وفي هذه السنة: خاله الوليد بن يزيد يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي واليا على المدينة ومكة والطائف ، ودفع إليه وجه إبراهيم ومحمد ابني هشام بن إسماعيل المخزومي موثقين في عباءتين وأقامهما للناس في المدينة ، ثم كتب الوليد إليه يأمره أن يبعث بهما إلى يوسف بن عمر وهو يومئذ عامله على العراق ، فلما قدما عليه عذبهما حتى قتلهما ، وقد كان رفع عليهما عند الوليد أنهما أخذا مالا كثيرا .
وفي هذه السنة: يوسف بن محمد سعد بن إبراهيم عن قضاء المدينة ، وولاها يحيى بن سعيد الأنصاري . عزل
وفيها: قدم سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم وقحطبة بن شبيب فلقوا محمد بن علي -في بعض قول أهل السير- فأخبروه بقصة أبي مسلم وما رأوا منه ، فقال لهم: أحر هو أم عبد؟ فقالوا: أما عيسى فيزعم أنه عبد ، وأما هو فيزعم أنه حر ، فاشتروه وأعتقوه ، وأعطوا محمد بن علي مائتي ألف درهم ، وكسى بثلاثين ألف درهم ، فقال لهم: ما أظنكم تلقوني بعد عامكم هذا ، فإن حدث بي حدث فصاحبكم إبراهيم بن محمد؛ فإني أثق به لكم ، وأوصيكم به خيرا ، وقد أوصيته بكم فصدروا من عنده .
وفيها: يحيى بن زيد بن علي بخراسان وقد ذكرنا أنه مضى بعد موت أبيه إليها ، وأقام قتل ببلخ عند الحريش بن عمر وحتى هلك هشام وولي الوليد ، فكتب يوسف بن عمر إلى نصر بن سيار ليأخذ الحريش [بن عمرو] ، فبعث نصر إلى عقيل بن معقل العجلي يأمره بأخذ الحريش ، فأخذه فسأله عن يحيى ، فقال: لا علم لي به ، فجلده ستمائة سوط ، فقال ابنه: لا تقتل أبي وأنا أدلك عليه ، فدله ، فإذا هو في [ ص: 244 ] جوف بيت ، فأخذه فجاء كتاب الوليد بتخليته ، فدعاه نصر فأمره بتقوى الله ، وحذره الفتنة ، وأمره أن يلحق بالوليد ، وأمر له بألفي درهم وبغلين ، فمضى حتى انتهى إلى سرخس ، فأقام بها ، فأخرجه واليها ، وبعث نصر بن سيار سلم بن أحوز في طلب يحيى بن زيد ، فبعث سلم سورة بن محمد الكندي فلقيه فقاتله ، فقتله وقتل أصحابه وأخذ رأسه .
وفيها: حج بالناس يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي ، وكانت عمال الأمصار في هذه السنة عمالها في السنة التي قبلها .