3188 - أحمد بن كليب الأديب الشاعر:
أخبرنا عبد الله بن المبارك الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر [ ص: 247 ] الحميدي ، قال: حدثني أبو محمد علي بن [ أحمد ] الفقيه الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسن المذحجي الأديب ، قال: كنت أختلف في النحو إلى أبي عبد الله محمد بن خطاب النحوي في جماعة أيام الحداثة ، وكان معنا أسلم بن أحمد بن سعيد بن قاضي قضاة الأندلس ، قال محمد بن الحسن : وكان من أجمل من رأته العيون ، وكان معنا عند محمد بن خطاب أحمد بن كليب ، وكان من أهل الأدب والشعر ، فاشتد كلفه بأسلم وفارق صبره ، وصرف فيه القول مستترا بذلك إلى أن فشت أشعاره فيه وجرت على الألسنة ، وتنوشدت في المحافل فلعهدي بعرس في بعض الشوارع والنكوري الزامر في وسط المحافل يزمر بقول أحمد بن كليب في أسلم:
وأسلمني في هواه أسلم هذا الرشا غزال له مقلة
يصيب بها من يشا وشى بيننا حاسد
يسأل عما وشى فلو شاء أن يرتشي
على الوصل روحي رشا
قال محمد: واتصل بنا ذلك فقلنا لأحمد بن كليب: قد خسرت دجاجك وبيضك ، فقال: هات كل ليلة قبلة يده وأخسر أضعاف ذلك ، فلما يئس من رؤيته البتة نهكته العلة وأضجعه المرض ، قال محمد بن الحسن : فأخبرني شيخنا محمد بن خطاب قال: عدته فوجدته بأسوأ حال ، فقلت له: لم لا تتداوى؟ فقال: دوائي معروف ، وأما الأطباء فلا حيلة لهم في البتة فقلت له: فما دواؤك؟ قال: نظرة من أسلم فلو سعيت في أن يزورني لأعظم الله أجرك بذلك وأجره ، قال: فرحمته وتقطعت نفسي له فنهضت إلى أسلم فاستأذنت عليه فأذن لي وتلقاني بما يجب ، فقلت له: لي حاجة ، فقال: وما هي؟ قلت: قد علمت ما جمعك مع أحمد بن كليب من ذمام الطلب عندي . فقال: نعم ولكن قد تعلم أنه برح بي وشهر اسمي وآذاني ، فقلت له: كل ذلك يغتفر في مثل هذه الحال التي هو فيها والرجل يموت فتفضل بعيادته ، فقال لي: والله ما أقدر على ذلك فلا تكلفني هذا . فقلت له: لا بد من ذلك فليس عليك فيه شيء وإنما هي عيادة مريض .
قال: ولم أزل به حتى أجاب ، فقلت له: فقم الآن . قال: لست والله أفعل ولكن غدا .
فقلت له: ولا خلف؟ قال: نعم ، فانصرفت إلى أحمد بن كليب فأخبرته بوعده بعد تأبيه فسر بذلك فارتاحت نفسه ، فلما كان من الغد بكرت إلى أسلم وقلت له: الوعد .
فوجم ، وقال: والله لقد تحملني على خطة صعبة علي ، وما أدري كيف أطيق ذلك؟ .
قال: فقلت له: لا بد أن تفي بوعدك [لي] قال: فأخذ رداءه ونهض معي راجلا ، فلما أتينا منزل أحمد بن كليب وكان يسكن في درب طويل وتوسط الزقاق وقف واحمر وخجل ، وقال لي: يا سيدي الساعة والله أموت وما أستطيع أن أنقل قدمي ولا أستطيع أن أعرض هذا على نفسي . فقلت: لا تفعل بعد أن بلغت المنزل تنصرف ، قال: لا سبيل والله إلى ذلك البتة ، قال: ورجع هاربا فاتبعته وأخذت بردائه فتمادى وتمزق الرداء [ ص: 249 ] وبقيت قطعة منه في يدي لمدة وإمساكي له ومضى ولم أدركه ، فرجعت ودخلت على أحمد بن كليب قال: وقد كان غلامه دخل عليه إذ رآني من أول الزقاق مبشرا ، قال: فلما رآني تغير وجهه وقال: أين أبو الحسن ؟ . فأخبرته بالقصة فاستحال من وقته واختلط وجعل يتكلم بكلام لا يعقل منه أكثر من الاسترجاع ، فاستبشعت الحال وجعلت أتوجع وقمت ، قال: فثاب إليه ذهنه فقال: يا أبا عبد الله اسمع مني واحفظ مني ثم أنشأ يقول:
أسلم يا راحة العليل رفقا على الهائم النحيل
وصلك أشهى إلى فؤادي من رحمة الخالق الجليل
قال الحميدي: قال لنا أبو محمد : وهذه قصة مشهورة عندنا ، ومحمد بن الحسن ثقة ، [ومحمد بن خطاب ثقة] وأسلم هذا من بني خالد ، وكانت فيهم وزارة وحجابة وأبوه الآن في الحياة يكنى أبا الجعد ، قال أبو محمد : ولقد ذكرت هذه الحكاية لأبي عبد الله محمد بن سعيد الخولاني الكاتب فعرفها ، وقال: لقد أخبرني الثقة أنه رأى أسلم هذا في يوم شديد المطر لا يكاد أحد يمشي في طريق وهو جالس على قبر أحمد بن كليب المذكور زائرا له قد تحين غفلة الناس في مثل ذلك اليوم ، قال وأنشدني الحميدي: أبو محمد علي بن أحمد ، قال: أنشدني محمد بن عبد الرحمن النحوي لأحمد بن كليب وقد أهدى إلى أسلم كتاب الفصيح لثعلب:
هذا كتاب الفصيح بكل لفظ مليح
وهبته لك طوعا كما وهبتك روحي
ولد في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، وسمع عثمان بن أحمد الدقاق ، والنجاد ، وخلقا كثيرا وكان ثقة صدوقا . والخلدي ،
أخبرنا ، أخبرنا أبو منصور القزاز أبو بكر بن ثابت ، قال: حدثني محمد بن يحيى الكرماني ، قال: كنا يوما بحضرة أبي علي بن شاذان فدخل علينا شاب لا يعرفه منا أحد فسلم ، وقال: أيكم أبو علي بن شاذان ؟ فأشرنا إليه ، فقال له: أيها الشيخ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: سل عن أبي علي بن شاذان؟ فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ، ثم انصرف الشاب ، فبكى أبو علي ، وقال: ما أعرف لي عملا أستحق به هذا اللهم إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث علي وتكرير الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما جاء ذكره ، قال: ولم يلبث أبو علي بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثة حتى مات .
توفي في محرم هذه السنة ، ودفن في مقبرة باب الدير . 3190 - . الحسن بن عثمان بن أحمد بن الحسن بن سورة أبو عمر الواعظ المعروف بابن الفلو:
ولد في ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ، وسمع الحديث من جماعة ، وكان يعظ وله بلاغة وفيه كرم .
أخبرنا ، أخبرنا أبو منصور القزاز ، وأخبرنا أبو بكر أحمد بن علي أخبرنا ابن ناصر ابن خيرون ، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن المعدل ، قال: أنشدنا أبو عمر ابن الفلو لنفسه:
دخلت على السلطان في دار عزه بفقر ولم أجلب بخيل ولا رجل
[ ص: 251 ] وقلت انظروا ما بين فقري وملككم بمقدار ما بين الولاية والعزل
سمع ، قال أبا بكر الشافعي : كتبت عنه ، وكان ثقة ، وتوفي في صفر هذه السنة . أبو بكر الخطيب
3192 - الحسين بن عمر بن محمد بن أحمد بن عبد الله ، أبو عبد الله العلاف:
أخبرنا القزاز ، أخبرنا [ ، قال: قال لنا أبو بكر] الخطيب الحسين [بن عمر]:
ولدت في يوم الخميس الثالث من شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، قال: وسمع ، أبا بكر الشافعي ويحيى بن وصيف ، وأحمد بن جعفر بن سلم ، كتبنا عنه وكان ثقة ، يسكن الجانب الشرقي في درب السقاءين قريبا من سوق السلاح ، وتوفي في رجب هذه السنة .
3193 - حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم أبو القاسم الجرجاني:
روى الحديث الكثير توفي في هذه السنة .
3194 - عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان ، أبو محمد الصيرفي وهو أخو أبي علي: [ ص: 252 ]
سمع وغيره ، وكان صدوقا توفي في شعبان هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب الدير . 3195 - أبا بكر بن مالك القطيعي عمر بن إبراهيم بن إسماعيل ، أبو الفضل بن أبي سعد الزاهد:
من أهل هراة ، ولد سنة- ثمان وأربعين وثلاثمائة ، قدم بغداد فحدث بها عن أبي بكر الإسماعيلي ، وأبي أحمد الغطريفي ، قال الخطيب : كتبنا عنه وكان ثقة ، وتوفي بهراة في هذه السنة . [ ص: 253 ]