الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السابع عشر في ذكر أخواله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              الأسود بن عبد يغوث

                                                                                                                                                                                                                              قال البلاذري : وهو خال النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان من المستهزئين ، ثم روى عن عكرمة قال : أخذ جبريل عليه السلام بعنق الأسود بن عبد يغوث فحنى ظهره ، حتى احقوقف ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : "خالي خالي" فقال : يا محمد ، دعه عنك .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن الإعرابي في معجمه عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخاله الأسود بن وهب : ألا أعلمك كلمات ؟ من يرد الله به خيرا يعلمهن إياها ، ثم لا ينسيه أبدا ، قال : بلى يا رسول الله ، قال : قل : اللهم ، إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي ، وخذ إلى الخير بناصيتي ، واجعل الإسلام منتهى رضاي .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن منده : عن الأسود بن وهب خال النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "ألا أنبئك بشيء عسى الله أن ينفعك به" قال : إن أربى الربا الباب منه عدل سبعين حوبا أدناها فجرة كاضطجاع الرجل مع أمه ، وإن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه بغير حق .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن شاهين عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- أن الأسود بن وهب خال النبي -صلى الله عليه وسلم- استأذن عليه ، فقال : "يا خال ، ادخل" ، فدخل ، فبسط له رداءه فقال : أجلس على ردائك يا رسول الله ؟ قال : "نعم؛ فإنما الخال والد" .

                                                                                                                                                                                                                              روى الخرائطي في مكارم الأخلاق بسند ضعيف عن محمد بن عمير بن وهب خال النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : جاء يعني عمير النبي -صلى الله عليه وسلم- والنبي -صلى الله عليه وسلم- قاعد ، فبسط له رداءه ، فقال : أجلس على ردائك ؟ قال : نعم؛ فإنما الخال والد ، وفي لفظ "وارث" .

                                                                                                                                                                                                                              وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : جاء جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فحنى ظهر الأسود بن عبد يغوث حتى احقوقف صدره ، فقال -صلى الله عليه وسلم- خالي خالي ، فقال جبريل : دعه عنك فقد كفيته؛ فهو من المستهزئين .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطى خالته غلاما ، فقال : "لا تجعليه قصابا ، ولا حجاما ، ولا صائغا" .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية