ثم دخلت سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة
ببغداد وعلوه عن الأرض ذراعا ] [وقوع الثلج
فمن الحوادث فيها :
أن الثلج وقع ببغداد في يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع [الأول ] فعلا على وجه الأرض ذراعا في موضع وذراعا ونصفا ، وأقام أسبوعا لم يذب رماه الناس عن سطوحهم بالرفوش إلى الشوارع والدروب ، وابتدأ يذوب وبقيت منه بقايا في موضع نحو عشرين يوما . وبلغ سقوطه إلى تكريت . ووردت الكتب من واسط بسقوطه فيها بين البطيحة وبين البصرة والكوفة وعبادان ومهروبان .
ببغداد ] [كثرة العملات
وفى هذا الشهر : كثرت العملات ببغداد ، وكبس الذعار عدة مواضع ، وقصد قوم منهم مسجد براثا ليلة الجمعة وأخذوا حصره وستوره وقناديله ، فجد أصحاب الشرطة في طلبهم فظفروا ببعضهم فشهروا وعرفوا وكحلوا وقطعوا .
الكرخ والفقهاء ] [الفتنة بين أهل
في يوم الأحد عاشر رجب جرت فتنة بين أهل الكرخ والفقهاء بقطيعة الربيع وكان السبب أن بعض الهاشميين من أهل باب البصرة قصدوا أبا عبد الله محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم ، وكان فقيه الشيعة في مسجده بدرب رياح وتعرض به [ ص: 59 ] تعرضا امتعض منه أصحابه فثاروا واستنفروا أهل الكرخ ، وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد بن الأكفاني فسبوهما وطلبوا الفقهاء ليواقعوا بهم ونشأت من ذلك فتنة عظيمة ، واتفق أنه أحضر مصحفا ذكر أنه مصحف وأبي حامد الإسفراييني وهو يخالف المصاحف ، فجمع الأشراف والقضاة والفقهاء في يوم الجمعة لليلة بقيت من رجب وعرض المصحف عليهم ، فأشار ابن مسعود والفقهاء بتحريقه ففعل ذلك بحضرتهم فلما كان في شعبان كتب إلى الخليفة بأن رجلا من أهل [جسر ] أبو حامد الإسفراييني النهروان حضر المشهد بالحائر ليلة النصف ، ودعا على من أحرق المصحف وسبه ، فتقدم بطلبه فأخذ فرسم قتله ، فتكلم أهل الكرخ في هذا المقتول لأنه من الشيعة ، ووقع القتال بينهم وبين أهل باب البصرة وباب الشعير والقلائين ، وقصد أحداث الكرخ [باب ] دار أبي حامد فانتقل عنها وقصد دار القطن ، وصاحوا : حاكم يا منصور .
فبلغ ذلك الخليفة فأحفظه وأنفذ الخول الذين على بابه لمعاونة أهل السنة وساعدهم الغلمان ، وضعف أهل الكرخ وأحرق ما يلي بنهر الدجاج ، ثم اجتمع الأشراف والتجار إلى دار الخليفة فسألوه العفو عما فعل السفهاء فعفا عنهم .
فبلغ الخبر إلى عميد الجيوش فسار ودخل بغداد فراسل أبا عبد الله ابن المعلم فقيه الشيعة بأن يخرج عن البلد ولا يساكنه ، ووكل به فخرج في ليلة الأحد لسبع بقين من رمضان وتقدم بالقبض على من كانت له يد في الفتنة ، فضرب قوم وحبس قوم ورجع أبو حامد إلى داره ، ومنع القصاص من الجلوس ، فسأل علي بن مزيد في ابن المعلم ، فرد ورسم للقصاص عودهم إلى عادتهم من الكلام بعد أن شرط عليهم ترك التعرض للفتن .
وفى يوم الاثنين ثالث شعبان في الواحدة منها خمسة دراهم ونحوها . [ ص: 60 ] وافى مطر ومعه برد
وفى ليلة الأحد سادس عشر شعبان حدثت بالدينور ، وورد الخبر بأنها هدمت المنازل وهلك فيها خلق كثير أكثر من ستة عشر ألف إنسان غير من خاست به الأرض وطمه الهدم ، وخرج السالمون إلى الصحراء فأقاموا في أكواخ عملوها وذهب من الأثاث والمتاع فيما تهدم ما لا يحصى . زلزلة عظيمة
وورد الخبر في سادس عشر رمضان بدقوقا قلعت المنازل والنخل والزيتون ، وخرج الناس لأجلها من منازلهم وقتلت جماعة ، وورد الخبر من بهبوب عاصف من الريح سوداء تكريت بنحو ذلك .
وورد الخبر من شيراز ، وهدمت قطعة من البلد وأن بعصوف ريح سوداء أحرقت الزروع بسيراف والسيف غرق فيها عدة مراكب ، وأهلكت كثيرا من الناس . رجفة كانت
واسط وشقي الفرات أنه ورد في هذين الصقعين برد عظيم كان وزن الواحدة منه مائة وستة دراهم . وورد الخبر من
وجاء ببغداد [في يوم الاثنين ] لثمان بقين من رمضان وهو سلخ أيار . مطر كثير جرت منه المآزيب
مصر هدم بيعة قمامة ] [ورد الخبر بأن صاحب