الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب العاشر في فضل مسجده- صلى الله عليه وسلم-

                                                                                                                                                                                                                              غير ما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                              قال الله تعالى : لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه [التوبة : 108] .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري قال : امترى رجلان : رجل من بني خدرة ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى : قال الخدري : هو مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال الآخر : هو مسجد قباء ، فأتيا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسألاه فقال : «هو هذا» يعني مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال : في ذلك خير كثير؛ يعني مسجد قباء .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد عن سهل بن سعد نحوه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه- قال : أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسألته عن المسجد الذي أسس على التقوى ، فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض ، ثم قال : هو مسجدكم هذا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن أبي بن كعب - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الزبير بن بكار في «أخبار المدينة» عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال :

                                                                                                                                                                                                                              قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « لو بني مسجدي هذا إلى صنعاء كان مسجدي » .

                                                                                                                                                                                                                              وروي أيضا عن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه- قال : لو مد مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى ذي الحليفة لكان منه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن أنس أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : « من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة لا يفوته صلاة؛ كتبت له براءة من النار ، ونجاة من العذاب ، وبرئ من النفاق » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : « صلاة في مسجدي هذا أفضل » .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : «خير» من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام » . [ ص: 352 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار وابن حبان عن جابر - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : « خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا ، والبيت العتيق مسجد إبراهيم- صلى الله عليه وسلم-» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية