تنبيهات
الأول : قال أبو عيسى الترمذي- رحمه الله تعالى : «قد روي عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه أوتر بثلاث عشرة وإحدى عشرة وتسع وسبع وخمس وثلاث وواحدة» قال إسحاق بن إبراهيم معنى ما روي «أنه كان يوتر بثلاث عشرة ركعة أنه كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر فنسبت صلاة الليل إلى الوتر» . [ ص: 267 ]
الثاني : روى ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، من طريق والطبراني ، أبي شيبة بن عثمان ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن رضي الله تعالى عنهما- ابن عباس . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصلي في رمضان عشرين ركعة ، والوتر في رمضان
ضعفه الإمام أحمد ، وابن منيع ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وغيرهم ، وكذبه والترمذي ، وقال شعبة ، ليس بثقة ، وعد هذا الحديث من منكراته قال ابن معين : الأذرعي في التوسط : وأما ما نقل عنه- صلى الله عليه وسلم- أنه صلى في الليلتين اللتين خرج فيهما عشرين ركعة فهو منكر .
وقال الزركشي في الخادم ، دعوى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- صلى بهم تلك الليلة عشرين ركعة لم يصح ، بل الثابت في الصحيح الصلاة من غير ذكر العدد وجاء في رواية جابر رواه «أنه صلى بهم ثمان ركعات ، والوتر ثم انتظروه في القابلة ، فلم يخرج إليهم» ابن خزيمة في صحيحيهما . وابن حبان
الفرع الثاني . فيما كان يقرؤه في وتره- صلى الله عليه وسلم .
روى الإمام أحمد ، والترمذي ، مختصرا عن والنسائي ، رضي الله تعالى عنه- قال : علي- أسود : يقرأ في الركعة الأولى ألهاكم التكاثر و إنا أنزلناه في ليلة القدر و إذا زلزلت الأرض .
وفي الركعة الثانية : والعصر و إذا جاء نصر الله والفتح و إنا أعطيناك الكوثر . وفي الركعة الثالثة قل يا أيها الكافرون و تبت يدا أبي لهب و قل هو الله أحد . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر بثلاث يقرأ فيهن تسع سور من المفصل ، يقرأ في كل ركعة بثلاث سور ، قال
وروى أبو داود ، عن والبيهقي ، رضي الله تعالى عنه- ابن مسعود- . [ ص: 268 ] أن رجلا قال له «إني أقرأ المفصل في كل ركعة ، فقال : أهذا كهذ الشعر ونثرا كنثر الدقل لكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ النظائر : السورتين في ركعة (الرحمن . والنجم ) في ركعة و (اقتربت والحاقة ) في ركعة و (الطور . والذاريات ) في ركعة و (إذا وقعت ، ونون ) في ركعة و (عم . والمرسلات ) في ركعة و (الدخان . وإذا الشمس كورت ) في ركعة و (سأل سائل . والنازعات ) في ركعة و (ويل للمطففين . وعبس ) في ركعة
وروى أبو يعلى ، من طريق والبزار عبد الملك بن الوليد بن معدان عنه قال : سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة قل هو الله أحد . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الوتر في الركعة الأولى ب
وروى عن الطبراني رضي الله تعالى عنه- أبي هريرة- سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة قل هو الله أحد و (المعوذتين ) . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الركعة الأولى من الوتر
وروى الإمام أحمد ، والترمذي ، عن والنسائي ، رضي الله تعالى عنهما قال : ابن عباس
سبح اسم ربك الأعلى و قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد في كل ركعة» . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الوتر بـ
قال العراقي : «أبي يقرأ بكل سورة من السور الثلاث في ركعة» .
وروى الإمام أحمد ، عن والنسائي ، عبد الرحمن بن أبزى : سبح اسم ربك الأعلى و قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد في كل ركعة» . «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الوتر ب
وروى الإمام أحمد ، وحسنه ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه عن والدارقطني ، رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة- سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية ب قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة ب قل هو الله أحد والمعوذتين» . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الركعة الأولى ب
وروى الإمام واللفظ له- أحمد- وأبو داود ، وابن ماجه ، عن والدارقطني رضي الله تعالى عنه- قال : أبي بن كعب- سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة قل هو الله أحد . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر بثلاث يقرأ في الأولى ب
وروى في «التاريخ» الحاكم عن والبيهقي رضي الله تعالى عنه قال : أنس- «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر بتسع ركعات ، فلما أسن وثقل أوتر بسبع ، وصلى ركعتين وهو جالس فقرأ فيهما : الواقعة . والرحمن» . [ ص: 269 ]
وروى الإمام أحمد ، عن ومسلم ، عبد الله بن أبي قيس- رحمه الله تعالى- عن قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الوتر أكان يسر في القراءة أم يجهر ؟ قالت : «كل ذلك كان يفعل ، كان ربما أسر وربما جهر» قلت : «الله أكبر الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة» عائشة . أنه سأل
الثالث : في وتره في السفر على الراحلة :
وروى الشيخان عن رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عمر- . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به يومئ إيماء صلاة الليل إلا الفرض ، ويوتر على راحلته»
الرابع : في قنوته- صلى الله عليه وسلم- في الوتر بعد الركوع :
روى عنه ، البيهقي . «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يوتر فيقنت قبل الركوع»
وروى محمد بن أبي عمر ، وأحمد بن منيع ، من طريق والدارقطني أبان وقال : هو متروك عن رضي الله تعالى عنه- قال : ابن مسعود- أم عبد الله فقلت تبيتي مع نسائه وانظري كيف يقنت في وتره ، فأتتني ، فأخبرتني أنه قنت قبل الركوع» . «بت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأنظر كيف يقنت في وتره ، فقنت قبل الركوع ، ثم بعثت أمي
وروى من طريق الدارقطني عمرو بن شمر- وقال : متروك عن رحمه الله- قال : سويد بن غفلة- أبا بكر وعمر وعثمان يقولون قنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في آخر الوتر ، وكانوا يفعلون ذلك» وعليا . «سمعت
وروى الإمام أحمد ، برجال ثقات ، عن وأبو يعلى ، أبي الجوزاء قال : قال رضي الله تعالى عنهما- : الحسن بن علي-
«رب اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت» . [ ص: 270 ] علمني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهن في قنوت الوتر :
وروى الإمام والثلاثة ، أحمد ، وحسنه ، عن والترمذي ، رضي الله تعالى عنه- كان يقول في آخر وتره : «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كم أثنيت على نفسك» . علي-
وروى رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس- «أردت أن أعرف صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فبت عند خالتي قال : فأتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فراشه ، فلما كان في جوف الليل خرج فقلب في أفق السماء وجهه ثم قال : «نامت العيون ، وغارت النجوم ، والله حي قيوم» ، ثم أتى قربة فحل وثاقها ثم توضأ فأسبغ وضوءه ، ثم قام إلى مصلاه ، فكبر فقام حتى قلت : لن يركع ، ثم ركع حتى قلت : إنه لن يرفع صلبه ، ثم رفع صلبه ثم سجد فقلت : لن يرفع رأسه ثم جلس فقلت : لن يقوم ، ثم قام فصلى ثمان ركعات كل ركعة دون التي قبلها ، يفصل في كل اثنتين بالتسليم ثم صلى فلما أوتر بهن قعد في الثنتين ، وقام في الثالثة فلما ركع الركعة الأخيرة واعتدل قائما من ركوعه قنت : قال : «اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها أمري» ميمونة .
الخامس . في وقت وتره- صلى الله عليه وسلم .
روى الإمام أحمد ، في الكبير والأوسط ورجاله ثقات عن والطبراني رضي الله تعالى عنه : قال أبي مسعود البدري- . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر من أول الليل ، وأوسطه وآخره»
وروى الإمام أحمد ، عن وابن ماجه ، رضي الله تعالى عنه- قال : علي- . «من كل الليل أوتر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من أوله وأوسطه وانتهى وتره في السحر»
وروى عنه قال : البزار . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر في أول الليل ، وأوسطه ، وآخره ، ثم ثبت له الوتر في آخره»
وروى الأئمة إلا الإمام مالك ، عن والدارقطني ، رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة-
. [ ص: 271 ] «من كل الليل أوتر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من أول الليل وأوسطه وآخره حتى انتهى وتره حين مات إلى السحر»
وروى الإمام أحمد ، برجال ثقات ، عن والطبراني ، عقبة بن عمرو- رضي الله تعالى عنه- . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يوتر من أول الليل ، وأوسطه ، وآخره»
وروى عن النسائي رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة- . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ينام أول الليل ثم يقوم ، فإذا كان من السحر أوتر ثم أتى فراشه ، فإذا كانت له حاجة ألم بأهله فإذا سمع الأذان وثب فإن كان جنبا أفاض عليه [من] الماء وإلا توضأ»
السادس : في وصله- صلى الله عليه وسلم- وفصله :
روى الإمام أحمد ، والنسائي ، وصححه والدارقطني ، عن الحاكم رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة- . كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يسلم في ركعتي الوتر
وروى عن النسائي رضي الله تعالى عنه- قال : أبي بن كعب- . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر بثلاث ولا يسلم»
وروى الإمام من طريق أحمد رضي الله تعالى عنه- وإن لم يدرك عمر بن عبد العزيز- عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي في الحجرة وأنا في البيت فيفصل بين الشفع والوتر ، بتسليم يسمعنا»
وروى الإمام أحمد ، وسنده ضعيف- عن والطبراني- رضي الله تعالى عنهما : ابن عمر-
. «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفصل بين الشفع والوتر بتسليمة ويسمعناها»
وروى الإمام مالك ، في ضمن حديث عنه والبخاري «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يسلم في الركعتين من الوتر حتى يأمر ببعض حاجته» .
السابع : في صلاته- صلى الله عليه وسلم- بعد الوتر ركعتين خفيفتين ، وهو جالس .
روى عن مسلم والإمام عائشة عن أحمد عائشة والترمذي ، وابن ماجه ، عن والدارقطني ، واللفظ لها- رضي الله تعالى عنها- قالت : أم سلمة ، . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي بعد [ ص: 272 ] الوتر ركعتين خفيفتين وهو جالس»
وروى محمد بن نصر ، والدارقطني ، عن والبيهقي ، والإمام أنس ، أحمد ، وابن نصر والطبراني ، عن والبيهقي ، رضي الله تعالى عنهما- قالا : أبي أمامة- إذا زلزلت و قل يا أيها الكافرون . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي ركعتين بعد الوتر ، وهو جالس يقرأ فيهما :
الثامن : فيما كان يقوله- صلى الله عليه وسلم- بعد الوتر :
روى الإمام أحمد ، وأبو داود والنسائي ، وابن ماجه ، عن والدارقطني ، رضي الله تعالى عنه- أبي بن كعب- وفي لفظ : يرفع صوته بالثالثة وفي لفظ : يطيل في آخرهن» . «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا فرغ من وتره قال : «سبحان الملك القدوس» ثلاثا ويجهر
التاسع : في تخفيفه- صلى الله عليه وسلم- الصلاة بحضرة الناس .
روى برجال ثقات عن الطبراني خالد الخزاعي- رضي الله تعالى عنه- قال : . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى والناس ينظرون صلى صلاة خفيفة تامة الركوع والسجود»
العاشر : في أنه- صلى الله عليه وسلم- كان يراوح بين قدميه :
روى بسند ضعيف عن البزار رضي الله تعالى عنه- قال : علي- كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يراوح بين قدميه ، يقوم على كل رجل حتى نزلت : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
والله أعلم . [ ص: 273 ]