الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في تهيئته للسواك قبل أن ينام . وسواكه قبل أن ينام ، وبالليل إذا قام من نومه .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، والطيالسي ، وأبو يعلى ، ومسلم ، عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا ينام إلا والسواك عنده ، فإذا استيقظ بدأ بالسواك» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن عدي عن جابر - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يستاك إذا أخذ مضجعه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه ، والبزار ، والدارقطني ، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : كنت أصنع لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثلاثة آنية مخمرة : إناء لطهارته ، وإناء لشرابه ، وإناء لسواكه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو الحسن عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ مضجعه وضع طهوره ، وسواكه ومشطه ، فإذا أهبه الله تعالى من الليل ، استاك وتوضأ وامتشط ، ورأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتمشط بمشط من عاج» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطيالسي ، وأحمد وأبو داود عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان لا ينام إلا والسواك عنده ، فإذا استيقظ بدأ بالسواك .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن حذيفة - رضي الله [ ص: 28 ] تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم وأبو داود عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوضع له سواكه ، فإذا قام من الليل تخلى ثم استاك ، قبل أن يتوضأ» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم وأبو داود ، والنسائي عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- قال : «بت عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فتوضأ واستاك ، وهو يقرأ هذه الآية حتى فرغ منها : إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب حتى فرغ منها ثم صلى ركعتين ، ثم عاد فنام ، حتى سمعت نفخه ، ثم قام فتوضأ ، فاستاك وصلى ركعتين ، ثم قام فتوضأ واستاك وصلى ركعتين ، وأوتر بثلاث» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي وابن ماجه عنه بإسناد صحيح ، والإمام أحمد عنه . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بالليل ركعتين ، ثم ينصرف فيستاك» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود وابن سعد ، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها ، قالت : «إن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان لا يرقد من ليل ولا نهار ، فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى محمد بن يحيى السعدي بسند لا بأس به عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا انتبه من الليل ، دعا بجارية يقال لها بريرة بالمسواك» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- «أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان لا يتعار من الليل ساعة إلا أمر السواك على فيه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عنه قال : ربما استاك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من الليل أربع مرات .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه ابن عدي ، وزاد : «فلو استيقظ من الليل عشر مرات ، استاك عشر مرات» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسدد والطبراني وابن أبي شيبة ، وعبد ، عن أبي أيوب - رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يستاك من الليل مرارا» . [ ص: 29 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد عن شداد بن عبد الله قال : «كان السواك قد أحفى لثة رسول الله- صلى الله عليه وسلم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا ينام ولا ينتبه إلا استن .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية