ومن الحوادث
غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بالكديد في صفر سرية
جندب بن مكيث الجهني: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب [بن عبد الله] الليثي في سرية وكنت فيهم ، فأمرهم أن يشنوا الغارة على بني الملوح . فخرجنا حتى إذا [ ص: 315 ] كنا بالكديد لقينا الحارث بن البرصاء [الليثي] ، فأخذناه فقال: إنما جئت أريد الإسلام ، قلنا: إن تكن مسلما فلا يضرك رباطنا يوما وليلة . فشددناه وثاقا وخلفنا عليه رويجلا [منا أسود] وقلنا: إن ناوشك فجز رأسه ، فسرنا حتى أتينا الكديد عند غروب الشمس ، وكمنا في ناحية الوادي ، وبعثني أصحابي ربيئة لهم ، فخرجت حتى آتي مشرفا على الحاضر يطلعني عليهم إذ خرج رجل فقال لامرأته: إني لأرى على هذا الجبل سوادا ما رأيته أول من يومي هذا؛ فانظري إلى أوعيتك لا تكون الكلاب جرت منها شيئا ، فنظرت فقالت: لا ، فقال: فناوليني قوسي وسهمي ، فأرسل سهما؛ فو الله ما أخطأ بين عيني ، فانتزعته وثبت مكاني ، ثم أرسل آخر فوضعه في منكبي فانتزعته ووضعته وثبت مكاني ، فقال: والله لو كان ربيئة لقد تحرك . ثم دخل وراحت الماشية ، فلما احتلبوا وعطنوا واطمأنوا فناموا شننا عليهم الغارة واستقنا النعم . فخرج صريخ القوم في قومهم فجاء ما لا قبل لنا به ، فخرجنا بها نحدرها حتى مررنا بابن البرصاء ، فاحتملناه وأدركنا القوم ما بيننا وبينهم إلا الوادي ، إذ جاء الله بالوادي من حيث شاء ، والله ما رأينا سحابا يومئذ فامتلأ جنباه ماء ، ولقد رأيتهم وقوفا ينظرون إلينا . قال