الباب الثاني في بيان كيفيات صلاته- صلى الله عليه وسلم- صلاة الكسوف
الأولى ركوعان في ركعة :
روى الشيخان ، عن رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس- . «انكسفت الشمس على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فصلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والناس معه ، فقام قياما طويلا ، نحوا من سورة البقرة ، ثم ركع ركوعا طويلا ، ثم رفع فقام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول [ثم سجد ، ثم قام قياما طويلا هو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا هو دون الركوع الأول] ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول- ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ، ثم انصرف ، وقد تجلت الشمس»
وروى الشيخان ، من طرق ، عن رضي الله تعالى عنها- قال : «خسفت الشمس في عهده» ، وفي لفظ «في حياة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد ، فصف الناس وراءه ، فقام فأطال القيام» ، وفي رواية : «فقرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قراءة طويلة» ، وفي رواية : «جهر في قراءة الخسوف بقراءته ، ثم كبر فركع ركوعا طويلا ، ثم رفع رأسه ، فقال : «سمع الله لمن حمده ، ربنا لك الحمد» ، وفي رواية : «ثم قام فأطال القيام ، وهو دون القيام الأول» ، وفي رواية : عائشة-
«إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتموها ، فافزعوا إلى الصلاة حتى يفرج عنكم» . «ثم قام فقرأ قراءة طويلة وهي أدنى من القراءة الأولى ، ثم كبر فركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ثم قال : «سمع الله لمن حمده ، ربنا لك الحمد» ، ثم سجد فأطال السجود ، ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ما فعل في الركعة الأولى فاستكمل أربع ركعات ، وأربع سجدات ، ثم انصرف وقد انجلت الشمس ، ثم قام فخطب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال :
وفي رواية «فادعوا الله تعالى وكبروا ، وصلوا ، وتصدقوا» ، ثم قال : «يا أمة محمد ما من أحد أغير من الله تعالى أن يزني عبده ، أو تزني أمته ، يا أمة محمد ، والله لو تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، إني رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدم» وفي رواية «أتقدم ، ولقد رأيت [ ص: 331 ] جهنم يحطم بعضها بعضا ، حين رأيتموني تأخرت ، ورأيت فيها ابن لحي هو الذي سيب السوائب» .
وفي رواية : «ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر» وفي رواية : «إني قد رأيتكم تفتنون في قبوركم ، كفتنة الدجال» ، وفي رواية «قالت فكنت أسمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك يتعوذ من عذاب القبر» . عائشة :
وروى الشيخان ، عن رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس-
«إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك ، فاذكروا الله» ، فقالوا : يا رسول الله رأيناك تتناول شيئا في مقامك هذا ، ثم رأينا كعكعت ، قال : «إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، ورأيت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع ، ورأيت أكثر أهلها النساء» قالوا بم يا رسول الله ؟ قال :
«بكفرهن ، قيل ، يكفرن بالله ؟ قال يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت منك شيئا ، قالت : ما رأيت منك خيرا قط» . انخسفت الشمس على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فصلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقام قياما طويلا ، نحوا من قراءة سورة البقرة ، ثم ركع ركوعا طويلا ، ثم رفع فقام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم رفع ثم سجد ، ثم قام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم رفع فقام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد ، ثم انصرف وقد تجلت الشمس ، فقال :
وروى الشيخان ، عن رضي الله تعالى عنها- قالت : أسماء بنت أبي بكر- رضي الله تعالى عنها- زوج النبي- صلى الله عليه وسلم- حين خسفت الشمس ، فإذا الناس قيام يصلون ، وإذا هي قائمة تصلي ، فقلت ما للناس ؟ فأشارت بيدها نحو السماء ، وقالت : «سبحان الله» ، فقلت : آية ؟ فأشارت إلي نعم ، فقمت حتى تجلاني الغشي وجعلت أصب فوق رأسي ماء ، فلما انصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا ، حتى الجنة والنار ، ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم ، مثل- أو قريبا من- فتنة عائشة- الدجال» ، (لا أدري أي ذلك قالت أسماء ) ، فيقول : «يؤتى أحدكم فيقال له : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن- أو الموقن (لا أدري أي ذلك قالت أسماء ) ، فيقول : هو محمد رسول الله ، جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا ، واتبعنا ، فيقال : نم صالحا فقد علمنا إن [ ص: 332 ] كنت لموقنا ، وأما المنافق أو المرتاب (لا أدري أي ذلك قالت أسماء ) فيقول : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته» . أتيت
الكيفية الثانية : ثلاث ركوعات في كل ركعة .
روى عن مسلم ، رضي الله تعالى عنها- «أن الشمس انكسفت على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم-» . عائشة-
وروى عن الترمذي ، رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس- . «صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الكسوف»
الكيفية الثالثة : أربع ركوعات في كل ركعة .
روى والإمام ابن أبي شيبة ، أحمد ، عن والبيهقي ، رضي الله تعالى عنه- : علي- رضي الله عنه- للناس فقرأ يس أو نحوها ، ثم ركع نحوا من قدر السورة ، ثم رفع رأسه ، فقال : «سمع الله لمن حمده» ، ثم قام قدر السورة ، يدعو ويكبر ، ثم ركع قدر قراءته أيضا ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ثم قام أيضا قدر السورة ، ثم ركع قدر ذلك أيضا حتى ركع أربع ركعات ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ثم سجد ، ثم قام في الركعة الثانية ، ففعل كفعله في الركعة الأولى ، ثم جلس يدعو ويرغب حتى انكشفت الشمس ثم حدثهم أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كذلك فعل» علي- . كسفت الشمس ، فصلى
وروى عن مسلم ، رضي الله تعالى عنهما- «عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ابن عباس- أنه صلى في كسوف الشمس» .
الكيفية الرابعة : خمس ركوعات في ركعة :
روى عن مسلم ، رضي الله تعالى عنهما- قال : «انكسفت الشمس في عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم مات جابر بن عبد الله- إبراهيم وروى الكيفية .
الكيفية الخامسة : صلاته- صلى الله عليه وسلم- ركعتين .
وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وأبو يعلى ، وابن حبان ، عن والحاكم ، رضي الله تعالى عنه- : قال سمرة بن جندب- «خسفت الشمس على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قيد رمحين ، أو ثلاثة ، في عين الناظر ، اسودت حتى آضت كأنها تنومة فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصلى ، وفي لفظ فوافقتا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حين خرج للناس قال فصلى وفي لفظ فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا ، ثم ركع بنا كأطول ما ركع [ ص: 333 ] بنا في صلاة قط ، لا نسمع له صوتا ، ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قط ، لا نسمع له صوتا ، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك فوافق بنا تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية .
وفي لفظ : الأعور الدجال ، ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحياة» لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة وإنه متى ما يخرج أو قال : متى يخرج فسوف يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه ، لم ينفعه صالح من عمله سلف ، ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله سلف ، وإنه سيظهر أو قال : سوف يظهر على الأرض كلها إلا عائشة الحرم وبيت المقدس» . فوافق جلوسه فسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، وشهد أن لا إله إلا الله ، وشهد أنه عبد الله ورسوله ، ثم قال : «أيها الناس أنشدكم بالله» وفي لفظ ثم قال : «أيها الناس إنما أنا بشر ، ورسول ، أذكركم الله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي عز وجل لما أخبرتموني ذاك» فقام رجال : فقالوا : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك ، وقضيت الذي عليك ، ثم قال : «أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر ، وزوال هذه النجوم من مطلعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض ، وإنهم قد كذبوا ، ولكنهما آيات من آيات الله تعالى يفتن بها عباده ، فينظر من يحدث له منهم توبة ، وأيم الله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقونه في أمر دنياكم وآخرتكم ، والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم
وقال الأسود بن قيس : أنه يحصر المؤمنين وفي لفظ «فإنه يسوق المسلمين إلى بيت المقدس . فيحصرون حصرا شديدا في بيت المقدس ، فيزلزلون زلزالا شديدا ثم يهلكه الله تعالى وجنده حتى إن جذم الحائط أو قال : أصل الحائط أو قال أصل الشجرة لينادي ، أو قال : يقول : يا مؤمن يا مسلم هذا يهودي ، أو قال : هذا كافر ، فيقال : تعال فاقتله ، قال : ولن يكون ذلك حتى تروا أمورا عظاما يتفاقم شأنها في أنفسكم ، وتسألون نبيكم هل كان نبيكم ذكر ذلك منها ذكرا ؟ وحتى تزول جبال على مراتبها ثم على إثر ذلك القبض ثم قبض أصابعه .
وروى الإمام أحمد ، عن وأبو داود ، قبيصة الهلالي - رضي الله تعالى عنه- قال :
«كسفت الشمس» . [ ص: 334 ]