ثم كانت:
بني النضير في ربيع الأول غزاة
وكانت منازلهم بناحية الغرس وما والاها ، وكان سببها مسجد قباء ، ومعه نفر من أصحابه ، ثم أتى بني النضير ، فكلمهم أن يعينوه في دية رجلين ، كان قد أمنهما ، فقتلهما وهو لا يعلم ، فقالوا: نفعل ، وهموا بالغدر به ، فقال عمرو بن أمية عمرو بن جحاش: أنا أظهر على البيت فأطرح عليه صخرة ، فقال سلام بن مشكم: لا تفعلوا ، والله ليخبرن بما هممتم به ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر ، فنهض سريعا ، فتوجه إلى المدينة ، فلحقه أصحابه ، فقالوا: أقمت ولم نشعر؟ فقال: "همت يهود بالغدر ، فأخبرني الله عز وجل بذلك فقمت" ، وبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة أن اخرجوا من بلدي ولا تساكنوني وقد هممتم بما هممتم به ، وقد أجلتكم عشرا ، فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه ، فمكثوا أياما يتجهزون ، وتكاروا من ناس إبلا ، فأرسل إليهم ابن أبي: لا تخرجوا وأقيموا؛ فإن معي ألفين وغيرهم يدخلون حصونكم فيموتون عن آخرهم ، وتمدكم قريظة وحلفاؤكم من غطفان ، فطمع حيي فيما قال ابن أبي ، فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا نخرج ، فاصنع ما بدا لك ، [ ص: 204 ] فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكبر المسلمون لتكبيره ، وقال: "حاربتنا اليهود" ، فسار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه ، فصلى العصر بفناء بني النضير ، وعلي رضي الله عنه يحمل رايته ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصونهم معهم النبل والحجارة ، واعتزلهم قريظة ، وخذلهم ابن أبي وحلفاؤهم من غطفان ، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقطع نخلهم ، فقالوا: نحن نخرج عن بلادكم ، فأجلاهم عن المدينة ، وولى إخراجهم محمد بن مسلمة ، وحملوا النساء والصبيان ، وتحملوا على ستمائة بعير ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخرجوا ولكم دماؤكم ، وما حملت الإبل إلا الحلقة" فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم الأموال والحلقة ، فوجد من الحلقة خمسين درعا وخمسين بيضة وثلاثمائة وأربعين سيفا ، وكان بنو النضير صفيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة له حبسا لنوائبه ، ولم يخمسها ولم يسهم منها لأحد ، وقد أعطى ناسا منها . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم السبت ، فصلى في
وفي هذه السنة: ولد لثلاث ليال خلون من شعبان . الحسين بن علي ،
أخبرنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب ، الجوهري ، قال: أخبرنا محمد بن المظفر ، قال: حدثنا أحمد بن علي بن شعيب المدائني ، قال:
أخبرنا أبو بكر البرقي ، قال:
ولد رضي الله عنهما في ليال خلون من شعبان من سنة أربع من الهجرة الحسين بن علي