1566 - أحمد بن عبد الله بن أبي الغمر عمر بن عبد الرحمن .
مولى بني سهم ، يكنى: أبا جعفر ، وكان ثقة ، مقبولا عند القضاء .
توفي في ربيع الأول من هذه السنة .
1567 - إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمداني .
سمع من عفان [بن مسلم] ، وكان كثير الطلب للحديث ، منهمكا في كتابته .
قال عبد الله بن وهب الدينوري: كنا نذاكر إبراهيم بن الحسين بالحديث فيذاكرنا بالقمطر ، وكان يذاكر بالحديث الواحد فيقول: عندي منه قمطر .
أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي قال: سمعت أبا القاسم يوسف بن الحسن [ ص: 90 ] اليفكري يقول: سمعت أبا علي الحسن بن علي بن بندار الزنجاني يقول: قال إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني: كتبت في بعض الليالي الحديث ، فجلست كثيرا ، وكتبت ما لا أحصيه حتى أعييت ، ثم خرجت أتأمل السماء ، فكان أول الليل ، فأتممت حزبي ، وأصبحت وصلينا الصبح ، ثم حضرت باب حانوت تاجر ، وكان هوذا يكتب حسابا ، ويؤرخه بيوم السبت ، فقلت: سبحان الله! أليس اليوم يوم الجمعة؟ فضحك وقال: لعلك لم تحضر أمس الجامع ، فراجعت نفسي ، فإذا أنا قد كتبت ليلتين ويوما .
1568 - إسماعيل بن يوسف ، أبو علي الديلمي
كان أحد العباد الورعين والزهاد [المتقللين] ، وكان حافظا للحديث بصيرا [به] ، ثقة في روايته . جالس ومن بعده من الحفاظ ، وحدث عن أحمد بن حنبل روى عنه: مجاهد بن موسى . العباس بن يوسف الشكلي .
أخبرنا القزاز [قال:] أخبرنا أحمد بن علي أبو بكر بن ثابت قال: أخبرني الجوهري [قال:] أخبرني محمد بن العباس [قال:] حدثنا قال: أبو الحسين بن المنادي وإسماعيل الديلمي كان من خيار الناس ، وذكر [لي] أنه [كان] يحفظ أربعين ألف حديث ، قالوا: وكان يعبر إلى الجانب الشرقي قاصدامحمد بن إشكاب [الحافظ] فيذاكره بالمسند ، إسماعيل من أشهر الناس بالزهد والورع والتميز [ ص: 91 ] بالصون ، وأما مكسبه فكان من المساهرة في الأرجاء . وكان
أخبرنا القزاز [قال:] أخبرنا أحمد بن علي [قال:] أخبرنا أحمد بن عمر النهرواني [قال:] حدثنا [قال:] حدثنا المعافى بن زكريا محمد بن مخلد العطار [قال:] حدثنا حامد بن محمد بن الحكم [قال] حدثنا كردان قال: قال إسماعيل الديلمي: اشتهيت حلواء وأبلغت شهوته إلي ، فخرجت من المسجد بالليل لأبول فإذا [على] جنبتي الطريق أخاذين حلواء ، فنوديت: يا إسماعيل ، هذا الذي اشتهيت ، وإن تركته خير لك . فتركته .
قال ابن مخلد: قد كتبت أنا عن كردان: كان يكون بقنطرة بني زريق ، وقد رأيت إسماعيل الديلمي هذا من خيار المسلمين ، [وكان ما شئت من رجل ، رأيته عند أبي جعفر بن إشكاب . قال المعافى: إسماعيل الديلمي كان من خيار المسلمين] والناس يزورون قبره وراء قبر بينهما قبور يسيرة . معروف الكرخي ،
وحدثني بعض شيوخنا أنه كان حافظا للحديث ، كثير السماع ، وإنه كان يذاكر بسبعين ألف حديث .
1569 - سهل بن محمد أبو حاتم السجستاني .
كان عالما باللغة والشعر ، كثير الرواية عن أبي زيد ، وأبي عبيدة ، قرأ كتاب [ ص: 92 ] على سيبويه الأخفش مرتين ، وكان حسن العلم بالفروض ، وإخراج المعمى ، وله شعر جيد ، وعليه يعتمد في اللغة . ابن دريد
توفي في هذه السنة .
1570 - عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد ، أبو محمد السمرقندي الدارمي .
من بني دارم بن مالك بن حنظلة ، ولد سنة إحدى وثمانين ومائة ، رحل في طلب الحديث ، وسمع من أبي نعيم ، والحميدي ، وأبي اليمان ، وغيرهم . [وبرع في علم الحديث] وحفظ وأتقن ، وجمع الثقة ، والصدق ، والورع ، والعفاف ، والزهد ، والعقل الكامل . وألح عليه السلطان في قضاء سمرقند فتقلده ، وقضى قضية واحدة ثم استعفى فأعفي . وصنف "المسند" و"التفسير" و"الجامع" . وحدث عنه: بندار ، ومسلم بن الحجاج ، والترمذي ، وغيرهم .
أخبرنا القزاز [قال] أخبرنا قال: أخبرني أبو بكر [أحمد بن علي] الخطيب محمد بن أحمد بن يعقوب [ح] .
وأنبأنا [قال:] أخبرنا زاهر بن طاهر [قال] أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي أبو عبد الله النيسابوري ، قال: سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه يقول: [ ص: 93 ] سمعت أبا القاسم عمرو بن محمد الأنصاري يقول: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم يقول: كنت عند فذكر أحمد بن حنبل ، عبد الله بن عبد الرحمن ، فقال: ذلك السيد [ثم قال أحمد:] عرض علي الكفر فلم أقبل ، وعرضت عليه الدنيا فلم يقبل .
توفي يوم عرفة وكان يوم الجمعة من هذه السنة ، وهو ابن خمس وسبعين سنة ، وقيل: توفي سنة خمسين ، ولا يصح .
1571 - عبيد بن محمد بن القاسم [أبو محمد الوراق] النيسابوري .
سكن بغداد ، وحدث بها عن أبي النفر هاشم بن القاسم ، وبشر الحافي .
روى عنه: ابن أبي الدنيا ، وكان ثقة . وتوفي في هذه السنة . والباغندي .
1572 - عمرو بن بحر بن محبوب ، أبو عثمان الجاحظ البصري .
كان جده أسود جمالا ، وكان هو من متكلمي المعتزلة ، وهو تلميذ أبي إسحاق [ ص: 94 ] النظام ، والناس يعجبون بتصانيفه زائدا في الحد ، وليس الأمر كذلك ، بل له جيد ورديء .
حدثنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا قال:] أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي [الخطيب الحسن بن محمد الخلال [قال:] حدثنا أحمد بن محمد بن عمران [قال:] حدثنا محمد بن يحيى النديم ، حدثنا قال: قال لنا يموت بن المزرع عمرو بن بحر الجاحظ: ما غلبني قط إلا رجل وامرأة .
فأما الرجل: فإني كنت مجتازا في بعض الطرق ، فإذا أنا برجل قصير بطين ، كبير الهامة ، طويل اللحية ، متزر بمئزر ، وبيده مشط يسقي [به] شقه ويمشطها به ، فقلت في نفسي: رجل قصير بطين ألحى فاستزريته ، فقلت: [أيها] الشيخ ، قد قلت فيك شعرا . فترك المشط من يده ، وقال: قل . فقلت:
كأنك صعوة في أصل حش أصاب الحش طش بعد رش
فقال لي: اسمع جواب ما قلت . فقلت: هات . فقال:كأنك كندب في ذنب كبش مدلدلة وذاك الكبش يمشي
[ ص: 95 ] وأما المرأة: فإني كنت مجتازا في بعض الطرقات ، فإذا أنا بامرأتين ، وكنت راكبا على حمارة ، فضرطت الحمارة ، فقالت إحداهما للأخرى: وي ، حمارة الشيخ تضرط . فغاظني قولها فأعننت ثم قلت لهما: إنه ما حملتني أنثى قط إلا وضرطت . فضربت يدها على كتف الأخرى وقالت: [لقد] كانت أم هذا منه في جهد جهيد تسعة أشهر .
أخبرنا أخبرنا [أبو] منصور القزاز ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي [بن ثابت] الصيمري [قال:] أخبرنا [قال:] أخبرنا المرزباني [أبو بكر] الجرجاني ، حدثنا قال: دخلت على المبرد في آخر أيامه ، وهو عليل ، فقلت له: كيف أنت؟ قال: كيف يكون من نصفه مفلوج ، فلو نشر بالمناشير ما أحس به ، ونصفه الآخر منقرس ، فلو طارت الذبابة بقربه لآلمته ، والآفة في جميع هذا أني جزت التسعين ، ثم أنشدنا [يقول]: الجاحظ
أترجو أن تكون وأنت شيخ كما قد كنت أيام الشباب
[ ص: 96 ]
لقد كذبتك نفسك ليس ثوب دريس كالجديد من الثياب
1573 - [محمد] المعتز بالله بن المتوكل على الله:
خلعوه وحبسوه ومنعوه الطعام [والشراب] حتى مات على ما سبق في الحوادث ، وذلك لليلتين خلتا من شعبان هذه السنة ، فبقي في الولاية أربع سنين وثمانية أشهر وثلاثة وعشرين يوما . وقيل: ثلاث سنين وستة أشهر ، وثلاثة عشر يوما . وكان عمره أربعة وعشرين سنة .
1574 - الفضل بن سهل بن إبراهيم بن العباس الأعرج .
مولى بني هاشم ، سمع حسينا الجعفي ، روى عنه: وشبابة . البخاري ، في الصحيحين ، وكان شديد الذكاء والفطنة ، من الثقات الأخيار . ومسلم
توفي في صفر من هذه السنة .
1575 - محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير ، أبو يحيى البزار .
يعرف بصاعقة ، وإنما سمي صاعقة؛ لأنه كان جيد الحفظ . [ولد سنة خمس وثمانين ومائة ، وأصله فارسي] .
[ ص: 97 ]
سمع عبد الله بن موسى وعبد الوهاب بن عطاء وأسود بن عامر ، وقبيصة ، وغيرهم . وكان عالما حافظا متقنا ضابطا [ثقة] حدث عنه في صحيحه وغيره . وتوفي في شعبان هذه السنة وله سبعون سنة . البخاري
1576 - محمد بن كرام ، أبو عبد الله السجزي .
ولد بقرية من قرى زريح ، ونشأ بسجستان ، ثم دخل بلاد خراسان ، وسمع الحديث ، وأكثر الرواية عن أحمد بن عبد الله الجويباري ، ومحمد بن تميم الفاريابي ، وكانا كذابين ، وقد ومن مذهب الكرامية: أن الله سبحانه مماس لعرشه ، وأن ذاته محل للحوادث ، [في هذيانات] ، فلا هو سكت سكوت الزاهدين ، ولا تفلق بكلام المتكلمين . صرح في كتبه بأن الله جسم [تعالى عن ذلك]
وذكره أبو حاتم بن حبان الحافظ في كتاب "المجروحين" فقال: كأنه خذل حتى التقط من المذاهب أردأها ، ومن الأحاديث أوهاها ثم جالس الجويباري ، ومحمد بن تميم ، ولعلهما [قد] وضعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة والتابعين مائة ألف حديث ، ثم جالس أحمد بن حرب الأصفهاني بنيسابور ، فأخذ عنه التقشف ، ولم يكن يحسن العلم ولا الأدب ، أكثر كتبه المصنفة صنفها له [ ص: 98 ] مأمون بن أحمد السلمي ، وكان تلميذه .
وذكره فقال: جاور أبو عبد الله الحاكم بمكة خمس سنين ، ثم انصرف إلى سجستان ، فباع ما كان يملكه بمال وانصرف إلى نيسابور ، فحبسه [محمد بن عبد الله بن] طاهر ، فلما أطلقه خرج إلى ثغور الشام ، ثم عاد إلى نيسابور فحبسه محمد بن [عبد الله بن] طاهر ، وطالت محنته ، وكان يغتسل كل جمعة ، ويتأهب للخروج إلى الجامع ، ثم يقول: للسجان: أتأذن لي في الخروج؟ فيقول: لا ، فيقول: اللهم إنك تعلم أني بذلت مجهودي ، والمنع من غيري . ومكث بنيسابور أربع عشرة سنة ، ثمانية منها في السجن ، وكان يلبس في أول أمره مسك ضأن مدبوغا غير مخيط ، وكان على رأسه قلنسوة بيضاء ، ويجلس فيعظ ويذكر .
خرج من نيسابور في شوال سنة إحدى وخمسين [ومائتين] ، وتوفي ببيت المقدس في صفر سنة خمس وخمسين ، ودفن بباب أريحاء بقرب يحيى بن زكريا عليهما السلام ، وكان أصحابه ببيت المقدس نحو عشرين ألفا .
1577 - محمد بن عمران بن زياد بن كثير أبو جعفر الضبي النحوي الكوفي .
مؤدب عبد الله بن المعتز ، حدث عن أبي نعيم ، وغيرهما . وأحمد بن حنبل ،
وكان الغالب عليه الأخبار وما يتعلق بالأدب ، وكان ثقة .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [القزاز قال:] أخبرنا [ ص: 99 ] [قال:] أخبرنا أبو بكر بن علي بن ثابت علي بن المحسن القاضي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الدوري ، حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: كان محمد بن عمران الضبي على اختيار القضاة للمعتز فاجتمع إليه القضاة والفقهاء ، وكان الضبي قبل ذلك معلما ، فنعس ، ثم رفع رأسه فقال: تهجوا .
قال الجوهري: وكان شيخا طوالا يحفظ حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحفظ الأخبار والملح .
أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد] أخبرنا أحمد بن علي ، أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب القاضي [قال:] أخبرنا محمد بن جعفر التميمي ، حدثنا أحمد بن أبي السري قال: قال لي ابن عرابة المؤدب: حكى لي محمد بن عمر الضبي أنه حفظ -وهو يؤدبه- النازعات ، وقال له: إذا سألك أمير المؤمنين أبوك: في أي شيء أنت؟ فقل: أنا في السورة التي تلي عبس ، ولا تقل: أنا في النازعات . فسأله أبوه: في أي شيء أنت؟ فقال: أنا في السورة التي تلي عبس . فقال له: من علمك هذا؟ قال: مؤدبي . فأمر له بعشرة آلاف درهم . ابن المعتز
[ ص: 100 ]