1163 -
nindex.php?page=treesubj&link=33938_33939_33937كلثوم بن عمرو [بن أيوب] ، العتابي .
[ ص: 189 ] كان خطيبا شاعرا بليغا ، وكان منقطعا إلى
البرامكة ، فوصفوه
nindex.php?page=showalam&ids=14370للرشيد ووصلوه به ، فبلغ عنده [كل] مبلغ ، ومدح
nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد وغيره من الخلفاء ، ثم كان يتجنب غشيان السلاطين ، ويلبس الصوف زهدا . ومن أشعاره في الزهد :
ألا قد نكس الدهر فأضحى حلوه مرا وقد جربت من فيه
فلم أحمدهم طرا فألزم نفسك اليأس
من الناس تعش حرا
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي ، أخبرنا
أبو علي محمد بن الحسين الجازري [قال : ] حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15263المعافى بن زكريا ، حدثنا
عبد الله بن منصور الحارثي ، حدثنا
أحمد بن أبي طاهر قال : حدثني
أبو دعامة الشاعر قال : كتب
طوق بن مالك إلى
العتابي يستزيره ويدعوه إلى أن يصل القرابة بينه وبينه ، فرد عليه : إن قريبك من قرب منك خيره وإن عمك من عمك نفعه ، وإن عشيرتك من أحسن عشرتك ، وإن أحب الناس إليك أجداهم بالمنفعة عليك ، ولذلك أقول :
ولقد بلوت الناس ثم سبرتهم وخبرت من وصلوا من الأسباب
فإذا القرابة لا تقرب قاطعا وإذا المودة أكبر الأنساب
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14759العتيقي ، أخبرنا
محمد بن العباس ، أخبرنا
علان بن أحمد ، حدثنا
قاسم الأنباري ، قال : قال
[ ص: 190 ] أحمد بن يحيى : قيل
للعتابي : إنك تلقى العامة ببشر وتقريب ، فقال : رفع ضغينة بأيسر مئونة ، واكتساب إخوان بأهون مبذول .
أخبرنا
عبد الرحمن قال : أخبرنا
أحمد بن علي قال : أخبرنا
الحسن بن الحسين النعالي قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16142أبو الفرج الأصبهاني قال : أخبرني
علي بن سليمان ، عن
محمد بن يزيد قال : كتب
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون في إشخاص
كلثوم بن عمرو العتابي فلما دخل عليه قال : يا
كلثوم ، بلغتني وفاتك فساءتني ، ثم بلغتني وفادتك فسرتني فقال : يا أمير المؤمنين ، لو قسمت هاتان الكلمتان على أهل الأرض لوسعتاهم فضلا وإنعاما ، وقد خصصتني منهما بما لا يتسع له أمنية ، ولا ينبسط لسواه أمل ، لأنه لا دين إلا بك ولا دنيا إلا معك .
قال : سلني [ما شئت] ، قال : يدك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال فوصله صلات سنية ، بلغ به من التقديم والإكرام أعلى محل .
أخبرنا
عبد الوهاب بن المبارك الحافظ ، أخبرنا
المبارك بن عبد الجبار ، أخبرنا
أبو محمد الجوهري ، أخبرنا
محمد بن عبد الرحيم المازني ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13742أبو بكر الأنباري ، حدثنا
الحسن بن علي العنزي ، حدثنا
النضر العجلي قال : كتب إلي
عبد الجبار بن كثير يقول : حدثنا
حسن الصوفي قال : قال لي
العتابي كلثوم بن عمرو : قدمت مرة [على
أبي عمار بوقر كتبا ، فقال : ما عليه؟ قلت : كتب . قال : والله ما ظننته إلا مالا فعدلت] إلى
يعقوب بن صالح ، فدخلت عليه فأنشدته :
حسن ظني إليك أصلحك الله دعاني فلا عدمت الصلاحا
ودعاني إليك قول رسول الله أن قال مفصحا إفصاحا
[ ص: 191 ] إن أردتم حوائجا من أناس فتنقوا لها الوجوه الصباحا
فلعمري لقد تنقيت وجها ما به خاب من أراد النجاحا
فقال : ما حاجتك يا
كلثوم ؟ قلت : بدرتان ، فقال : أعطوه بدرتين ، فانصرفت بهما إلى أبي وقلت : هذا بالكتب التي أنكرت .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، أخبرنا
أحمد بن علي [بن حسين] المحتسب ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15263المعافى بن زكريا ، أخبرنا
أبو بكر بن دريد قال : قال
مالك بن طوق للعتابي : رأيتك كلمت فلانا فأقللت كلامك؟ قال : نعم ، كان معي حيرة الداخل ، وفكرة صاحب الحاجة ، وذل المسألة ، وخوف الرد مع شدة الطمع .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، أخبرنا
الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16142أبو الفرج الأصفهاني قال : ذكر
أحمد بن أبي طاهر بن عبد الله بن أبي سعيد : أن
عبد الله بن سعيد بن زرارة حدثه عن
محمد بن إبراهيم السيادي قال : لما قدم
العتابي مدينة السلام على
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون أذن له ، فدخل عليه وعنده
إسحاق الموصلي ، وكان
العتابي شيخا جليلا ، فسلم فرد عليه فأدناه فقبل يده ، ثم أمره بالجلوس ، فجلس وأقبل عليه فسأله عن حاله وهو يجاوبه بلسان طلق فاستظرف
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون ذلك منه ، وأقبل عليه يداعبه ويمزح ، فظن الشيخ أنه استخف به ، فقال : يا أمير المؤمنين ، الإيناس قبل الإبشاش فاشتبه على
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون قوله ، فنظر إلى
إسحاق مستفهما ، فأومأ إليه بعينه ، وغمزه حتى فهم ، ثم قال : يا غلام ، ألف دينار . فأتي بذلك فوضعه بين يدي
العتابي ، وأخذوا في الحديث .
ثم غمز
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون إسحاق عليه ، فجعل
العتابي لا يأخذ في شيء إلا عارضه فيه
إسحاق ، فبقي
العتابي متعجبا ، ثم قال : يا أمير المؤمنين ، أتأذن في مسألة هذا الشيخ عن اسمه ، قال : نعم سله . فقال
[لإسحاق]: [ ص: 192 ] يا شيخ ، من أنت ، وما اسمك؟ فقال : أنا من الناس ، واسمي كل بصل فتبسم
العتابي ، ثم قال : أما النسب فمعروف ، وأما الاسم فمنكر فقال له
إسحاق : إنما قل إنصافك ، أتنكر أن يكون اسمي كل بصل ، واسمك كل ثوم ، وما
كلثوم في الأسماء أو ليس البصل أطيب من الثوم؟ فقال له
العتابي : لله درك ، ما أرجحك أيأذن لي أمير المؤمنين أن أصله بما وصلني به . فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون : ذلك موفر عليك ، ونأمر له بمثله ، فقال له
إسحاق أما إذ أقررت بهذه فتوهمني تجدني . فقال له : ما أظنك إلا
إسحاق الموصلي الذي يتناهى إلينا خبره ؟ قال : أنا حيث ظننت ، وأقبل عليه بالتحية والسلام ، فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون وقد طال الحديث بينهما - أما إذا اتفقتما على المودة فانصرفا . فانصرف
العتابي إلى منزل
إسحاق فأقام عنده .
وقد روينا أن
العتابي دخل على
nindex.php?page=showalam&ids=16445عبد الله بن طاهر فأنشده :
حسن ظني وحسن ما عودني الله سواء منك الغداة أتى بي
أي شيء يكون أحسن من حسن يقين حدا إليك ركابي
فأمر له بصلة ، ثم دخل عليه من الغد فأنشده :
ودك يكفيني في حاجتي ورويتي كافية عن سؤالي
وكيف أخشى الفقر ما عشت لي وإنما كفاك رأس مالي
فأمر له بجائزة ، ثم دخل عليه في اليوم الثالث فأنشده :
بهجات الشباب يخلقها الدهر وثوب الثناء غض جديد
[ ص: 193 ] فاكسني ما يبيد أيدك الله فإني أكسوك ما لا يبيد
فأجازه وخلع عليه ، وكان قد سعي
بالعتابي إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد [وطلبه] فأخفاه
جعفر بن يحيى وجعل يصلح قلب
nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد عليه حتى آمنه فقال :
ما زلت في غمرات الموت منطرحا قد ضاق عني فسيح الأرض من حيلي
فلم تزل دائبا تسعى بلطفك لي حتى اختلست حياتي من يد الأجل
1164 -
nindex.php?page=treesubj&link=33940القاسم بن الرشيد .
سماه
nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد المؤتمن ، وخطب له بالخلافة بعد
nindex.php?page=showalam&ids=13739الأمين nindex.php?page=showalam&ids=15128والمأمون ، وعقد فيما عقد له أن الأمر إذا صار إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون كان أمر المؤمنين مفوضا إليه ، إن شاء أقره وإن شاء [عزله] واستبدل به من أراد من أخوته وولده ، فلما صار الأمر إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون خلعه
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون في سنة ثمان وتسعين ، وكتب بخلعه إلى الآفاق وترك الدعاء له على المنابر .
[ ص: 194 ]
وتوفي المؤتمن
ببغداد في [صفر] هذه السنة ، وله خمس وثلاثون سنة ، وحضره
nindex.php?page=showalam&ids=15128المأمون وصلى عليه .
1165 -
محمد بن إسماعيل [بن يوسف ، أبو إسماعيل السلمي ] الترمذي .
سمع
محمد بن عبد الله الأنصاري ، وأبا نعيم وقبيصة ، وغيرهم ،
nindex.php?page=treesubj&link=29163وكان ثقة فهما متقنا مشهورا بمذاهب السنة ، سكن
بغداد وحدث بها ، فروى عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=12455أبو بكر بن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=13298، وابن صاعد ، nindex.php?page=showalam&ids=15167والمحاملي ، وروى عنه :
أبو عيسى الترمذي ،
وأبو عبد الرحمن النسائي في كتابيهما . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14242أبو بكر الخلال : هو رجل ثقة كثير العلم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12915 [ابن] المنادي : توفي بمدينتنا لأيام مضت من رمضان سنة ثمان ومائتين .
1166 -
nindex.php?page=treesubj&link=33938مسلم بن الوليد ، أبو الوليد الأنصاري ، مولى أسعد بن زرارة الخزرجي .
[شاعر] قدم على
nindex.php?page=showalam&ids=14370الرشيد ومدحه ، فسماه صريع الغواني ، لقوله :
هل العيش إلا أن تروح مع الصبا وتغدو صريع الكأس والأعين النجل
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14231أبو بكر [أحمد] بن علي ، أخبرنا
أبو بكر التنوخي ، أخبرنا
محمد بن عبد الرحيم المازني ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12590أبو بكر بن الأنباري ، حدثنا
أبو الحسن البراء عن شيخ له قال : قال
مسلم بن الوليد ثلاثة أبيات تناهى فيها وزاد على كل الشعراء : أمدح بيت ، وأرثى بيت ، وأهجى بيت . وأما المدح : فقوله :
[ ص: 195 ] تجود بالنفس إذ ضن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وأما الهجاء : فقوله :
قبحت مناظره فحين خبرته حسنت مناظره بقبح المخبر
وأما الرثاء ، فقوله :
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه فطيب تراب القبر دل على القبر
وبلغنا أن أعرابيا دخل على
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب فقال له : أنت الذي يزعم [الناس] أنك أعلم الناس بالأدب؟ قال : كذا يزعمون قال : أنشدني أرق بيت قالته
العرب وأسلمه . فقال : قول
جرير إن العيون التي في طرفها مرض قتلتنا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا
فقال : هذا شعر رث ، قد لاكه السفهاء بألسنتها ، هات غيره . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب :
أفدنا من عندك قال : قول
مسلم بن الوليد صريع الغواني :
نبارز أبطال الوغى فنصدهم وتقتلنا في السلم لحظ الكواعب
وليست سهام الحرب تفني نفوسنا ولكن سهام فوقت في الحواجب
فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب اكتبوها على المحاجر ولو بالخناجر .
1167 -
معاذ بن المثنى [بن معاذ] ، أبو المثنى العنبري .
سكن
بغداد ، وحدث بها عن
nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد ، nindex.php?page=showalam&ids=15020والقعنبي ، روى عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=16201صاعد بن مخلد ،
nindex.php?page=treesubj&link=29163وكان ثقة .
[ ص: 196 ]
توفي في ربيع الأول من هذه السنة ، ودفن في مقابر
باب الكوفة إلى جنب
nindex.php?page=showalam&ids=15062الكديمي .
1168 -
أبو معاوية الأسود ، واسمه : اليمان .
أخبرنا
أبو بكر العامري قال : أخبرنا
ابن أبي صادق قال أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12973ابن باكويه قال : حدثنا
عبد العزيز بن الفضل ، حدثنا
محمد بن أحمد المروروذي ، حدثنا
عبد الله بن سليمان ، حدثنا
نصير بن الفرج قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية قد ذهب بصره ، وكان إذا أراد أن يقرأ فتش المصحف وفتحه فيرد الله عليه بصره ، فإذا أطبق المصحف ذهب بصره .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13594ابن ناصر قال : أخبرنا
علي بن محمد العلاف ، أخبرنا
أبو الحسن الحمامي ، أخبرنا
إسماعيل بن علي الخطابي ، حدثنا
أبو علي الحسين بن الفهم قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين يقول : رأيت
أبا معاوية الأسود وهو يلتقط الخرق من المزابل فيلفقها ويغسلها ، فقيل له : يا
أبا معاوية ، إنك تكسى . فقال : ما ضرهم ما أصابهم في الدنيا جبر الله لهم بالجنة كل مصيبة .
1169 -
يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، أبو يوسف الزهري .
[سكن
بغداد ، و] حدث عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، روى عنه :
أحمد ، ويحيى ، وعلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11997وأبو خيثمة .
[ ص: 197 ]
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد قال : أخبرنا
أحمد بن علي ، أخبرنا
الأزهري ، حدثنا
محمد بن العباس ، حدثنا
أحمد بن معروف ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14130الحسين بن فهم ، حدثنا
محمد بن سعد . قال :
يعقوب بن إبراهيم بن سعد nindex.php?page=treesubj&link=29163كان ثقة مأمونا ، تقدم على أخيه في الفضل والورع والحديث ، ثم لم يزل
ببغداد ثم خرج إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14115الحسن بن سهل - وهو
بفم الصلح - فلم يزل معه حتى توفي هناك في شوال سنة ثمان ومائتين ، وكان أصغر من أخيه
سعد بأربع سنين .
1170 -
nindex.php?page=showalam&ids=17420nindex.php?page=treesubj&link=33932يونس بن محمد بن مسلم ، أبو مسلم المؤدب .
سمع الحمادين
nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث . روى عنه :
أحمد ، وعلي ، nindex.php?page=showalam&ids=11997وأبو خيثمة ،
nindex.php?page=treesubj&link=29163وكان ثقة صدوقا .
توفي في صفر هذه السنة .
1163 -
nindex.php?page=treesubj&link=33938_33939_33937كُلْثُومُ بْنُ عَمْرِو [بْنِ أَيُّوبَ] ، الْعَتَّابِيُّ .
[ ص: 189 ] كَانَ خَطِيبًا شَاعِرًا بَلِيغًا ، وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى
الْبَرَامِكَةِ ، فَوَصَفُوهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14370لِلرَّشِيدِ وَوَصَلُوهُ بِهِ ، فَبَلَغَ عِنْدَهُ [كُلَّ] مَبْلَغٍ ، وَمَدَحَ
nindex.php?page=showalam&ids=14370الرَّشِيدَ وَغَيْرَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ ، ثُمَّ كَانَ يَتَجَنَّبُ غَشَيَانَ السَّلَاطِينِ ، وَيَلْبَسُ الصُّوفَ زُهْدًا . وَمِنْ أَشْعَارِهِ فِي الزُّهْدِ :
أَلَا قَدْ نَكَّسَ الدَّهْرُ فَأَضْحَى حَلُّوهُ مُرَّا وَقَدْ جَرَّبْتُ مَنْ فِيهِ
فَلَمْ أَحْمَدْهُمْ طُرَّا فَأَلْزِمْ نَفْسَكَ الْيَأْسَ
مِنَ النَّاسِ تَعِشْ حُرَّا
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَازِرِيُّ [قَالَ : ] حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15263الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبُو دِعَامَةَ الشَّاعِرُ قَالَ : كَتَبَ
طَوْقُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى
الْعَتَّابِيِّ يَسْتَزِيرُهُ وَيَدْعُوهُ إِلَى أَنْ يَصِلَ الْقَرَابَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ : إِنَّ قَرِيبَكَ مَنْ قَرُبَ مِنْكَ خَيْرُهُ وَإِنَّ عَمَّكَ مَنْ عَمَّكَ نَفْعُهُ ، وَإِنَّ عَشِيرَتَكَ مَنْ أَحْسَنَ عِشْرَتَكُ ، وَإِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ أَجْدَاهُمْ بِالْمَنْفَعَةِ عَلَيْكَ ، وَلِذَلِكَ أَقُولُ :
وَلَقَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ ثُمَّ سَبَرْتُهُمْ وَخَبَرْتُ مَنْ وَصَلُوا مِنَ الْأَسْبَابِ
فَإِذَا الْقَرَابَةُ لَا تُقَرِّبُ قَاطِعًا وَإِذَا الْمَوَدَّةُ أَكْبَرُ الْأَنْسَابِ
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14759الْعُتَيْقِيُّ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، أَخْبَرَنَا
عَلَّانُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
قَاسِمٌ الْأَنْبَارِيُّ ، قَالَ : قَالَ
[ ص: 190 ] أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى : قِيلَ
لِلْعَتَّابِيِّ : إِنَّكَ تَلْقَى الْعَامَّةَ بِبِشْرٍ وَتَقْرِيبٍ ، فَقَالَ : رَفْعُ ضَغِينَةٍ بِأَيْسَرِ مَئُونَةٍ ، وَاكْتِسَابُ إِخْوَانٍ بِأَهْوَنِ مَبْذُولٍ .
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّعَّالِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16142أَبُو الْفَرَجِ الْأَصْبِهَانِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنِي
عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : كَتَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونُ فِي إِشْخَاصِ
كُلْثُومِ بْنِ عَمْرٍو الْعَتَّابِيِّ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ : يَا
كُلْثُومُ ، بَلَغَتْنِي وَفَاتُكَ فَسَاءَتْنِي ، ثُمَّ بَلَغَتْنِي وِفَادَتُكَ فَسَرَّتْنِي فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَوْ قُسِّمَتْ هَاتَانِ الْكَلِمَتَانِ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَتَاهُمْ فَضْلًا وَإِنْعَامًا ، وَقَدْ خَصَصْتِنِي مِنْهُمَا بِمَا لَا يَتَّسِعُ لَهُ أُمْنِيَةٌ ، وَلَا يَنْبَسِطُ لِسِوَاهُ أَمَلٌ ، لِأَنَّهُ لَا دِينَ إِلَّا بِكَ وَلَا دُنْيَا إِلَّا مَعَكَ .
قَالَ : سَلْنِي [مَا شِئْتَ] ، قَالَ : يَدُكَ بِالْعَطَاءِ أَطْلَقُ مِنْ لِسَانِي بِالسُّؤَالِ فَوَصَلَهُ صِلَاتٍ سَنِيَّةٍ ، بَلَغَ بِهِ مِنَ التَّقْدِيمِ وَالْإِكْرَامِ أَعْلَى مَحَلٍّ .
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكَ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا
الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَازِنِيُّ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13742أَبُو بَكْرٍ الْأَنْبَارِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ ، حَدَّثَنَا
النَّضْرُ الْعِجْلِيُّ قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ
عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ كَثِيرٍ يَقُولُ : حَدَّثَنَا
حَسَنُ الصُّوفِيُّ قَالَ : قَالَ لِي
الْعَتَّابِيُّ كُلْثُومُ بْنُ عَمْرٍو : قَدِمْتُ مَرَّةً [عَلَى
أَبِي عَمَّارٍ بِوِقْرٍ كُتُبًا ، فَقَالَ : مَا عَلَيْهِ؟ قُلْتُ : كُتُبٌ . قَالَ : وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُهُ إِلَّا مَالًا فَعَدَلْتُ] إِلَى
يَعْقُوبَ بْنِ صَالِحٍ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَنْشَدْتُهُ :
حُسْنُ ظَنِّي إِلَيْكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ دَعَانِي فَلَا عَدِمْتَ الصَّلَاحَا
وَدَعَانِي إِلَيْكَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ أَنْ قَالَ مُفْصِحًا إِفْصَاحَا
[ ص: 191 ] إِنْ أَرَدْتُمْ حَوَائِجًا مِنْ أُنَاسٍ فَتَنَقُّوا لَهَا الْوُجُوهَ الصِّبَاحَا
فَلَعَمْرِي لَقَدْ تَنَقَّيْتُ وَجْهًا مَا بِهِ خَابَ مَنْ أَرَادَ النَّجَاحَا
فَقَالَ : مَا حَاجَتُكَ يَا
كُلْثُومُ ؟ قُلْتُ : بَدْرَتَانِ ، فَقَالَ : أَعْطُوهُ بَدْرَتَيْنِ ، فَانْصَرَفْتُ بِهِمَا إِلَى أَبِي وَقُلْتُ : هَذَا بِالْكُتُبِ الَّتِي أَنْكَرْتَ .
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ حُسَيْنٍ] الْمُحْتَسِبُ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15263الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا ، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ دُرَيْدٍ قَالَ : قَالَ
مَالِكُ بْنُ طَوْقٍ لِلْعَتَّابِيِّ : رَأَيْتُكَ كَلَّمْتَ فُلَانًا فَأَقْلَلْتَ كَلَامَكَ؟ قَالَ : نَعَمْ ، كَانَ مَعِي حَيْرَةُ الدَّاخِلِ ، وَفِكْرَةُ صَاحِبِ الْحَاجَةِ ، وَذُلُّ الْمَسْأَلَةِ ، وَخَوْفُ الرَّدِّ مَعَ شِدَّةِ الطَّمَعِ .
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّعَّالِيُّ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16142أَبُو الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِيُّ قَالَ : ذَكَرَ
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ : أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ زُرَارَةَ حَدَّثَهُ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّيَادِيِّ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ
الْعَتَّابِيُّ مَدِينَةَ السَّلَامِ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونِ أَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ
إِسْحَاقُ الْمَوْصِلِيُّ ، وَكَانَ
الْعَتَّابِيُّ شَيْخًا جَلِيلًا ، فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ فَأَدْنَاهُ فَقَبَّلَ يَدَهُ ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْجُلُوسِ ، فَجَلَسَ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ وَهُوَ يُجَاوِبُهُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ فَاسْتَظْرَفَ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونُ ذَلِكَ مِنْهُ ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يُدَاعِبُهُ وَيَمْزَحُ ، فَظَنَّ الشَّيْخُ أَنَّهُ اسْتَخَفَّ بِهِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، الْإِينَاسُ قَبْلَ الْإِبْشَاشِ فَاشْتَبَهَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونِ قَوْلُهُ ، فَنَظَرَ إِلَى
إِسْحَاقَ مُسْتَفْهِمًا ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِعَيْنِهِ ، وَغَمَزَهُ حَتَّى فَهِمَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا غُلَامُ ، أَلْفَ دِينَارٍ . فَأُتِيَ بِذَلِكَ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ
الْعَتَّابِيِّ ، وَأَخَذُوا فِي الْحَدِيثِ .
ثُمَّ غَمَزَ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونُ إِسْحَاقَ عَلَيْهِ ، فَجَعَلَ
الْعَتَّابِيُّ لَا يَأْخُذُ فِي شَيْءٍ إِلَّا عَارَضَهُ فِيهِ
إِسْحَاقُ ، فَبَقِيَ
الْعَتَّابِيُّ مُتَعَجِّبًا ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَتَأْذَنُ فِي مَسْأَلَةِ هَذَا الشَّيْخِ عَنِ اسْمِهِ ، قَالَ : نَعَمْ سَلْهُ . فَقَالَ
[لِإِسْحَاقَ]: [ ص: 192 ] يَا شَيْخُ ، مَنْ أَنْتَ ، وَمَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ : أَنَا مِنَ النَّاسِ ، وَاسْمِي كُلْ بَصَلٌ فَتَبَسَّمَ
الْعَتَّابِيُّ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا النَّسَبُ فَمَعْرُوفٌ ، وَأَمَّا الِاسْمُ فَمُنْكَرٌ فَقَالَ لَهُ
إِسْحَاقُ : إِنَّمَا قَلَّ إِنْصَافُكَ ، أَتَنْكَرُ أَنْ يَكُونَ اسْمِي كُلْ بَصَلٌ ، وَاسْمُكَ كُلْ ثُومٌ ، وَمَا
كُلْثُومٌ فِي الْأَسْمَاءِ أَوَ لَيْسَ الْبَصَلُ أَطْيَبَ مِنَ الثُّومِ؟ فَقَالَ لَهُ
الْعَتَّابِيُّ : لِلَّهِ دَرُّكَ ، مَا أَرْجَحَكَ أَيَأْذَنُ لِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أَصِلَهُ بِمَا وَصَلَنِي بِهِ . فَقَالَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونُ : ذَلِكَ مُوَفَّرٌ عَلَيْكَ ، وَنَأْمُرُ لَهُ بِمِثْلِهِ ، فَقَالَ لَهُ
إِسْحَاقُ أَمَا إِذْ أَقْرَرْتَ بِهَذِهِ فَتَوَهَّمْنِي تَجِدْنِي . فَقَالَ لَهُ : مَا أَظُنُّكَ إِلَّا
إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيَّ الَّذِي يَتَنَاهَى إِلَيْنَا خَبَرُهُ ؟ قَالَ : أَنَا حَيْثُ ظَنَنْتَ ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِالتَّحِيَّةِ وَالسَّلَامِ ، فَقَالَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونُ وَقَدْ طَالَ الْحَدِيثُ بَيْنَهُمَا - أَمَا إِذَا اتَّفَقْتُمَا عَلَى الْمَوَدَّةِ فَانْصَرِفَا . فَانْصَرَفَ
الْعَتَّابِيُّ إِلَى مَنْزِلِ
إِسْحَاقَ فَأَقَامَ عِنْدَهُ .
وَقَدْ رُوِّينَا أَنَّ
الْعَتَّابِيَّ دَخَلَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16445عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ فَأَنْشَدَهُ :
حُسْنُ ظَنِّي وَحُسْنُ مَا عَوَّدَنِي اللَّهُ سَوَاءٌ مِنْكَ الْغَدَاةَ أَتَى بِي
أَيُّ شَيْءٍ يَكُونُ أَحَسُنَ مِنْ حُسْنِ يَقِينٍ حَدَا إِلَيْكَ رِكَابِي
فَأَمَرَ لَهُ بِصِلَةٍ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ فَأَنْشَدَهُ :
وِدُّكَ يَكْفِينِي فِي حَاجَتِي وَرَوِيَّتِي كَافِيَةٌ عَنْ سُؤَالِي
وَكَيْفَ أَخْشَى الْفَقْرَ مَا عِشْتَ لِي وَإِنَّمَا كَفَاكَ رَأْسُ مَالِي
فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَأَنْشَدَهُ :
بَهْجَاتُ الشَّبَابِ يَخْلُقُهَا الدَّهْرُ وَثَوْبُ الثَّنَاءِ غَضٌّ جَدِيدُ
[ ص: 193 ] فَاكْسُنِي مَا يَبِيدُ أَيَّدَكَ اللَّهُ فَإِنِّي أَكْسُوكَ مَا لَا يَبِيدُ
فَأَجَازَهُ وَخَلَعَ عَلَيْهِ ، وَكَانَ قَدْ سُعِيَ
بِالْعَتَّابِيِّ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14370الرَّشِيدِ [وَطَلَبَهُ] فَأَخْفَاهُ
جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى وَجَعَلَ يُصْلِحُ قَلْبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14370الرَّشِيدِ عَلَيْهِ حَتَّى آمَنَهُ فَقَالَ :
مَا زِلْتُ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ مُنْطَرِحًا قَدْ ضَاقَ عَنِّي فَسِيحُ الْأَرْضِ مِنْ حِيَلِي
فَلَمْ تَزَلْ دَائِبًا تَسْعَى بِلُطْفِكَ لِي حَتَّى اخْتَلَسْتُ حَيَاتِي مِنْ يَدِ الْأَجَلِ
1164 -
nindex.php?page=treesubj&link=33940الْقَاسِمُ بْنُ الرَّشِيدِ .
سَمَّاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14370الرَّشِيدُ الْمُؤْتَمَنَ ، وَخَطَبَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13739الْأَمِينِ nindex.php?page=showalam&ids=15128وَالْمَأْمُونِ ، وَعَقَدَ فِيمَا عَقَدَ لَهُ أَنَّ الْأَمْرَ إِذَا صَارَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونِ كَانَ أَمْرُ الْمُؤْمِنِينَ مُفَوَّضًا إِلَيْهِ ، إِنْ شَاءَ أَقَرَّهُ وَإِنْ شَاءَ [عَزَلَهُ] وَاسْتَبْدَلَ بِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أُخْوَتِهِ وَوَلَدِهِ ، فَلَمَّا صَارَ الْأَمْرُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونِ خَلَعَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ ، وَكَتَبَ بِخَلْعِهِ إِلَى الْآفَاقِ وَتَرَكَ الدُّعَاءَ لَهُ عَلَى الْمَنَابِرِ .
[ ص: 194 ]
وَتُوُفِّيَ الْمُؤْتَمَنُ
بِبَغْدَادَ فِي [صَفَرِ] هَذِهِ السَّنَةِ ، وَلَهُ خَمْسٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً ، وَحَضَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15128الْمَأْمُونُ وَصَلَّى عَلَيْهِ .
1165 -
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [بْنِ يُوسُفَ ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ ] التِّرْمِذِيُّ .
سَمِعَ
مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ ، وَأَبَا نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةَ ، وَغَيْرَهُمْ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29163وَكَانَ ثِقَةً فَهْمًا مُتْقِنًا مَشْهُورًا بِمَذَاهِبِ السُّنَّةِ ، سَكَنَ
بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا ، فَرَوَى عَنْهُ :
nindex.php?page=showalam&ids=12455أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا nindex.php?page=showalam&ids=13298، وَابْنُ صَاعِدٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=15167وَالْمُحَامِلِيُّ ، وَرَوَى عَنْهُ :
أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ ،
وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ فِي كِتَابَيْهِمَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14242أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ : هُوَ رَجُلُ ثِقَةٌ كَثِيرُ الْعِلْمِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12915 [ابْنُ] الْمُنَادِي : تُوُفِّيَ بِمَدِينَتِنَا لِأَيَّامٍ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ .
1166 -
nindex.php?page=treesubj&link=33938مُسْلِمُ بْنُ الْوَلِيدِ ، أَبُو الْوَلِيدِ الْأَنْصَارِيُّ ، مَوْلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ الْخَزْرَجِيُّ .
[شَاعِرٌ] قِدَمَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14370الرَّشِيدِ وَمَدَحَهُ ، فَسَمَّاهُ صَرِيعَ الْغَوَانِي ، لِقَوْلِهِ :
هَلِ الْعَيْشُ إِلَّا أَنْ تَرُوحَ مَعَ الصِّبَا وَتَغْدُو صَرِيعَ الْكَأْسِ وَالْأَعْيُنِ النُّجْلِ
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14231أَبُو بَكْرٍ [أَحْمَدُ] بْنُ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ التَّنُوخِيُّ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَازِنِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12590أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْحَسَنِ الْبَرَاءُ عَنْ شَيْخٍ لَهُ قَالَ : قَالَ
مُسْلِمُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَلَاثَةَ أَبْيَاتٍ تَنَاهَى فِيهَا وَزَادَ عَلَى كُلِّ الشُّعَرَاءِ : أَمْدَحُ بَيْتٍ ، وَأَرْثَى بَيْتٍ ، وَأَهْجَى بَيْتٍ . وَأَمَّا الْمَدْحُ : فَقَوْلُهُ :
[ ص: 195 ] تَجُودُ بِالنَّفْسِ إِذْ ضَنَّ الْبَخِيلُ بِهَا وَالْجُودُ بِالنَّفْسِ أَقْصَى غَايَةِ الْجُودِ
وَأَمَّا الْهِجَاءُ : فَقَوْلُهُ :
قَبُحَتْ مَنَاظِرُهُ فَحِينَ خَبَرْتُهُ حَسُنَتْ مَنَاظِرُهُ بِقُبْحِ الْمَخْبَرِ
وَأَمَّا الرِّثَاءُ ، فَقَوْلُهُ :
أَرَادُوا لِيُخْفُوا قَبْرَهُ عَنْ عَدُوِّهِ فَطِيبُ تُرَابِ الْقَبْرِ دَلَّ عَلَى الْقَبْرِ
وَبَلَغَنَا أَنَّ أَعْرَابِيًّا دَخَلَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثَعْلَبٍ فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ الَّذِي يَزْعُمُ [النَّاسُ] أَنَّكَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْأَدَبِ؟ قَالَ : كَذَا يَزْعُمُونَ قَالَ : أَنْشَدْنِي أَرَقَّ بَيْتٍ قَالَتْهُ
الْعَرَبُ وَأَسْلَمُهُ . فَقَالَ : قَوْلُ
جَرِيرٍ إِنَّ الْعُيُونَ الَّتِي فِي طَرْفِهَا مَرَضٌ قَتَلَتْنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِينَ قَتْلَانَا
يَصْرَعْنَ ذَا اللُّبِّ حَتَّى لَا حِرَاكَ بِهِ وَهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقِ اللَّهِ إِنْسَانَا
فَقَالَ : هَذَا شِعْرٌ رَثٌّ ، قَدْ لَاكَهُ السُّفَهَاءُ بِأَلْسِنَتِهَا ، هَاتِ غَيْرَهُ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثَعْلَبٌ :
أَفِدْنَا مِنْ عِنْدِكَ قَالَ : قَوْلُ
مُسْلِمِ بْنِ الْوَلِيدِ صَرِيعِ الْغَوَانِي :
نُبَارِزُ أَبْطَالَ الْوَغَى فَنَصُدُّهُمْ وَتَقْتُلُنَا فِي السِّلْمِ لَحْظُ الْكَوَاعِبِ
وَلَيْسَتْ سِهَامُ الْحَرْبِ تُفْنِي نُفُوسَنَا وَلَكِنْ سِهَامٌ فَوَّقَتْ فِي الْحَوَاجِبِ
فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثَعْلَبٌ اكْتُبُوهَا عَلَى الْمَحَاجِرِ وَلَوْ بِالْخَنَاجِرِ .
1167 -
مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى [بْنُ مُعَاذٍ] ، أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ .
سَكَنَ
بَغْدَادَ ، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17072مُسَدِّدٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=15020وَالْقُعْنُبَيِّ ، رَوَى عَنْهُ :
nindex.php?page=showalam&ids=16201صَاعِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29163وَكَانَ ثِقَةً .
[ ص: 196 ]
تُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ
بَابِ الْكُوفَةِ إِلَى جَنْبٍ
nindex.php?page=showalam&ids=15062الْكُدَيْمِيِّ .
1168 -
أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدُ ، وَاسْمُهُ : الْيَمَانُ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ الْعَامِرِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ أَبِي صَادِقٍ قَالَ أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12973ابْنُ بَاكَوَيْهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَرُوذِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا
نُصَيْرُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ فَتَّشَ الْمُصْحَفَ وَفَتَحَهُ فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ ، فَإِذَا أَطْبَقَ الْمُصْحَفَ ذَهَبَ بَصَرُهُ .
أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13594ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْحَسَنِ الْحَمَّامِيُّ ، أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطَابِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : رَأَيْتُ
أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ وَهُوَ يَلْتَقِطُ الْخِرَقَ مِنَ الْمَزَابِلِ فَيُلَفِّقُهَا وَيَغْسِلُهَا ، فَقِيلَ لَهُ : يَا
أَبَا مُعَاوِيَةَ ، إِنَّكَ تُكْسَى . فَقَالَ : مَا ضَرَّهُمْ مَا أَصَابَهُمْ فِي الدُّنْيَا جَبَرَ اللَّهُ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ كُلَّ مُصِيبَةٍ .
1169 -
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَبُو يُوسُفَ الزُّهْرِيُّ .
[سَكَنَ
بَغْدَادَ ، و] حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةَ ، رَوَى عَنْهُ :
أَحْمَدُ ، وَيَحْيَى ، وَعَلِيٌّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11997وَأَبُو خَيْثَمَةَ .
[ ص: 197 ]
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنَا
الْأَزْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14130الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ . قَالَ :
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ nindex.php?page=treesubj&link=29163كَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا ، تَقَدَّمَ عَلَى أَخِيهِ فِي الْفَضْلِ وَالْوَرَعِ وَالْحَدِيثِ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ
بِبَغْدَادَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14115الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ - وَهُوَ
بِفَمِ الصُّلْحِ - فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى تُوَفِّيَ هُنَاكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ ، وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيهِ
سَعْدٍ بِأَرْبَعِ سِنِينَ .
1170 -
nindex.php?page=showalam&ids=17420nindex.php?page=treesubj&link=33932يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، أَبُو مُسْلِمٍ الْمُؤَدِّبُ .
سَمِعَ الْحَمَّادَيْنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15124وَاللَّيْثَ . رَوَى عَنْهُ :
أَحْمَدُ ، وَعَلِيٌّ ، nindex.php?page=showalam&ids=11997وَأَبُو خَيْثَمَةَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29163وَكَانَ ثِقَةً صَدُوقًا .
تُوُفِّيَ فِي صِفْرِ هَذِهِ السَّنَةِ .