3200 - أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أبو الحسن القدوري الفقيه الحنفي:
ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة .
أخبرنا القزاز ، أخبرنا ، قال: سمع أبو بكر الخطيب القدوري من عبيد الله بن محمد الجوشي ولم يحدث إلا بشيء يسير كتبت عنه ، وكان صدوقا ، وكان ممن أنجب في الفقه لذكائه ، وانتهت إليه بالعراق رياسة أصحاب ، وارتفع جاهه وكان حسن العبارة في النظر ، مديما لتلاوة القرآن ، وتوفي يوم الأحد الخامس من رجب هذه السنة ، ودفن من يومه في داره بدرب أبي خلف . 3201 - أبي حنيفة الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي بن شهاب ، أبو علي العكبراوي:
ولد بعكبرا في محرم سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، وسمع الحديث على كبر من أبي علي بن الصواف ، وأبي علي الطوماري ، وابن مالك القطيعي ، وكان فقيها فاضلا يتفقه على مذهب أحمد ، وكان يقرأ القراءات ويعرف الأدب ، ويقول الشعر ، قال : هو ثقة أمين . البرقاني
أخبرنا ، أخبرنا أبو منصور القزاز أبو بكر بن ثابت أخبرنا عيسى بن أحمد الهمذاني قال: قال لي أبو علي بن شهاب يوما: أرني خطك فقد ذكر لي أنك سريع الكتابة فنظر فيه فلم يرضه ، وقال لي: كسبت في الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضية ، وكنت أشتري كاغدا بخمسة دراهم فأكتب فيه ديوان المتنبي في ثلاث ليال وأبيعه بمائتي درهم وأقله بمائة وخمسين درهما ، قال ابن ثابت : وسمعت الأزهري يقول: أخذ السلطان [ ص: 258 ] من تركة ما قدره ألف دينار سوى ما خلفه من الكروم والعقار ، وكان أوصى بثلث ماله لمتفقهة الحنابلة فلم يعطوا شيئا ، توفي في ليلة النصف من رجب هذه السنة . ابن شهاب
3202 - الحسين بن علي بن الحسين بن إبراهيم بن بطحا ، أبو عبد الله التميمي المحتسب:
سمع ، وكان ثقة ، سكن شارع باب الرقيق ، وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة . أبا بكر الشافعي
3203 - عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست ، أبو عمرو العلاف:
هو أخو عبد الله ، وكان الأصغر ، ولد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة ، وسمع النجاد ، وكان صدوقا توفي في صفر هذه السنة .
3204 - لطف الله بن أحمد بن عيسى أبو الفضل الهاشمي:
كان ذا لسان وولي القضاء والخطابة ، وسكن بدر زنجان وأضر ، وكان يروى حكايات وأناشيد من حفظه .
أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب ، قال: أنشدنا لطف الله بن أحمد ، قال: أنشدنا أبو الحسن عمر بن أحمد النوقاتي السجزي لنفسه:
وإني لأعرف كيف الحقوق وكيف يبر الصديق الصديق وكم من جواد وساعي الخطى
يقصر عنه خطاه مضيق [ ص: 259 ] ورحب فؤاد الفتى محنة
عليه إذا كان في الحال ضيق
3205 - محمد بن أحمد بن محمد بن أبي موسى [واسم أبي موسى عيسى] بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب ، أبو علي الهاشمي القاضي:
ولد في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ، وسمع محمد بن المظفر ، وأبا الحسين بن سمعون ، وكان ثقة ، وهو أحد فقهاء أصحاب ، وكان يدرس ويفتي وله تصانيف على مذهب أحمد بن حنبل أحمد ، قال أبو علي : ضاق بي الأمر مرة قبعت ، جلا داري وإذا رجل قد دخل علي فأنشد:
ليس من شدة تصيبك إلا سوف تمضي وسوف تكشف كشفا
لا يضق ذرعك الرحيب فإن النار يعلو لهيبها ثم تطفا
ولد في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ، وقدم إلى بغداد من الأهواز ، وخرج له أبو الحسن النعيمي أجزاء من حديثه ، وسمع منه إلا أنه بان كذبه . [ ص: 260 ] البرقاني
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي ، حدثنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي ، قال: سمعت أبا نصر أحمد بن علي بن عبدوس ، يقول: كنا نسمي ابن أبي علي الأصبهاني جراب الكذب .
أقام الأهوازي ببغداد سبع سنين ثم خرج إلى الأهواز ، ووصل الخبر بوفاته في هذه السنة . 3207 - محمد بن علي ، أبو الحسن الزينبي نقيب العباسيين:
توفي بداء الصرع في هذه السنة ، وقلد ابنه أبو تمام ما كان إليه . 3208 - مهيار بن مرزويه ، أبو الحسن الكاتب الفارسي:
كان مجوسيا فأسلم سنة أربع وتسعين وثلاثمائة وصار رافضيا غاليا ، وفي شعره لطف إلا أنه يذكر الصحابة بما لا يصلح .
قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت بإسلامك في النار من زاوية إلى زاوية ، قال: وكيف ذاك؟ قال: لأنك كنت مجوسيا فأسلمت فصرت تسب الصحابة .
وكان منزله بدرب رياح بالكرخ ، وكانت امرأة تخدمه فكنست الغرفة فوجدت خيطا فإذا هو خيط هميان فيه مال وكان قد نزل الدار قوم من الخراسانية الحاج فأخبرته فلم يتغير ، وقال لها: قد تعبت حتى خبأته فلماذا نبشته ، وكان فيه ألفا دينار وسعى به إلى جلال الدولة فقبض عليه ثم أطلقه .
ومن مستحسن شعره قوله:
أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب وأسأل النوم عنكم وهو مسلوب
وأبتغي عندكم قلبا سمعت به وكيف يرجع شيء وهو موهوب
[ومنها]:
ما كنت أعرف ما مقدار وصلكم حتى هجرتم وبعض الهجر تأديب
أجيراننا بالغور والركب متهم أيعلم حال كيف بات المتيم
رحلتم وعمر الليل فينا وفيكم سواء ولكن ساهرون ونوم
تناءيتم من ظاعنين وخلفوا قلوبا أبت أن تعرف الصبر عنكم
ولما جلا التوديع عما حذرته ولم يبق إلا نظرة تتغنم
بكيت على الوادي فحرمت ماءه وكيف يحل الماء أكثره دم
وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة . 3209 - . هبة الله بن الحسن ، أبو الحسين المعروف بالحاجب
كان من أهل الفضل والأدب والتدين ، وله شعر مستحسن:
أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد] القزاز ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال: أنشدني أبو الحسين الحاجب لنفسه:
يا ليلة سلك الزمان بطيبها في كل مسلك
إذ أرتعي روض المسرة مدركا ما ليس يدرك
والبدر قد فضح الظلام فستره فيه مهتك
وكأنما زهر النجوم بلمعها شعل تحرك
والغيم أحيانا يلوح كأنه ثوب ممسك
[ ص: 262 ] وكأن تجعيد الرياح لدجلة ثوب مفرك
وكأن نشر المسك ينفح في النسيم إذا تحرك
وكأنما المنثور مصفر الذرى ذهب مشبك
والنور يبسم في الرياض فإن نظرت إليه سرك
شارطت نفسي أن أقوم بحقها والشرط أملك
حتى تولى الليل منهزما وجاء الصبح يضحك
واه الفتى لو أنه في ظل طيب العيش يترك
والمرء يحسب عمره فإذا أتاه الشيب فذلك
[ ص: 263 ]