ومن الحوادث
إلى عمرو بن العاص ذات السلاسل وهي وراء سرية وادي القرى ، وبينها وبين المدينة عشرة أيام في جمادى الآخرة سنة ثمان .
قال علماء السير: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن جماعة من قضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا [صلى الله عليه وسلم] فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء ، وبعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين والأنصار ومعهم ثلاثون فرسا ، فسار الليل وكمن النهار ، فلما قرب من القوم بلغه أن لهم جمعا كبيرا ، فبعث عمرو بن العاص [رافع بن مكيث الجهني] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده ، فبعث إليه في مائتين ، وعقد له لواء ، [وبعث] معه سراة المهاجرين والأنصار ، فيهم أبا عبيدة بن الجراح أبو بكر فأراد وعمر ، أبو عبيدة أن يؤم الناس ، فقال عمرو: إنما قدمت علي مددا وأنا الأمير ، فأطاعه ثم لقي جمعا فهربوا ثم قفل .
وفي هذه السرية : أجنب عمرو فصلى بأصحابه وهو جنب . [ ص: 322 ]
أخبرنا قال: أخبرنا ابن الحصين ، الحسن بن علي ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال: حدثنا قال: حدثني عبد الله بن أحمد ، أبي ، قال: أخبرنا حسن بن موسى ، قال: حدثنا قال: أخبرنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عمران بن أبي أنس ، عن عبد الرحمن بن جبير ، رضي الله عنه ، أنه قال: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذات السلاسل ، قال: احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد ، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك . فتيممت ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح ، [قال:] فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له ، فقال: "يا عمرو بن العاص عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟" قال: قلت: نعم يا رسول الله ، إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت إن اغتسلت ، أن أهلك ، وذكرت قول الله عز وجل: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما [فتيممت ثم صليت] فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا عن