باب
nindex.php?page=treesubj&link=31909ذكر موسى عليه السلام
كان بين
موسى وإبراهيم ألف سنة ، وبين
إبراهيم ونوح ألف سنة ، وبين
نوح وآدم ألف سنة .
أخبرنا
محمد بن عبد الباقي البزاز ، أخبرنا
أبو محمد الجوهري ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13103أبو عمر بن حيويه ، أخبرنا
أحمد بن معروف ، أخبرنا
الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا
محمد بن سعد ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16813قبيصة بن عقبة ، أخبرنا
سفيان بن سعد ، عن أبيه ، عن
عكرمة ، قال: كان
nindex.php?page=treesubj&link=34163بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام .
قال
ابن سعد: وأخبرنا
محمد بن عمر ، عن غير واحد من أهل العلم ، قالوا: كان بين
آدم ونوح عشرة قرون ، القرن مائة سنة ، وبين
نوح وإبراهيم عشرة قرون ، والقرن مائة سنة ، وبين
إبراهيم وموسى عشرة قرون ، والقرن مائة سنة .
وهو
موسى بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ، كذلك قال
هشام بن محمد ، عن أبيه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي .
ورأيته بخط
nindex.php?page=showalam&ids=12915أبي الحسين بن المنادي: "ناهب" بالنون والباء .
واسم
أم موسى يوخابذ . [ ص: 332 ]
وكان الكهان قد قالوا لفرعون -واسمه
الوليد بن مصعب بن معاوية بن أبي نمير بن الهلواش بن ليث بن هاران بن عمرو بن عملاق .
وكان فرعون
يوسف لا يؤذي بني إسرائيل بل يحسن إليهم ، فلما مات ولي بعده فرعون من فراعنتهم فلم يؤذ بني إسرائيل ، ثم ملك فرعون
موسى ، وهو الرابع من الفراعنة ، وكان أخبثهم ، وعاش ثلاثمائة سنة ، واستعبد بني إسرائيل وعذبهم ، [وصنفهم في أعماله] ، فصنف يبنون له ، وقوم يحرثون له ، ومن لا عمل له فعليه الجزية .
أخبرنا
محمد بن ناصر الحافظ ، أخبرنا
المبارك بن عبد الجبار ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13859إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا
أحمد بن جعفر بن سلم إجازة ، أخبرنا
أحمد بن محمد بن عبد الخالق ، حدثنا
أبو بكر المروزي ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16931أبو عبد الله المروزي ، حدثنا
محمد بن عبد ، حدثنا
معمر بن بشر ، قال: سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، يقول: كان فرعون عطارا ، وكان من أهل
أصبهان فأفلس وركبه دين ، فخرج يلتمس ما يقضي دينه فلم تزل ترفعه أرض وتضعه أخرى حتى دخل
مصر ، ورأى عند باب المدينة وقر بطيخ بدرهم ، وفي المدينة بطيخة بدرهم .
قال فرعون: قد صرت إلى موضع أقضي ديني وأستغني فاشترى وقرا بدرهم .
ومضى ليدخله المدينة فتناول كل إنسان بطيخة حتى بقي معه واحدة وباعها بدرهم ، فضجر ، فقالوا له: هكذا سنتنا ، فقال: أما ها هنا أحد يعدل أو نصير؟ فقالوا: لا ها هنا ملك ، قد خلا بلذاته ، وسلط وزيره على الناس ليس ينظر في شيء ، فبسط لبدا على المقابر ، فجعل يأخذ من كل جنازة أربعة دراهم ، فصبر بذلك ما شاء الله حتى ماتت بنت الملك ، فمروا بها عليه ، فقال: هاتوا أربعة دراهم ، فقالوا: هذه بنت الملك ، فقال: هاتوا ثمانية ، فما زال وزالوا يتنازعون حتى أضعف عليهم مرات ، فلما رجعوا قالوا للملك: عمل بنا عامل الموتى كذا وكذا ، قال: ومن عامل الموتى ، فوصفوا له .
[ ص: 333 ] فبعث إلى وزيره ، فدعاه فقال: أنت استعملت هذا؟ قال: لا ، فدعاه ، فقال: من استعملك ، فقص عليه القصة ، وأخبره بأمر البطيخ وأنهم قالوا له: إنه ليس ها هنا أحد يعدل ، فلما رأيت ذلك صنعت ما ترى لينتهي إليك ، فتغير وتنتبه لملكك .
قال: فمذ كم أنت على حالك ، فقال: سنين كثيرة حتى صرت إلى الأموال الكثيرة ، فأمر بوزيره فضربت عنقه ، واستوزر فرعون فسار فيهم بسيرة حسنة وأذاقهم فيها طعم العيش؛ لما كانوا فيه قبل ، يقضي [بالحق ولو على نفسه .
ثم] إن الملك مات ، فقالوا: من نستخلف؟ فاجتمع رأيهم فقالوا: لا نستعمل غير هذا الذي أذاقنا طعم العيش ، فملكوه على أنفسهم ، فلم يزل عليهم يموت قرن ويخلفهم آخرون ، وتراخى به السن وطال ملكه حتى ادعى ما علمتم .
قال علماء السير: قالت الكهنة لفرعون: يولد مولود في بني إسرائيل يكون هلاكك على يده ، فأمر بذبح أبنائهم ، ثم اشتكت القبط إلى فرعون وقالت: إن دمت على الذبح فلم يبق من بني إسرائيل من يخدمنا ، فصار يذبح سنة ويترك سنة .
nindex.php?page=treesubj&link=31954فولد هارون في السنة التي لا يذبح فيها ،
nindex.php?page=treesubj&link=31907وولد موسى بعده بسنة .
وقال قوم: بينهما ثلاث سنين .
قال
وهب: بلغني أنه ذبح سبعين ألف وليد فلما حملت
أم موسى بموسى لم يتبين حملها ولم تعلم بولادتها إلا أخته
مريم ، فكتمته ثلاثة أشهر .
فلما ولد
موسى دخل الطلب إليها فرمته في التنور فسلم ، ثم خافت عليه ، فصنعت له تابوتا وألقته في البحر فحمله الماء إلى أن ألقاه بين يدي فرعون .
فلما فتح التابوت فنظر إليه ، قال: عبراني من الأعداء ، كيف أخطأه الذبح؟
فقالت
آسية: هذا أكبر من ابن سنة ، وإنما أمرت بذبح أولاد هذه السنة ، فدعه يكون قرة عين لي ولك .
[ ص: 334 ]
وكان فرعون لا يولد له إلا البنات ، فتركه وأحبه .
ولما رمته أمه في اليم بكت وجزعت ، فربط الله على قلبها فسكنت وكانت تتوكف الأخبار ، حتى سمعت أن فرعون أخذ صبيا في تابوت فعرفت القصة ، فقالت لأخته - واسمها
مريم ، وكان له أختان:
مريم وكلثوم-: قصيه فانظري ماذا يفعلون به .
فدخلت أخته على
آسية مع النساء ، وقد عرضت عليه المرضعات ، فلم يقبل ثديا ، فقالت أخته: هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم؟ قالوا: نعم ، من هم؟ قالت:
حنة امرأة عمران ، فبعثوا إليها ، فأخذ ثديها فشرب ونام .
فلما انتهى رضاعه ردته إلى فرعون ، فاتخذه يوما في حجره فمد بلحيته ، فقال: علي بالذابح ، فقالت
آسية: إنما هو صبي لا يعقل . وأخرجت له ياقوتا وجمرا فوضع يده على جمرة فطرحها في فيه فأحرقت لسانه ، فذلك قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=27واحلل عقدة من لساني [20: 27] .
وكبر
موسى فكان يركب مراكب فرعون ، ويلبس مثل ما يلبس ، وكان يدعى موسى بن فرعون .
وإن فرعون ركب يوما وليس عنده
موسى ، فلما جاء
موسى ركب في أثره ، فوجد في المدينة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=15رجلين يقتتلان هذا من شيعته [28: 15] أي: من بني إسرائيل
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=15وهذا من عدوه [28: 15] يعني القبط . فاستغاثه الإسرائيلي على القبطي ، فوكزه
موسى فمات .
فندم
موسى على قتله ، وأصبح خائفا أن يؤخذ [به] .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=18فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه أي: يستغيثه على آخر . وكان القبط قد أخبروا فرعون بالقتل ، فقال: إن عرفتم قاتله فأخبروني ، فلم يعرفوه ، فلما أراد
موسى أن ينصر الإسرائيلي في هذا اليوم الثاني ظن الإسرائيلي أنه يقصده بالأذى ، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس [28: 19] .
[ ص: 335 ]
فعلم الناس أنه هو القاتل ، فطلبوه فخرج خائفا فهداه الله إلى
مدين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير: خرج إلى
مدين وبينه وبينها مسيرة ثمان ، ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر فخرج حافيا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان [28: 23] أي: تحبسان غنمهما ، فسألهما: ما
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير [28: 23] فرحمهما
موسى فأتى البئر فاقتلع صخرة على البئر ، كان يجتمع عليها نفر حتى يرفعوها ، فسقى لهما ورجعتا ، وإنما كانتا تسقيان من فضول الحياض ، ثم تولى موسى إلى ظل شجرة ، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير [28: 24] .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: ورد ماء
مدين وإنه ليتراءى خضرة البقل في بطنه [من الهزال] .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: فلما رجعت الجاريتان إلى أبيهما سريعا سألهما ، فأخبرتاه خبر
موسى ، فأرسل إليه إحداهما فأتته
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك [28: 25] .
فقام معها فمشت بين يديه ، [فضربتها الرياح فنظر إلى عجيزتها] ، فقال: امشي خلفي ودليني الطريق .
أخبرنا
المبارك بن علي الصيرفي ، أخبرنا
علي بن محمد العلاف ، أخبرنا
عبد الملك بن عمر بن بشران ، أخبرنا
حمزة بن محمد الدهقان ، حدثنا
عباس [ ص: 336 ] الدوري ، حدثنا
عبد الله ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
عمرو بن ميمون ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
nindex.php?page=treesubj&link=31921أن موسى -عليه السلام- لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ، فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ، فلا يطيق رفعها إلا عشرة رجال ، فإذا هو بامرأتين تذودان ، قال: ما خطبكما؟ فحدثتاه ، فأتى الحجر فرفعه ، ثم لم تسق إلا ذنوبا واحدا حتى رويت الغنم ، ورجعت المرأتان إلى أبيهما ، فحدثتاه ، وتولى موسى الظل ، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير [28: 24] .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25فجاءته إحداهما تمشي على استحياء [28: 25] واضعة ثوبها على ثغرها ، فقالت:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا [28: 25] فقال لها: امشي خلفي ودليني الطريق ، فإني أكره أن يصيب الريح ثيابك فيصف لي جسدك .
فلما انتهى إلى أبيها
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25وقص عليه القصص [28: 25]
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين [28: 26] قال: يا بنية ، ما علمك بأمانته وقوته؟ قالت: أما قوته فرفعه الحجر ولا يطيقه إلا عشرة ،
nindex.php?page=treesubj&link=31921وأما أمانته ، فقال لي: امشي خلفي وصفي الطريق؛ فإني أكره أن يصيب الريح ثوبك فيصف لي جسدك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: لما سمع
شعيب قولها قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين [28: 27] .
فزوج التي دعته ، وقضى أيما الأجلين .
فأما اسم المرأة التي تزوجها فهو
صفورا ، والأخرى
ليا .
وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن الذي استأجره صاحب
مدين ، واسمه
يثربي . [ ص: 337 ]
وقال
أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود: وهو ابن أخي
شعيب .
بَابُ
nindex.php?page=treesubj&link=31909ذِكْرِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ
كَانَ بَيْنَ
مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ أَلْفُ سَنَةٍ ، وَبَيْنَ
إِبْرَاهِيمَ وَنُوحٍ أَلْفُ سَنَةٍ ، وَبَيْنَ
نُوحٍ وَآدَمَ أَلْفُ سَنَةٍ .
أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13103أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، أَخْبَرَنَا
الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16813قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، قَالَ: كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=34163بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ .
قَالَ
ابْنُ سَعْدٍ: وَأَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، قَالُوا: كَانَ بَيْنَ
آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ ، الْقَرْنُ مِائَةُ سَنَةٍ ، وَبَيْنَ
نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ ، وَالْقَرْنُ مِائَةُ سَنَةٍ ، وَبَيْنَ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى عَشَرَةُ قُرُونٍ ، وَالْقَرْنُ مِائَةُ سَنَةٍ .
وَهُوَ
مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ قَاهِثَ بْنِ لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ ، كَذَلِكَ قَالَ
هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ: مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بْنِ يَصْهَرَ بْنِ قَاهِثَ بْنِ لَاوِي .
وَرَأَيْتُهُ بِخَطِّ
nindex.php?page=showalam&ids=12915أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُنَادِي: "نَاهِبُ" بِالنُّونِ وَالْبَاءِ .
وَاسْمُ
أُمِّ مُوسَى يُوخَابِذُ . [ ص: 332 ]
وَكَانَ الْكُهَّانُ قَدْ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ -وَاسْمُهُ
الْوَلِيدُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي نُمَيْرِ بْنِ الْهَلْوَاشِ بْنِ لَيْثِ بْنِ هَارَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِمْلَاقٍ .
وَكَانَ فِرْعَوْنُ
يُوسُفَ لَا يُؤْذِي بَنِي إِسْرَائِيلَ بَلْ يُحْسِنُ إِلَيْهِمْ ، فَلَمَّا مَاتَ وَلِي بَعْدَهُ فِرْعَوْنُ مِنْ فَرَاعِنَتِهِمْ فَلَمْ يُؤْذِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، ثُمَّ مَلَكَ فِرْعَوْنُ
مُوسَى ، وَهُوَ الرَّابِعُ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ ، وَكَانَ أَخْبَثَهُمْ ، وَعَاشَ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ ، وَاسْتَعْبَدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَعَذَّبَهُمْ ، [وَصَنَّفَهُمْ فِي أَعْمَالِهِ] ، فَصِنْفٌ يَبْنُونَ لَهُ ، وَقَوْمٌ يَحْرُثُونَ لَهُ ، وَمَنْ لَا عَمَلَ لَهُ فَعَلَيْهِ الْجِزْيَةُ .
أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا
الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13859إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ إِجَازَةً ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16931أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدٍ ، حَدَّثَنَا
مَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16418عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ ، يَقُولُ: كَانَ فِرْعَوْنُ عَطَّارًا ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ
أَصْبَهَانَ فَأَفْلَسَ وَرَكِبَهُ دَيْنٌ ، فَخَرَجَ يَلْتَمِسُ مَا يَقْضِي دَيْنَهُ فَلَمْ تَزَلْ تَرْفَعُهُ أَرْضٌ وَتَضَعُهُ أُخْرَى حَتَّى دَخَلَ
مِصْرَ ، وَرَأَى عِنْدَ بَابِ الْمَدِينَةِ وَقْرَ بِطِّيخٍ بِدِرْهَمٍ ، وَفِي الْمَدِينَةِ بِطِّيخَةٌ بِدِرْهَمٍ .
قَالَ فِرْعَوْنُ: قَدْ صِرْتُ إِلَى مَوْضِعٍ أَقْضِي دَيْنِي وَأَسْتَغْنِي فَاشْتَرَى وَقْرًا بِدِرْهَمٍ .
وَمَضَى لِيُدْخِلَهُ الْمَدِينَةَ فَتَنَاوَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِطِّيخَةً حَتَّى بَقِيَ مَعَهُ وَاحِدَةٌ وَبَاعَهَا بِدِرْهَمٍ ، فَضَجِرَ ، فَقَالُوا لَهُ: هَكَذَا سُنَّتُنَا ، فَقَالَ: أَمَا هَا هُنَا أَحَدٌ يَعْدِلُ أَوْ نَصِيرٌ؟ فَقَالُوا: لَا هَا هُنَا مَلِكٌ ، قَدْ خَلَا بِلَذَّاتِهِ ، وَسَلَّطَ وَزِيرَهُ عَلَى النَّاسِ لَيْسَ يَنْظُرُ فِي شَيْءٍ ، فَبَسَطَ لِبْدًا عَلَى الْمَقَابِرِ ، فَجَعَلَ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ جِنَازَةٍ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ ، فَصَبَرَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّى مَاتَتْ بِنْتُ الْمَلِكِ ، فَمَرُّوا بِهَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ: هَاتُوا أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ ، فَقَالُوا: هَذِهِ بِنْتُ الْمَلِكِ ، فَقَالَ: هَاتُوا ثَمَانِيَةً ، فَمَا زَالَ وَزَالُوا يَتَنَازَعُونَ حَتَّى أَضْعَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا رَجَعُوا قَالُوا لِلْمَلِكِ: عَمِلَ بِنَا عَامِلُ الْمَوْتَى كَذَا وَكَذَا ، قَالَ: وَمَنْ عَامِلُ الْمَوْتَى ، فَوَصَفُوا لَهُ .
[ ص: 333 ] فَبَعَثَ إِلَى وَزِيرِهِ ، فَدَعَاهُ فَقَالَ: أَنْتَ اسْتَعْمَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: لَا ، فَدَعَاهُ ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَعْمَلَكَ ، فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، وَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِ الْبِطِّيخِ وَأَنَّهُمْ قَالُوا لَهُ: إِنَّهُ لَيْسَ هَا هُنَا أَحَدٌ يَعْدِلُ ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ صَنَعْتُ مَا تَرَى لِيَنْتَهِيَ إِلَيْكَ ، فَتَغَيَّرَ وَتَنْتَبِهَ لِمُلْكِكَ .
قَالَ: فَمُذْ كَمْ أَنْتَ عَلَى حَالِكَ ، فَقَالَ: سِنِينَ كَثِيرَةٍ حَتَّى صِرْتُ إِلَى الْأَمْوَالِ الْكَثِيرَةِ ، فَأَمَرَ بِوَزِيرِهِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ، وَاسْتَوْزَرَ فِرْعَوْنَ فَسَارَ فِيهِمْ بِسِيرَةٍ حَسَنَةٍ وَأَذَاقَهُمْ فِيهَا طَعْمَ الْعَيْشِ؛ لِمَا كَانُوا فِيهِ قَبْلُ ، يَقْضِي [بِالْحَقِّ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ .
ثُمَّ] إِنَّ الْمَلِكَ مَاتَ ، فَقَالُوا: مَنْ نَسْتَخْلِفُ؟ فَاجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ فَقَالُوا: لَا نَسْتَعْمِلُ غَيْرَ هَذَا الَّذِي أَذَاقَنَا طَعْمَ الْعَيْشِ ، فَمَلَّكُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهِمْ يَمُوتُ قَرْنٌ وَيُخْلِفُهُمْ آخَرُونَ ، وَتَرَاخَى بِهِ السِّنُّ وَطَالَ مُلْكُهُ حَتَّى ادَّعَى مَا عَلِمْتُمْ .
قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ: قَالَتِ الْكَهَنَةُ لِفِرْعَوْنَ: يُولَدُ مَوْلُودٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ يَكُونُ هَلَاكُكَ عَلَى يَدِهِ ، فَأَمَرَ بِذَبْحِ أَبْنَائِهِمْ ، ثُمَّ اشْتَكَتِ الْقِبْطُ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَالَتْ: إِنْ دُمْتَ عَلَى الذَّبْحِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَنْ يَخْدِمُنَا ، فَصَارَ يَذْبَحُ سَنَةً وَيَتْرُكُ سَنَةً .
nindex.php?page=treesubj&link=31954فَوُلِدَ هَارُونُ فِي السَّنَةِ الَّتِي لَا يَذْبَحُ فِيهَا ،
nindex.php?page=treesubj&link=31907وَوُلِدَ مُوسَى بَعْدَهُ بِسَنَةٍ .
وَقَالَ قَوْمٌ: بَيْنَهُمَا ثَلَاثُ سِنِينَ .
قَالَ
وَهْبٌ: بَلَغَنِي أَنَّهُ ذَبَحَ سَبْعِينَ أَلْفَ وَلِيدٍ فَلَمَّا حَمَلَتْ
أُمُّ مُوسَى بِمُوسَى لَمْ يَتَبَيَّنْ حَمْلُهَا وَلَمْ تَعْلَمْ بِوِلَادَتِهَا إِلَّا أُخْتُهُ
مَرْيَمُ ، فَكَتَمَتْهُ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ .
فَلَمَّا وُلِدَ
مُوسَى دَخَلَ الطَّلَبُ إِلَيْهَا فَرَمَتْهُ فِي التَّنُّورِ فَسَلِمَ ، ثُمَّ خَافَتْ عَلَيْهِ ، فَصَنَعَتْ لَهُ تَابُوتًا وَأَلْقَتْهُ فِي الْبَحْرِ فَحَمَلَهُ الْمَاءُ إِلَى أَنْ أَلْقَاهُ بَيْنَ يَدَيْ فِرْعَوْنَ .
فَلَمَّا فَتَحَ التَّابُوتَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، قَالَ: عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْأَعْدَاءِ ، كَيْفَ أَخْطَأَهُ الذَّبْحُ؟
فَقَالَتْ
آسِيَةُ: هَذَا أَكْبَرُ مِنِ ابْنِ سَنَةٍ ، وَإِنَّمَا أَمَرْتَ بِذَبْحِ أَوْلَادِ هَذِهِ السَّنَةِ ، فَدَعْهُ يَكُونُ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي وَلَكَ .
[ ص: 334 ]
وَكَانَ فِرْعَوْنُ لَا يُولَدُ لَهُ إِلَّا الْبَنَاتُ ، فَتَرَكَهُ وَأَحَبَّهُ .
وَلَمَّا رَمَتْهُ أُمُّهُ فِي الْيَمِّ بَكَتْ وَجَزِعَتْ ، فَرَبَطَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهَا فَسَكَنَتْ وَكَانَتْ تَتَوَكَّفُ الْأَخْبَارَ ، حَتَّى سَمِعَتْ أَنَّ فِرْعَوْنَ أَخَذَ صَبِيًّا فِي تَابُوتٍ فَعَرَفَتِ الْقِصَّةَ ، فَقَالَتْ لِأُخْتِهِ - وَاسْمُهَا
مَرْيَمُ ، وَكَانَ لَهُ أُخْتَانِ:
مَرْيَمُ وَكُلْثُومٌ-: قُصِّيهِ فَانْظُرِي مَاذَا يَفْعَلُونَ بِهِ .
فَدَخَلَتْ أُخْتُهُ عَلَى
آسِيَةَ مَعَ النِّسَاءِ ، وَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيْهِ الْمُرْضِعَاتُ ، فَلَمْ يَقْبَلْ ثَدْيًا ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ ، مَنْ هُمْ؟ قَالَتْ:
حِنَّةُ امْرَأَةُ عِمْرَانَ ، فَبَعَثُوا إِلَيْهَا ، فَأَخَذَ ثَدْيَهَا فَشَرِبَ وَنَامَ .
فَلَمَّا انْتَهَى رَضَاعُهُ رَدَّتْهُ إِلَى فِرْعَوْنَ ، فَاتَّخَذَهُ يَوْمًا فِي حِجْرِهِ فَمَدَّ بِلِحْيَتِهِ ، فَقَالَ: عَلَيَّ بِالذَّابِحِ ، فَقَالَتْ
آسِيَةُ: إِنَّمَا هُوَ صَبِيٌّ لَا يَعْقِلُ . وَأَخْرَجَتْ لَهُ يَاقُوتًا وَجَمْرًا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَمْرَةٍ فَطَرَحَهَا فِي فِيهِ فَأَحْرَقَتْ لِسَانَهُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=27وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي [20: 27] .
وَكَبِرَ
مُوسَى فَكَانَ يَرْكَبُ مَرَاكِبَ فِرْعَوْنَ ، وَيَلْبَسُ مِثْلَ مَا يَلْبَسُ ، وَكَانَ يُدْعَى مُوسَى بْنَ فِرْعَوْنَ .
وَإِنَّ فِرْعَوْنَ رَكِبَ يَوْمًا وَلَيْسَ عِنْدَهُ
مُوسَى ، فَلَمَّا جَاءَ
مُوسَى رَكِبَ فِي أَثَرِهِ ، فَوَجَدَ فِي الْمَدِينَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=15رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ [28: 15] أَيْ: مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=15وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ [28: 15] يَعْنِي الْقِبْطَ . فَاسْتَغَاثَهُ الْإِسْرَائِيلِيُّ عَلَى الْقِبْطِيِّ ، فَوَكَزَهُ
مُوسَى فَمَاتَ .
فَنَدِمَ
مُوسَى عَلَى قَتْلِهِ ، وَأَصْبَحَ خَائِفًا أَنْ يُؤْخَذَ [بِهِ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=18فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ أَيْ: يَسْتَغِيثُهُ عَلَى آخَرَ . وَكَانَ الْقِبْطُ قَدْ أَخْبَرُوا فِرْعَوْنَ بِالْقَتْلِ ، فَقَالَ: إِنْ عَرَفْتُمْ قَاتِلَهُ فَأَخْبِرُونِي ، فَلَمْ يَعْرِفُوهُ ، فَلَمَّا أَرَادَ
مُوسَى أَنْ يَنْصُرَ الْإِسْرَائِيلِيَّ فِي هَذَا الْيَوْمِ الثَّانِي ظَنَّ الْإِسْرَائِيلِيُّ أَنَّهُ يَقْصِدُهُ بِالْأَذَى ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ [28: 19] .
[ ص: 335 ]
فَعَلِمَ النَّاسُ أَنَّهُ هُوَ الْقَاتِلُ ، فَطَلَبُوهُ فَخَرَجَ خَائِفًا فَهَدَاهُ اللَّهُ إِلَى
مَدْيَنَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: خَرَجَ إِلَى
مَدْيَنَ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مَسِيرَةُ ثَمَانٍ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ فَخَرَجَ حَافِيًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ: nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنَ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ [28: 23] أَيْ: تَحْبِسَانِ غَنَمَهُمَا ، فَسَأَلَهُمَا: مَا
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=23خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ [28: 23] فَرَحِمَهُمَا
مُوسَى فَأَتَى الْبِئْرَ فَاقْتَلَعَ صَخْرَةً عَلَى الْبِئْرِ ، كَانَ يَجْتَمِعُ عَلَيْهَا نَفَرٌ حَتَّى يَرْفَعُوهَا ، فَسَقَى لَهُمَا وَرَجَعَتَا ، وَإِنَّمَا كَانَتَا تَسْقِيَانِ مِنْ فُضُولِ الْحِيَاضِ ، ثُمَّ تَوَلَّى مُوسَى إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [28: 24] .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: وَرَدَ مَاءَ
مَدْيَنَ وَإِنَّهُ لَيَتَرَاءَى خُضْرَةَ الْبَقْلِ فِي بَطْنِهِ [مِنَ الْهُزَالِ] .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ: فَلَمَّا رَجَعَتِ الْجَارِيَتَانِ إِلَى أَبِيهِمَا سَرِيعًا سَأَلَهُمَا ، فَأَخْبَرَتَاهُ خَبَرَ
مُوسَى ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ إِحْدَاهُمَا فَأَتَتْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ [28: 25] .
فَقَامَ مَعَهَا فَمَشَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، [فَضَرَبَتْهَا الرِّيَاحُ فَنَظَرَ إِلَى عَجِيزَتِهَا] ، فَقَالَ: امْشِي خَلْفِي وَدُلِّينِي الطَّرِيقَ .
أَخْبَرَنَا
الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا
حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانُ ، حَدَّثَنَا
عَبَّاسٌ [ ص: 336 ] الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12424إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31921أَنَّ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ، فَلَمَّا فَرَغُوا أَعَادُوا الصَّخْرَةَ عَلَى الْبِئْرِ ، فَلَا يُطِيقُ رَفْعَهَا إِلَّا عَشَرَةُ رِجَالٍ ، فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ، قَالَ: مَا خَطْبُكُمَا؟ فَحَدَّثَتَاهُ ، فَأَتَى الْحَجَرَ فَرَفَعَهُ ، ثُمَّ لَمْ تَسْقِ إِلَّا ذَنُوبًا وَاحِدًا حَتَّى رَوِيَتِ الْغَنَمُ ، وَرَجَعَتِ الْمَرْأَتَانِ إِلَى أَبِيهِمَا ، فَحَدَّثَتَاهُ ، وَتَوَلَّى مُوسَى الظِّلَّ ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=24رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [28: 24] .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ [28: 25] وَاضِعَةً ثَوْبَهَا عَلَى ثَغْرِهَا ، فَقَالَتْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا [28: 25] فَقَالَ لَهَا: امْشِي خَلْفِي وَدُلِّينِي الطَّرِيقَ ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُصِيبَ الرِّيحُ ثِيَابَكِ فَيَصِفَ لِي جَسَدَكِ .
فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى أَبِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=25وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ [28: 25]
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=26قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ [28: 26] قَالَ: يَا بُنَيَّةُ ، مَا عِلْمُكِ بِأَمَانَتِهِ وَقُوَّتِهِ؟ قَالَتْ: أَمَّا قُوَّتُهُ فَرَفْعُهُ الْحَجَرَ وَلَا يُطِيقُهُ إِلَّا عَشَرَةٌ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31921وَأَمَّا أَمَانَتُهُ ، فَقَالَ لِي: امْشِي خَلْفِي وَصِفِي الطَّرِيقَ؛ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُصِيبَ الرِّيحُ ثَوْبَكِ فَيَصِفَ لِي جَسَدَكِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ: لَمَّا سَمِعَ
شُعَيْبٌ قَوْلَهَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ [28: 27] .
فَزَوَّجَ الَّتِي دَعَتْهُ ، وَقَضَى أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ .
فَأَمَّا اسْمُ الْمَرْأَةِ الَّتِي تَزَوَّجَهَا فَهُوَ
صُفُورَا ، وَالْأُخْرَى
لَيَّا .
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ صَاحِبُ
مَدْيَنَ ، وَاسْمُهُ
يَثْرِبِيٌّ . [ ص: 337 ]
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: وَهُوَ ابْنُ أَخِي
شُعَيْبٍ .