الثالثة والأربعون بعد المائة .
وبأن غبارها يطفئ الجذام .
روى في الوفاء ابن الجوزي وابن البخار عن إبراهيم بلاغا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "غبار المدينة شفاء من الجذام" .
روى رزين عن سعد -رضي الله عنه- قال : لما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من تبوك تلقاه رجال من المتخلفين من المؤمنين فأثاروا غبارا فخمروا فغطى بعض من كان معه فأزال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللثام عن وجهه ، وقال : "والذي نفسي بيده ، إن في غبارها شفاء من كل داء" . قال : وأراه ذكر من الجذام والبرص .
وروى ابن زبالة عن صيفي بن أبي عامر -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "والذي نفسي بيده ، إن تربتها لمؤمنة ، وإنها شفاء من الجذام" ، قال السيد : وقد رأينا من استشفى بغبارها من الجذام ، وكان أضر به كثيرا ، فصار يخرج إلى الكوفة البيضاء ببطحان بطريق قباء ، ويتمرغ بها ويتخذ فيها مرقدة فنفعه ذلك جدا . قال الإمام الحجة يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي عن [ . . . . . . ] أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "أتانا الجرب ، فإذا هم روباء ، فقال : ما لكم يا بني الحارث روباء ؟ قالوا أصابتنا يا رسول الله هذه الحمى ، قال : فأين أنتم من صعيب ؟ قالوا : يا رسول الله ، ما نصنع به ؟ قال : تأخذون من ترابه فتجعلونه في ماء ثم يتفل عليه أحدكم ، ويقول : بسم الله ، تراب أرضنا ، بريق بعضنا شفاء لمريضنا ، بإذن ربنا ، ففعلوا فتركتهم الحمى" .
قال أبو القاسم طاهر بن يحيى ، فصعيب وادي ببطحان دون الماجشونية ، وفيه حفرة مما يأخذ الناس منها اليوم ، إذا وبأ إنسان أخذ منه ، قال السيد : والماجشونية في الحديبية المعروفة اليوم بالدشنوية ، وذكر المجد اللغوي : أن جماعات من العلماء ذكروا أنهم جربوا تراب صعيب للحمى فوجدوه صحيحا .
قال : وأنا بنفسي سقيته غلاما لي مريضا من نحو سنة فانقطعت عنه من يومه وقال : [ ص: 331 ] [ . . . . ] : وكيفية الاستشفاء به أن يجعل في الماء ويغسل به من الحمى . قال السيد : وينبغي أن يجعل في الماء ثم يتفل عليه ويقال عليه الرقية الواردة ثم يجمع بين الشرب والغسل .
الأربعة والأربعون بعد المائة .
وبأن من تصبح بسبع ثمرات عجوة على الريق من بين لابتي المدينة حتى يصبح لم يضره شيء حتى يمسي وإن أكلها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح .
روى عن مسلم -رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : عائشة "إن في عجوة العالية شفاء ، وإنها ترياق أول البكرة" .
وروى النسائي والطيالسي بسند جيد والطبراني . "العجوة من الجنة وهي شفاء من السم"
وروى والشيخان عن الإمام أحمد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : سعد بن أبي وقاص . "من تصبح بسبع تمرات عجوة من بين لابتي المدينة على الريق لم يضره شيء في ذلك اليوم سم ولا سحر"
ولفظ "لا شيء حتى يمسي" . أحمد :
قال النووي : تخصيصها دون غيرها ، وعدد السبع من الأمور التي علمها الشارع ، ولا نعلم نحن حكمتها ، فيجب الإيمان بها واعتقاد فضلها ، وما ذكره القاضي والمازري في هذا باطل وقصدت بذلك (التحذير) من الاغترار به . انتهى ، وكذلك ما ذكره ابن التين ، وهو مردود لأن سوق الأحاديث وإيراد العلماء لها وإطباق العلماء على التبرك بعجوة المدينة وغيرها ، يرد التخصيص بزمنه مع أن الأصل عدمه ولم تزل العجوة معروفة بالمدينة يأبرها الخلف عن السلف ، ويعلمها كبيرهم وصغيرهم علما لا يقبل التشكيك .
قال العجوة ضرب من التمر أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد وهو مما غرسه النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده وذكر الأخير القزاز ، فنقل الأرداء التي كاتب ابن الأثير : عليها أهله وغرسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده الشريفة بالعقير وغيره من العالية كانت عجوة ، والعجوة توجد بالعقير إلى يومنا هذا ، ويبعد أن يكون المراد أن هذا النوع إنما حدث بعد زمانه -صلى الله عليه وسلم- وأن جميع ما يوجد منه من غرسه -صلى الله عليه وسلم- كما لا يخفى ، قاله السيد . [ ص: 332 ] سلمان الفارسي