الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الخامس في هديه- صلى الله عليه وسلم- في المطر والسحاب والرعد والصواعق

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري في الأدب ، ومسلم في صحيحه ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «أصابنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مطر فحسر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثوبه حتى أصابه من المطر ، قلنا يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ قال : «لأنه حديث عهد بربه عز وجل» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى عنه ، «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتمطر في أول مطرة فينزع ثيابه إلا الإزار» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والبخاري ، والنسائي ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى المطر قال : «اللهم صيبا نافعا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام الشافعي ، عن المطلب بن حنطب- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند المطر : «اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ، ولا بلاء ، ولا هدم ، ولا غرق ، اللهم على الظراب ومنابت الشجر ، اللهم حوالينا ولا علينا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام الشافعي ، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنهما- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل ، وإن كان في صلاة خفف ، واستقبل القبلة ، ثم يقول : «اللهم إني أعوذ بك من شرها» ، وفي لفظ «من شر ما أرسل به» ، وفي لفظ «من شر ما فيه» ، فإن كشفه الله حمد الله ، وإن أمطر ، قال : «اللهم صيبا هنيئا» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ «سيبا نافعا» وفي لفظ «صيبا نافعا» مرتين ، أو ثلاثة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عنها ، قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رأى مخيلة تلون وجهه وتغير ودخل وخرج ، وأقبل وأدبر ، فإن أمطرت سري عنه ، فذكرت له عائشة بعض ما رأت منه ، فقال : وما يدريك ؟ لعله كما قال الله عز وجل [ ص: 346 ] فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح الآية» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى سعيد بن منصور ، والإمام أحمد ، وعبد ، والشيخان عنها قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رأى غيما ، أو ريحا عرف ذلك في وجهه ، قلت : يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر ، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية ، قال يا عائشة : وما يؤمني أن يكون فيه عذاب ، عذب قوم بالريح ، وقد رأى قوم العذاب ، فقالوا : هذا عارض ممطرنا » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام الشافعي والبخاري في الأدب ، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال : «سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «الريح من روح الله ، تأتي بالرحمة ، وتأتي بالعذاب ، فإذا رأيتموها فلا تسبوها ، واسألوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان ، والترمذي ، وابن ماجه ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا عصفت الريح» ، وفي لفظ : «إذا رأى الريح» ، وفي لفظ : «إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر وقال : «اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ، فإذا أمطرت سر به» وفي لفظ «سري عنه ذلك» فقالت وفي رواية «فقلت يا رسول الله : أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية ، فقال «يا عائشة : ما يؤمني أن يكون فيه عذاب قد عذب الله قوما بالريح ، وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا » وفي رواية فقال «إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي» وفي لفظ : فقال : «لعله يا عائشة كما قال قوم عاد فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام الشافعي ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «ما هب ريح قط [ ص: 347 ] إلا جثا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على ركبتيه وقال : «اللهم اجعلها رحمة ، ولا تجعلها عذابا ، اللهم اجعلها رياحا ، ولا تجعلها ريحا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي- صلى الله عليه وسلم-» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري في الأدب ، وأبو يعلى برجال الصحيح عنه قال كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «إذا هاجت ريح شديدة قال : «اللهم إني أسألك من خير ما أرسلت به وأعوذ بك من شر ما أرسلت به» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار والطبراني عن عثمان بن أبي العاص- رضي الله تعالى عنه- : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا اشتدت الريح وفي لفظ الطبراني : ريح الشمال . قال : «اللهم إني أعوذ بك من شر ما أرسل فيها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال الصحيح عن سلمة بن الأكوع- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا اشتدت الريح قال : «اللهم لقحا لا عقما» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه وجثا على ركبتيه ومد يديه قال «اللهم إني أسألك من خير هذا الريح وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به ، اللهم اجعلها رحمة ، ولا تجعلها عذابا ، اللهم اجعلها رياحا ، ولا تجعلها ريحا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد- برجال ثقات- عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا هاجت الريح عرف ذلك في وجهه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والبخاري في الأدب والترمذي عن ابن عمر- رضي الله تعالى [ ص: 348 ] عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا سمع صوت الرعد ، والصواعق ، قال : «اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية