التنبيه الثامن والتسعون :
قال «في امتناع النبي صلى الله عليه وسلم في المرة العاشرة من طلب التخفيف دليل على أن ابن أبي جمرة : لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل اختياره وإيثاره لما أراد الحق تبارك وتعالى إنفاذه وإمضاءه ، وهو فرض الصلوات الخمس ، وذلك تكريم له صلى الله عليه وسلم وترفيع ، لأنه لو رجع لطلب التخفيف فلم يخفف كما خفف أولا لكان اختياره مخالفا للمقدور . فلما أن اختار وأشعف في اختياره كان دليلا على ما استدللنا عليه وهو علو منزلته صلى الله عليه وسلم ، فإنه ما دام يطلب التخفيف أسعف في مناه ، ففي كل حال من طلب ومن عدم طلب كان اختياره موافقا للمقدور» . [ ص: 149 ] الله سبحانه وتعالى إذا أراد إسعاد عبد جعل اختياره في مرضاة ربه ،
وفيه دليل للصوفية حيث يقولون : «إن الحال حامل «لا محمول» لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أن ورد عليه حال الإشفاق على أمته بادر إلى طلب التخفيف عنهم ولم ينظر لغير ذلك ، ثم لما ورد عليه حال الحياء من الله تعالى لم يلتفت لأمته إذا ذاك ولا طلب شيئا» .