[ ص: 170 ] 2644 - علي بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول ، أبو الحسن التنوخي القاضي .
ولد في شوال سنة إحدى وثلاثمائة ، وكان حافظا للقرآن ، قرأ على أبي بكر بن مقسم بحرف حمزة ، وقرأ على بعض القرآن ، وتفقه على مذهب ابن مجاهد وقرأ من النحو واللغة والأخبار والأشعار ، وقال الشعر ، وتقلد القضاء أبي حنيفة ، بالأنبار ، وهيت ، من قبل أبيه ، ثم ولي من قبل سنة سبع وعشرين القضاء بطريق الراضي بالله خراسان ، ثم صرف وبقي إلى أن قلده أبو السائب عتبة بن عبد الله في سنة إحدى وأربعين ، وهو يومئذ يتولى قضاء القضاة بالأنبار ، وهيت ، وأضاف [له] إليهما بعد مدة الكوفة ، ثم أقره على ذلك أبو العباس بن أبي الشوارب لما ولي قضاء القضاة مدة ، ثم صرفه ، ثم لما ولي عمر بن أكثم قضاء القضاة قلده عسكر مكرم ، وإيذج مدة ، وحدث فروى عنه المحسن بن علي التنوخي ، وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة .
2645 - محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن مقسم ، أبو بكر العطار المقرئ .
ولد سنة خمس وستين ومائتين ، وسمع أبا مسلم الكجي ، وثعلبا وإدريس بن عبد الكريم [الحداد] وغيرهم ، روى عنه ، ابن رزقويه وابن شاذان ، وغيرهما ، وكان ثقة من أعرف الناس بالقراءات وأحفظهم لنحو الكوفيين ، وله في معاني القرآن كتاب سماه: "كتاب الأنوار" وما رأيت مثله ، وله تصانيف عدة ولم يكن له عيب إلا أنه [ ص: 171 ] قرأ بحروف تخالف الإجماع ، واستخرج لها وجوها من اللغة والمعنى ، مثل ما ذكر في [كتاب] "الاحتجاج" للقرافي [في] قوله تعالى: ( فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا فقال: لو قرئ خلصوا نجبا بالباء لكان جائزا ، وهذا مع كونه يخالف الإجماع بعيد [من] المعنى ، إذ لا وجه للنجابة عند يأسهم من أخيهم ، إنما اجتمعوا يتناجون ، وله من هذا الجنس من تصحيف الكلمة ، واستخراج وجه بعيد لها ، مع كونها لم يقرأ بها كثير ، وقد أنكر العلماء هذا عليه ، وارتفع الأمر إلى السلطان ، فأحضره واستتابه بحضرة الفقهاء والقراء فأذعن بالتوبة ، وكتب محضر بتوبته ، وأشهد عليه جماعة ممن حضر ، وقيل: إنه لم ينزع عن تلك الحروف ، وكان يقرئ بها إلى أن مات .
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد [القزاز] أخبرنا أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ، أبو الحسن علي بن أحمد المقرئي ، أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم . قال: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا فزعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحروف من القرآن يوافق خط المصحف ، فقراءته جائزة في الصلاة ، فابتدع بقوله ذلك بدعة ضل بها عن قصد السبيل ، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله ، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه ، إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيء رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث والاستخراج بالآراء دون التمسك بالأثر ، وقد كان أبو بكر شيخنا نشله [ ص: 172 ] من بدعته المضلة باستتابته منها ، وشهد عليه الحكام والشهود والمقبولين عند الحكام بترك ما أوقع نفسه فيه من الضلالة بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه ، فلم يأت بطائل ، ولم تكن حجته قوية ولا ضعيفة ، فاستوهب أبو بكر تأديبه من السلطان عند توبته ، ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة والغباوة ، ظنا منه أن ذلك يكون للناس دينا ، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماما .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا قال: حدثني أحمد بن علي [بن ثابت] أبو بكر أحمد بن محمد [المستملي] قال: سمعت [أبا] أحمد الفرضي غير مرة يقول: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس ، وكأن قد ولى ظهره القبلة ، وهو يصلي مستدبرها ، فأولت ذلك مخالفته الأئمة فيما اختاره من القراءات . توفي ابن مقسم أبو بكر بن مقسم يوم الخميس لثمان خلون من ربيع الآخر من هذه السنة .
2646 - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه بن موسى ، أبو بكر المعروف: بالشافعي .
ولد بجبل سنة ستين ومائتين وسكن بغداد ، وسمع محمد بن الجهم ، وأبا قلابة الرقاشي ، وخلقا كثيرا ، وكان ثقة ثبتا ، كثير الحديث حسن التصنيف ، قد روى الحديث قديما فكتب عنه في زمان والباغندي ، روى عنه ابن صاعد ، الدارقطني ، وابن شاهين ، وغيرهما من الأئمة ، وآخر من روى عنه أبو طالب بن غيلان حدثنا ، عن ابن الحصين عنه . [ ص: 173 ] ابن غيلان
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: لما منعت الديلم ببغداد الناس أن يذكروا فضائل الصحابة ، وكتب سب السلف على المساجد كان يتعمد في ذلك الوقت إملاء الفضائل في جامع المدينة وفي مسجده الشافعي بباب الشام حسبة وقربة ، وحدثني الأزهري أنه سمع لما حدث يقول أدركتني دعوة ابن رزقويه وذلك ، أنه دعا الله لي بأن أبقى حتى أحدث ، فاستجيب له في ، توفي أبي بكر الشافعي في ذي الحجة من هذه السنة . أبو بكر الشافعي
2647 - مكي بن أحمد بن سعدويه ، أبو بكر البرذعي .
أحد الرحالة في طلب الحديث ، وسمع من ابن منيع ، وغيرهما ، وتوفي في هذه السنة . [ ص: 174 ] وابن صاعد ،