بفتح أوله وثانيه: ومعناه الحاكم [ ص: 450 ] الحاكم أو المانع، وهو من أسمائه تعالى،
الذي لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، قال تعالى: أفغير الله أبتغي حكما أي مانعا
«الحكيم » :
قال «ع » لأنه علم وعمل وأذعن لربه. قال الشيخ رحمه الله تعالى: وهو فعيل من الحكمة. قال تعالى: ويعلمهم الكتاب والحكمة ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة والمتصف بالحكمة علما وتعليما حكيم. واختلف في في قوله تعالى: المراد بالحكمة يؤتي الحكمة من يشاء الآية. فقيل: النبوة. وقيل: المعرفة بالقرآن والفهم فيه. وقيل: الإصابة في القول وقيل: العلم المؤدي إلى العمل. وقيل: السنة. وقيل: خشية الله.
لحديث:
رأس الحكمة مخافة الله » . رواه . ابن مردويه
وقال الإمام إنه ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله تعالى وأمر يدخله الله تعالى في القلوب من رحمته وفضله. ومما يبين ذلك أنك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا إذا نظر فيها، وتجد آخر ضعيفا في أمر دنياه عالما بأمر دينه بصيرا به يؤتيه الله إياه ويحرمه هذا. انتهى إلى هنا. مالك:
وهو صلى الله عليه وسلم حكيم بالمعاني المذكورة كلها.
قال في الشرح: هو المتقن للأمور. وفعيل بمعنى مفعل من الإحكام وهو الإتقان، أو بمعنى فاعل من الحكم وهو المنع للإصلاح، وهو أعم من الحكمة، وكل حكمة حكم ولا عكس، لأن الحكم أن نقضي على شيء بشيء إيجابا أو سلبا. أو ذو الحكمة وهي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم وإصابة الحق بالعلم والعقل. والمراد بها في حقه تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام. وفي حق الإنسان: معرفة الموجودات وفعل الخيرات
«الحليم » :
قال «د » هو موصوف به بالتوراة، وهو اسم فاعل للمبالغة من حلم بالضم ككريم من كرم، يقال حلم فهو حليم إذا صار الحلم طبعا له وسجية من سجاياه.
قال أبو طالب يمدحه صلى الله عليه وسلم:
حليم رشيد عادل غير طائش يوالي إلها ليس عنه بغافل
والحلم بكسر المهملة وسكون اللام: الأناة في الأمور وهي بفتح الهمزة مقصورة كقناة: اسم للتأني وهو التثبت وترك العجلة، وأما عطفها عليه في قوله صلى الله عليه وسلم كما رواه مسلم عن للأشج: أشج ابن عباس عبد القيس، واسمه المنذر بن عائذ بن الحارث العصري- بمهملات على الأصح: «إن فيك لخصلتين يحبهما الله تعالى ورسوله: الحلم والأناة » فعطف تفسير. والمراد به في الخبر: العقل خاصة. وقال القاضي: هو حالة تأن وثبات عند الأسباب والمحركات. قال غيره: هو ضبط النفس والطبع عند هيجان الغضب. قال القاضي: [ ص: 451 ] والاحتمال: حبس النفس عند الآلام والمؤذيات، ومثله الصبر. قال غيره: وجمعه أحلام. قال الله تعالى: أم تأمرهم أحلامهم بهذا أي عقولهم. وسمي العقل حلما لكونه سببا عنه. قال ابن عطية: هو العقل إذا انضاف إليه أناة واحتمال.وقد وكل حليم قد عرفت منه زلة وحفظت منه هفوة، وهو صلى الله عليه وسلم لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبرا، وعلى إشراف الجاهلية إلا حلما. كان صلى الله عليه وسلم أحلم الناس،
ولهذا مزيد بيان في بيان حلمه صلى الله عليه وسلم.
وهذا الاسم من أسمائه تعالى. ومعناه في حقه تعالى: الذي لا يعجل بالعقوبة. والفرق بينه وبين الحقود: أنه الذي يؤخر الانتقام لانتهاز الفرصة. والحليم يؤخره لانتظار التوبة.
وسيأتي الفرق بينه وبين العفو وبينه وبين الصبر في تفسيرهما
«الحلاحل » :
بمهملتين الأولى مضمومة والثانية مكسورة: السيد الشجاع، أو كثير المروءة، والرئيس الرزين، كأنه مأخوذ من الحلول والاستقرار، لأن القلق وقلة الثبات في مجلس ليس من عادات السادات. قال بعضهم يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
وعربة أرض ما يحل حلالها من الناس إلا اللوذعي الحلاحل
قوله صلى الله عليه وسلم: الحديث رواه الشيخان . إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي
والعربة- بمهملتين محركة: ناحية قرب المدينة أقامت بها قريش فنسبت العرب إليها وسكن الشاعر راءها للضرورة، وهي باحة دار أبي الفصاحة دار إسماعيل صلى الله عليه وسلم، والباحة بالموحدة والمهملة: قال في الصحاح: الساحة
«الحماد » :
بتشديد الميم صيغة مبالغة من الحمد أي الحامد الكثير الحمد
«حمطايا » :
روى عن أبو نعيم رضي الله تعالى عنهما قال: ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى في الكتب القديمة: أحمد ومحمد والماحي والمقفي ونبي الملاحم وحمطايا وفارقليطا وماذماذ.
قال سألت بعض من أسلم من اليهود فقال: معناه يحمي الحرم ويمنع الحرام. [ ص: 452 ] أبو عمر الزاهد:
قال شيخ الإسلام التقي الشمني: وهو بفتح الحاء والميم المشددة وبالطاء المهملة بعدها ألف فمثناة تحتية. وقال الهروي في الغريب: هو بكسر الحاء وسكون الميم وتقديم الياء وألف بعدها طاء مهملة وألف. فعنده حمياطا. وفسره بحامي الحرم. قال : ومعناه: أنه حمى الحرم مما كان فيه من النصب التي تعبد من دون الله، والزنا والفجور ابن دحية
الحمد «الحميد » :
فعيل بمعنى حامد أو محمود: صيغة مبالغة من الحمد وهو الثناء أي الذي حمدت أخلاقه ورضيت أفعاله، أو الحامد لله تعالى بما لم يحمده به حامد، أو الكثير المحامد، وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الذي حمد نفسه أزلا وحمده عباده أبدا، أو المستحق للحمد لأنه الموصوف بكل كمال ومول لكل نوال
«حم. عسق » :
ذكرهما «د » في أسمائه صلى الله عليه وسلم ونقله عن الماوردي جعفر بن محمد، ونقل عن أنهما من أسماء الله تعالى ابن عباس
«الحنان » :
بالتخفيف: الرحمة
«الحنيف » :
المائل إلى دين الإسلام الثابت عليه، من الحنف محركا، أو المائل عما عليه العامة إلى طريق الحق والاستقامة، أو المستقيم. قال تعالى: ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا جوز بعضهم جعل حنيفا حالا من الضمير العائد عليه صلى الله عليه وسلم، وهو الطاهر. قال في النهاية: حديث » أي طاهرين من المعاصي لا أنهم كلهم مسلمون لقوله تعالى: خلقت عبادي حنفاء فمنكم كافر ومنكم مؤمن ولهذا مزيد بيان في الكلام على الفطرة في شرح غريب قصة الإسراء
«الحيي » :
بمهملة وتحتيتين: الكثير الحياء وهو انقباض النفس وانكفافها عن القبائح.
روى عن الدارمي رضي الله تعالى عنه قال: سهل بن سعد ولهذا مزيد بيان في باب حيائه صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييا لا يسأل شيئا إلا أعطى
«الحي » :
الباقي المتلذذ المتنعم في قبره. ولهذا مزيد بيان في باب حياته في قبره صلى الله عليه وسلم.