باب الشام ] [احتراق سجن
وفي هذا الشهر : احترق سجن باب الشام ، واحترق فيه مائة وثلاثون رجلا ، وذلك عند رواح الناس إلى الجمعة .
[ظهور رجل بسامراء ]
وفي هذه السنة : ظهر رجل بسامراء يقال له : محمود بن الفرج ، فزعم أنه ذو القرنين ، ومعه سبعة عشر رجلا من [عند ] خشبة بابك ، وخرج من أصحابه بباب العامة رجلان ، وببغداد في مسجد مدينتها آخران ، وزعم أنه نبي ، فأتي به وبأصحابه ، فأمر بضربه بالسياط ، فضرب ضربا شديدا ، وحبس أصحابه وكانوا قدموا من المتوكل نيسابور ، ومعهم شيء يقرءونه ، ومعهم عيالاتهم ، وفيهم شيخ يشهد له بالنبوة ، ويزعم أنه يوحى إليه ، وأن جبريل يأتيه بالوحي ، فضرب محمود مائة سوط ، فلم ينكر نبوته حين ضرب ، وضرب الشيخ الذي كان يشهد له بالنبوة أربعين سوطا ، فأنكر نبوته حين ضرب . وحمل محمود إلى باب العامة ، فأكذب نفسه ، وقال الشيخ : قد اختدعني هذا ، وأمر أصحابه أن يصفعوه فصفعه كل واحد عشر صفعات ، وأخذ له مصحف فيه كلام قد جمعه ذكر أنه قرآنه ، وأن جبريل كان يأتيه به ، ثم مات [ ص: 224 ] يوم الأربعاء لثلاث خلون من ذي الحجة [ودفن ] في الجزيرة .
وقام رجلان ببغداد في ذي القعدة والإمام في الصلاة ، فصاحا وأفسدا على الناس صلاتهم ، حتى قرأ الإمام في الركعة الثانية : قل هو الله أحد وذكرا أنهما نبيان وكان هذا في مسجد غربي بغداد ، وقام آخران بسامراء [في هذا اليوم ] ففعلا ذلك .