الباب الحادي عشر في
nindex.php?page=treesubj&link=28859أنواع الوحي
قال العلماء رضي الله تعالى عنهم : كان الوحي ينزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحوال مختلفة .
الأول : الرؤيا الصادقة في المنام . قال
إبراهيم عليه الصلاة والسلام :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر [الصافات 102] فدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28859الوحي كان يأتيهم في المنام كما كان يأتيهم في اليقظة .
وفي الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير : nindex.php?page=hadith&LINKID=883629«رؤيا الأنبياء وحي» وقرأ هذه الآية .
الثاني : أن ينفث الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه ، كما قال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=935476إن روح القدس نفث في روعي : لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لن ينال إلا بطاعته .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب القناعة والحاكم .
وقال كثير من المفسرين في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا [الشورى 51] : هو أن ينفث في روعه بالوحي . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي : هذا هو الوحي الذي يخص القلب دون السمع .
الثالث : أن يأتيه مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليه ، فيتلبس به الملك حتى إن جبينه ليتفصد عرقا في اليوم الشديد البرد وحتى إن راحلته لتبرك على الأرض .
روى الشيخان عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله تعالى عنها
nindex.php?page=hadith&LINKID=650002أن الحارث بن هشام رضي الله تعالى عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول» .
وروى
ابن سعد بسند رجاله ثقات عن
أبي سلمة الماجشون أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :
«كان الوحي يأتيني على نحوين : يأتيني به جبريل فيلقيه علي كما يلقى الرجل الرجل فذاك يتفلت مني ، ويأتيني في شيء مثل صلصلة الجرس حتى يخالط قلبي فذاك لا يتفلت مني» .
[ ص: 264 ]
قال الحافظ : وهذا محمول على ما كان قبل نزول قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=16لا تحرك به لسانك
كما تقدم فإن الملك قد تمثل رجلا في صور كثيرة ولم يتفلت ما أتاه به ، كما في قصة مجيئه في صورة دحية وفي صورة أعرابي ، وغير ذلك ، وكلها في الصحيح .
الرابع : أن يكلمه الله تعالى بلا واسطة من وراء حجاب في اليقظة كما في ليلة الإسراء على القول بعدم الرؤية .
الخامس : أن يكلمه الله تعالى كفاحا بغير حجاب على القول بالرؤية ليلة الإسراء .
وسيأتي بسط ذلك في أبوابه .
قال الشيخ رحمه الله تعالى : وليس في القرآن من هذا النوع شيء فيما أعلم ، نعم يمكن أن يعد منه آخر سورة البقرة وبعض سورة الضحى وألم نشرح ، فقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من حديث
عدي بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=910104«سألت ربي مسألة ووددت أني لم أكن سألته ، قلت : أي رب اتخذت إبراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما ، فقال يا محمد : ألم أجدك يتيما فآويت وضالا فهديت وعائلا فأغنيت ، وشرحت لك صدرك وحططت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك فلا أذكر إلا ذكرت معي» .
السادس : أن يكلمه الله تعالى في النوم ، كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ عند
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : nindex.php?page=hadith&LINKID=665527«أتاني ربي في أحسن صورة فقال : فيم يختصم الملأ الأعلى»
ويأتي بتمامه في أبواب مناماته .
وذكر بعضهم من هذا سورة الكوثر لما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657615بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع بصره مبتسما فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر إلى آخرها .
وقال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي رحمه الله تعالى في أماليه : فهم فاهمون من الأحاديث أن السورة نزلت في تلك الإغفاءة وقالوا من الوحي ما كان يأتيه في النوم لأن رؤيا الأنبياء وحي .
قال : وهذا صحيح لكن الأشبه أن يقال : القرآن كله نزل في اليقظة وكأنه خطر له في النوم سورة الكوثر المنزلة في اليقظة ، أو عرض عليه الكوثر الذي وردت فيه السورة فقرأها عليهم وفسرها لهم .
قال : وورد في بعض الروايات أنه أغمي عليه وقد يحمل ذلك على الحالة التي تعتريه عند نزول الوحي ويقال لها برحاء الوحي .
قال الشيخ رحمه الله تعالى : وهذا الذي قاله الإمام الرافعي في غاية الاتجاه ، وهو الذي
[ ص: 265 ] كنت أميل إليه قبل الوقوف عليه ، والتأويل الأخير أصح من الأول لأن قوله : أنزل علي آنفا يدفع كونها نزلت قبل ذلك ، بل نقول : نزلت في تلك الحالة وليس الإغفاء إغفاءة نوم بل الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي ، فقد ذكر العلماء أنه كان يؤخذ عن الدنيا . انتهى .
السابع : مجيء الوحي كدوي النحل .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=665467«إذا أنزل عليه يسمع عند وجهه كدوي النحل» .
الثامن : العلم الذي يلقيه الله تعالى في قلبه وعلى لسانه عند الاجتهاد في الأحكام .
لأنه اتفق على أنه صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد أصاب قطعا وكان معصوما عن الخطأ وهذا خرق للعادة في حقه صلى الله عليه وسلم دون الأمة ، وهو يفارق النفث في الروع من حيث حصوله بالاجتهاد والنفث بدونه . قال في إرشاد الساري : ويعكر عليه أن الظاهر من كلام الأصوليين أن اجتهاده صلى الله عليه وسلم والوحي قسمان . انتهى .
هذا ما وقفت عليه من
nindex.php?page=treesubj&link=28859صفات الوحي .
وأما صفة حامله : فمجيء
جبريل عليه الصلاة والسلام في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح يتناثر من أجنحته اللؤلؤ والياقوت ، وقد وقع ذلك مرتين : مرة في السماء ليلة المعراج ، ومرة في الأرض ، كما سيأتي بسط ذلك في أبواب المعراج .
ومجيئه في صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر .
وفي صورة
nindex.php?page=showalam&ids=202دحية الكلبي .
ومجيئه في صورة رجل غير دحية .
نزول الوحي على لسان ملك الجبال كما سيأتي بيان ذلك في باب سفره إلى الطائف ونزوله على لسان
إسرافيل ، كما تقدم بيان ذلك .
الْبَابُ الْحَادِي عَشَرَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28859أَنْوَاعِ الْوَحْيِ
قَالَ الْعُلَمَاءُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ : كَانَ الْوَحْيُ يَنْزِلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَحْوَالٍ مُخْتَلِفَةٍ .
الْأَوَّلُ : الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي الْمَنَامِ . قَالَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ [الصَّافَّاتُ 102] فَدَلَّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28859الْوَحْيَ كَانَ يَأْتِيهِمْ فِي الْمَنَامِ كَمَا كَانَ يَأْتِيهِمْ فِي الْيَقَظَةِ .
وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ : nindex.php?page=hadith&LINKID=883629«رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ» وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ .
الثَّانِي : أَنْ يَنْفُثَ الْمَلَكُ فِي رُوعِهِ وَقَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُ ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=935476إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِي : لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمَلُوا فِي الطَّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَإِنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ لَنْ يُنَالَ إِلَّا بِطَاعَتِهِ .
رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الْقَنَاعَةِ وَالْحَاكِمُ .
وَقَالَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا [الشُّورَى 51] : هُوَ أَنْ يَنْفُثَ فِي رُوعِهِ بِالْوَحْيِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14164الْحَلِيمِيُّ : هَذَا هُوَ الْوَحْيُ الَّذِي يَخُصُّ الْقَلْبَ دُونَ السَّمْعِ .
الثَّالِثُ : أَنْ يَأْتِيَهُ مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيْهِ ، فَيَتَلَبَّسُ بِهِ الْمَلَكُ حَتَّى إِنَّ جَبِينَهُ لِيَتَفَصَّدُ عَرَقًا فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ وَحَتَّى إِنَّ رَاحِلَتَهُ لَتَبْرُكُ عَلَى الْأَرْضِ .
رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=650002أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ» .
وَرَوَى
ابْنُ سَعْدٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ :
«كَانَ الْوَحْيُ يَأْتِينِي عَلَى نَحْوَيْنِ : يَأْتِينِي بِهِ جِبْرِيلُ فَيُلْقِيهِ عَلَيَّ كَمَا يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَذَاكَ يَتَفَلَّتُ مِنِّي ، وَيَأْتِينِي فِي شَيْءٍ مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ حَتَّى يُخَالِطَ قَلْبِي فَذَاكَ لَا يَتَفَلَّتُ مِنِّي» .
[ ص: 264 ]
قَالَ الْحَافِظُ : وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَا كَانَ قَبْلَ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=16لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ
كَمَا تَقَدَّمَ فَإِنَّ الْمَلَكَ قَدْ تَمَثَّلَ رَجُلًا فِي صُوَرٍ كَثِيرَةٍ وَلَمْ يَتَفَلَّتْ مَا أَتَاهُ بِهِ ، كَمَا فِي قِصَّةِ مَجِيئِهِ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ وَفِي صُورَةِ أَعْرَابِيٍّ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَكُلُّهَا فِي الصَّحِيحِ .
الرَّابِعُ : أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِلَا وَاسِطَةٍ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ فِي الْيَقَظَةِ كَمَا فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ عَلَى الْقَوْلِ بِعَدَمِ الرُّؤْيَةِ .
الْخَامِسُ : أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى كِفَاحًا بِغَيْرِ حِجَابٍ عَلَى الْقَوْلِ بِالرُّؤْيَةِ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ .
وَسَيَأْتِي بَسْطُ ذَلِكَ فِي أَبْوَابِهِ .
قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ هَذَا النَّوْعِ شَيْءٌ فِيمَا أَعْلَمُ ، نَعَمْ يُمْكِنُ أَنْ يُعَدَّ مِنْهُ آخَرُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَبَعْضُ سُورَةِ الضُّحَى وَأَلَمْ نَشْرَحْ ، فَقَدَ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ
عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=910104«سَأَلْتُ رَبِّي مَسْأَلَةً وَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ ، قُلْتُ : أَيْ رَبِّ اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا وَكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيمًا ، فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ : أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَيْتُ وَضَالًّا فَهَدَيْتُ وَعَائِلًا فَأَغْنَيْتُ ، وَشَرَحْتُ لَكَ صَدْرَكَ وَحَطَطْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ وَرَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ فَلَا أُذْكَرُ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِي» .
السَّادِسُ : أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي النَّوْمِ ، كَمَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذٍ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيِّ : nindex.php?page=hadith&LINKID=665527«أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى»
وَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي أَبْوَابِ مَنَامَاتِهِ .
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ مِنْ هَذَا سُورَةَ الْكَوْثَرِ لِمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657615بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ بَصَرَهُ مُبْتَسِمًا فَقَرَأَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ إِلَى آخِرِهَا .
وَقَالَ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=14345الرَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَمَالِيهِ : فَهُمْ فَاهِمُونَ مِنَ الْأَحَادِيثِ أَنَّ السُّورَةَ نَزَلَتْ فِي تِلْكَ الْإِغْفَاءَةِ وَقَالُوا مِنَ الْوَحْيِ مَا كَانَ يَأْتِيهِ فِي النَّوْمِ لِأَنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ .
قَالَ : وَهَذَا صَحِيحٌ لَكِنَّ الْأَشْبَهَ أَنْ يُقَالَ : الْقُرْآنُ كُلُّهُ نَزَلَ فِي الْيَقَظَةِ وَكَأَنَّهُ خَطَرَ لَهُ فِي النَّوْمِ سُورَةُ الْكَوْثَرِ الْمُنَزَّلَةِ فِي الْيَقَظَةِ ، أَوْ عُرِضَ عَلَيْهِ الْكَوْثَرُ الَّذِي وَرَدَتْ فِيهِ السُّورَةُ فَقَرَأَهَا عَلَيْهِمْ وَفَسَّرَهَا لَهُمْ .
قَالَ : وَوَرَدَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ وَقَدْ يُحْمَلُ ذَلِكَ عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي تَعْتَرِيهِ عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ وَيُقَالُ لَهَا بُرَحَاءُ الْوَحْيِ .
قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الْإِمَامُ الرَّافِعِيُّ فِي غَايَةِ الِاتِّجَاهِ ، وَهُوَ الَّذِي
[ ص: 265 ] كُنْتُ أَمِيلُ إِلَيْهِ قَبْلَ الْوُقُوفِ عَلَيْهِ ، وَالتَّأْوِيلُ الْأَخِيرُ أَصَحُّ مِنَ الْأَوَّلِ لِأَنَّ قَوْلَهُ : أُنْزِلَ عَلَيَّ آنِفًا يَدْفَعُ كَوْنَهَا نَزَلَتْ قَبْلَ ذَلِكَ ، بَلْ نَقُولُ : نَزَلَتْ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ وَلَيْسَ الْإِغْفَاءُ إِغْفَاءَةَ نَوْمٍ بَلِ الْحَالَةُ الَّتِي كَانَتْ تَعْتَرِيهِ عِنْدَ الْوَحْيِ ، فَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ أَنَّهُ كَانَ يُؤْخَذُ عَنِ الدُّنْيَا . انْتَهَى .
السَّابِعُ : مَجِيءُ الْوَحْيِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ .
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=665467«إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ يَسْمَعُ عِنْدَ وَجْهِهِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ» .
الثَّامِنُ : الْعِلْمُ الَّذِي يُلْقِيِهِ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَلْبِهِ وَعَلَى لِسَانِهِ عِنْدَ الِاجْتِهَادِ فِي الْأَحْكَامِ .
لِأَنَّهُ اتُّفِقَ عَلَى أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اجْتَهَدَ أَصَابَ قَطْعًا وَكَانَ مَعْصُومًا عَنِ الْخَطَأِ وَهَذَا خَرْقٌ لِلْعَادَةِ فِي حَقِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَ الْأُمَّةِ ، وَهُوَ يُفَارِقُ النَّفْثَ فِي الرُّوعِ مِنْ حَيْثُ حُصُولُهُ بِالِاجْتِهَادِ وَالنَّفْثِ بِدُونِهِ . قَالَ فِي إِرْشَادِ السَّارِي : وَيُعَكِّرُ عَلَيْهِ أَنَّ الظَّاهِرَ مِنْ كَلَامِ الْأُصُولِيِّينَ أَنَّ اجْتِهَادَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْوَحْيُ قِسْمَانِ . انْتَهَى .
هَذَا مَا وَقَفَتْ عَلَيْهِ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28859صِفَاتِ الْوَحْيِ .
وَأَمَّا صِفَةُ حَامِلِهِ : فَمَجِيءُ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ يَتَنَاثَرُ مِنْ أَجْنِحَتِهِ اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ : مَرَّةً فِي السَّمَاءِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ ، وَمَرَّةً فِي الْأَرْضِ ، كَمَا سَيَأْتِي بَسْطُ ذَلِكَ فِي أَبْوَابِ الْمِعْرَاجِ .
وَمَجِيئُهُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ شَدِيدٍ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدِ سَوَادِ الشَّعَرِ .
وَفِي صُورَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=202دَحْيَةَ الْكَلْبِيِّ .
وَمَجِيئُهُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ غَيْرِ دَحْيَةَ .
نُزُوُلُ الْوَحْيِ عَلَى لِسَانِ مَلَكِ الْجِبَالِ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ فِي بَابِ سَفَرِهِ إِلَى الطَّائِفِ وَنُزُولِهِ عَلَى لِسَانِ
إِسْرَافِيلَ ، كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ .