وفيه أنواع :
الأول : في اسمه وكنيته رضي الله تعالى عنه :
لم يرد اسمه نوفلا ، ويكنى أبا الحارث ، كان أسن من إخوته ، ومن جميع من أسلم من بني هاشم ، حتى حمزة وأسر يوم والعباس ، بدر ، وفداه وقيل : بل فدى نفسه . العباس ،
الثاني : في إسلامه رضي الله تعالى عنه :
أسلم وهاجر أيام الخندق ، وقيل : أسلم يوم فدى نفسه .
وروى ابن سعد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل -رضي الله تعالى عنه- قال : لما أسر نوفل بن الحارث ببدر ، قال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : "افد نفسك" قال : ما لي شيء أفدي نفسي به ، قال صلى الله عليه وسلم : "افد نفسك برماحك التي بجدة" ، فقال : والله ، ما علم أحد أن لي بجدة رماحا غيري بعد الله ، أشهد بأنك رسول الله .
الثالث : في نبذ من فضائله :
شهد -رضي الله تعالى عنه- مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة ، وحنينا ، والطائف ، وكان -رضي الله تعالى عنه- يوم حنين مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة آلاف رمح ، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : كأني أرى رماحك تقض أصلاب المشركين ، وآخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين -رضي الله تعالى عنهما- وكانا مشركين في الجاهلية متحابين . العباس
الرابع : في وفاته رضي الله تعالى عنه
[توفي نوفل بن الحارث بعد أن استخلف بسنة وثلاثة أشهر ، فصلى عليه ، ثم تبعه إلى عمر بن الخطاب البقيع حتى دفن هناك] .
الخامس : في أولاده :
كان له -رضي الله تعالى عنه- من الولد الحارث ، وعبد الله ، وعبيد الله ، والمغيرة ، وسعيد ، وعبد الرحمن ، وربيعة ، فأما الحارث فكان يلقب "ببه" لأن أمه هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية كانت ترقصه وهو طفل وتقول :
لأنكحن ببه جارية خدبه مكرمة محبه
بحب أهل الكعبه
والخديب : هو العظيم الباقي .
[ ص: 138 ] وأسلم مع إسلام أبيه ، وكان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا ، ولد له ولده عبد الله ، فأتى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحنكه ودعا له ، واستعمله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بعض عمالة مكة ، واستعمله -رضي الله تعالى عنه- أيضا ، وولي أبو بكر الصديق الحارث مكة ، وانتقل من المدينة إلى البصرة ، وكان -رضي الله تعالى عنه- قد اصطلح عليه أهل البصرة حين توفي يزيد بن أبي سفيان .
مات بالبصرة في خلافة رضي الله تعالى عنه . عثمان
وأما المغيرة فيكنى أبا يحيى ، ولد على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة قبل الهجرة ، وقيل : بعدها ، ولم يدرك من حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير ست سنين ، وهو الذي طرح على عبد الرحمن بن ملجم القطيفة حين ضرب -رضي الله تعالى عنه- على هامته بسيفه ، فصرعه ، فلما هم الناس به حمل عليهم بسيفه ، فخرجوا له ، فتلقاه عليا المغيرة بن نوفل بقطيفة ، فرماها عليه واحتمله ، وضرب به الأرض ، وقعد على صدره ، وانتزع سيفه منه ، وكان -رضي الله تعالى عنه- أيدا ، أي : قويا ، ثم حمل ابن ملجم وحبس حتى مات -رضي الله تعالى عنه- فقتل ، وكان علي المغيرة هذا قاضيا في زمن وشهد مع معاوية ، علي صفين ، وتزوج بعد أمامة بنت أبي العاص بن الربيع -رضي الله تعالى عنه- روى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقيل : إن حديثه مرسل ، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم . علي
ومن ولده عبد الملك بن المغيرة بن نوفل ، وأما عبد الله بن نوفل بن الحارث فكان جميلا ، يشبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان رضي الله تعالى عنه أول من ولي القضاء بالمدينة في خلافة وأما أخواه معاوية . عبيد وسعيد فقد روي عنهما العلم ، وأما عبد الرحمن وربيعة ابنا نوفل بن الحارث فلا بقية لهما .
[ ص: 139 ]