[ ص: 302 ] [وضعه رضي الله عنه لأسس النحو
وقال في «أماليه» : حدثنا أبو القاسم الزجاجي أبو جعفر محمد بن رستم الطبري، حدثنا حدثني أبو حاتم السجستاني، يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا سعيد بن مسلم الباهلي، حدثنا أبي، عن جدي، عن أو قال: عن جدي أبي الأسود الدؤلي أبي الأسود - عن أبيه، قال: (دخلت على أمير المؤمنين - رضي الله عنه -، فرأيته مطرقا مفكرا، فقلت: فيم تفكر يا أمير المؤمنين؟! علي بن أبي طالب
قال: إني سمعت ببلدكم هذا لحنا، فأردت أن أصنع كتابا في أصول العربية، فقلت: إن فعلت هذا.. أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة.
ثم أتيته بعد ثلاث، فألقى إلي صحيفة فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلام كله: اسم وفعل وحرف، فالاسم: ما أنبأ عن المسمى، والفعل: ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف: ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل.
ثم قال لي: تتبعه وزد فيه ما وقع لك، واعلم يا أبا الأسود: أن الأشياء ثلاثة: ظاهر، ومضمر، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر، وإنما يتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بظاهر، ولا مضمر.
قال أبو الأسود: فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه، فكان من ذلك حروف النصب، فذكرت منها: إن وأن وليت ولعل وكأن، ولم أذكر لكن، فقال لي: لم تركتها؟ فقلت: لم أحسبها منها، فقال: بل هي منها، فزدها فيها).