أم حكيم - بفتح المهملة وكسر الكاف- كانت تحت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ، فولدت له عامرا ، وبنات لم يذكر عددهن ولا أسماؤهن ولا إسلامهن .
أما عامر -رضي الله تعالى عنه- فأسلم يوم فتح مكة ، وبقي -رضي الله تعالى عنه- إلى خلافة -رضي الله تعالى عنه- وهو والد عثمان عبد الله بن عامر بن كريز ، الذي ولاه أمره عثمان ، العراق وخراسان ، وكان عمره أربعا وعشرين سنة .
وبرة : كانت عند أبي رهم بن عبد العزى العامري ، ثم خلف عليها بعده عبد الأسد بن هلال المخزومي ، فولدت له الذي كانت عنده أبا سلمة بن عبد الأسد قبل [ ص: 86 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قيل : كانت أولا عند أم سلمة الأسلم ، ثم خلف عليها أبو رهم ، أسلم أبو سلمة ، وهاجر الهجرتين ، كما تقدم بيان ذلك مبسوطا ، وشهد بدرا ، وجرح يوم أحد جرحا اندمل ، ثم انتقض عليه فمات منه ، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعده أم سلمة .
وصفية : والدة شقيقة الزبير بن العوام ، أسلمت ، وهاجرت مع ولدها حمزة ، وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وشهدت الزبير ، الخندق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتلت رجلا من اليهود ، وضرب لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ، وكانت في الجاهلية تحت الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، ثم هلك عنها فخلف عليها العوام بن خويلد أخو أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- فولدت له خديجة الزبير والسائب وعبد الكعبة ، أسلم الزبير والسائب -رضي الله تعالى عنهما- وقتل يوم اليمامة شهيدا ، وتوفيت في خلافة الزبير -رضي الله تعالى عنها- سنة عشرين ، ولها ثلاث وسبعون سنة ، ودفنت عمر بالبقيع ، رضي الله تعالى عنها .
وجمانة وأروى ، حكى عن أبو عمر أنه لم يسلم من ابن إسحاق إلا عمات النبي صلى الله عليه وسلم صفية ، وتعقب بقصة أروى وذكرها في الصحابة ، وأسند عن العقيلي محمد بن عمر قصة إسلامها ، وقال ابن سعد : أسلمت أروى وهاجرت . قال في زاد المعاد : وصحح بعضهم إسلام أروى ، وذكر ابن سعد أن أروى هذه رثت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيات :
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برا ولم تك جافيا أفاطم ، صلى الله ، رب محمد
على جدث أمسى بيثرب ثاويا أبا حسن فارقته وتركته
فبك بحزن آخر الدهر شاحبا فدى لرسول الله أمي وخالتي
وعمي ونفسي قصرة ثم خاليا صبرت وبلغت الرسالة صادقا
وقمت صليب الدين أبلج صافيا فلو أن رب الناس أبقاك بيننا
سعدنا ، ولكن أمرنا كان ماضيا عليك من الله السلام تحية
وادخلت جنات من العدن راضيا وكنت بنا رؤوفا رحيما نبينا
ليبك عليك اليوم من كان باكيا لعمرك ما أبكي النبي لموته!
ولكن لهرج كان بعدك آتيا وكان على قلبي لذكر محمد
وما خفت من بعد النبي المكاويا
فسألته في منام رأته قبل وقعة بدر . رواه بإسناد حسن عن الطبراني مصعب بن عبد الله وغيره من قريش ، وتقدم ذلك في غزوة بدر .
كانت تحت عمير بن قصي بن وهب بن عبد قصي ، فولدت طليبا ، خلف عليها كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ، وأسلم طليب ، وكان -رضي الله تعالى عنه- سببا في إسلام أمه .
[ ص: 87 ] قال محمد بن عمر : إن طليبا أسلم في دار الأرقم ، ثم خرج فدخل على أمه أروى ، فقال : تبعت محمدا صلى الله عليه وسلم ، وأسلمت لله -عز وجل- فقالت : إن أحق ما وازرت وعضدت ابن خالك والله ، لو كنا على قدر ما تقدر عليه الرجال لمنعناه ، وذبينا عنه ، قال لها طليب : ما منعك أن تسلمي وتتبعيه ، وقد أسلم أخوك فقالت : أنظر ما يصنع أخواتي ، ثم أكون من إحداهن ، قلت : فإني أسألك بالله إلا أتيته ، فسلمت عليه وصدقته وشهدت أن لا إله إلا الله ، فقالت : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن حمزة ؟ محمدا رسول الله ، ثم كانت بعد تعضد النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها ، وتحض على نصرته والقيام بأمره ، وهاجر طليب إلى أرض الحبشة وإلى المدينة ، وشهد بدرا ، ولا عقب له ، استشهد بأجنادين ، وقيل : باليرموك .