلم رضي الله تعالى عنه ، أبي هريرة والبزار ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن والحاكم رضي الله تعالى عنه ، عمر بن الخطاب عن وابن حبان ابن عباس عن وابن مردويه رضي الله تعالى عنهما ، ابن عمر عن والطبراني رضي الله تعالى عنه ابن مسعود بأبي بكر رضي الله تعالى عنهما ، فقال : «ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ؟ » قالا : الجوع يا رسول الله ، قال : «والذي نفسي بيده ، لأخرجني الذي أخرجكما ، فقوما» ، فقاما معه ، فأتى منزل وعمر وقال أبي أيوب الأنصاري ، منزل ابن عمر : أبي الهيثم بن التيهان ، فلما انتهوا إلى داره قالت امرأته : مرحبا بنبي الله ، وبمن معه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أين فقالت امرأته : يا نبي الله يأتيك الساعة ، انطلق يستعذب الماء ، فجاء أبو أيوب ؟ » رضي الله تعالى عنه ، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : الحمد لله ، ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني ، فانطلق فقطع عذقا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ما أردت تقطع لنا هذا ، ألا اجتنيت لنا من تمره» ، قال : أحببت يا رسول الله أن تأكلوا من تمره ، وبسره ، ورطبه ، ثم أخذ المدية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إياك والحلوب» فذبح لهم ، فشوى نصفه ، وطبخ نصفه ، فلما وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخذ من الجدي ، فجعله في رغيف ، وقال : «يا أبو أيوب أبلغ بهذا أبا أيوب فاطمة؛ لأنها لم تصب مثل هذا منذ أيام» ، فذهب به إلى أبو أيوب فاطمة ، فلما أكلوا وشبعوا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه ، قال الله تعالى : ثم لتسألن يومئذ عن النعيم [ ص: 104 ] [التكاثر : 8] فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة» .
فكبر ذلك على أصحابه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فقولوا : باسم الله ، فإذا شبعتم فقولوا : الحمد لله الذي هو أشبعنا ، وأنعم علينا وأفضل ، فإن هذا كفاف لهذا» فأخذ رضي الله تعالى عنه العذق فضرب بها الأرض حتى تناثر البسر ، ثم قال : يا رسول الله وإنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة ؟ قال : «نعم ، إلا من ثلاث : كسرة يسد بها الرجل جوعته ، أو ثوب يستر به عورته ، أو حجر يدخل فيه من القر والحر» . عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم ، فإذا هو