[ ص: 397 ] [وصيته وعهده لمن بعده
وقال قتادة: (كتب إلى ولي العهد من بعده: عمر بن عبد العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى سلام عليك؛ فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. يزيد بن عبد الملك،
أما بعد: فإني كتبت وأنا دنف من وجعي، وقد علمت أني مسئول عما وليت، يحاسبني عليه مليك الدنيا والآخرة، ولست أستطيع أن أخفي عليه من عملي شيئا، فإن يرض عني... فقد أفلحت ونجوت من الهوان الطويل، وإن سخط علي... فيا ويح نفسي إلام أصير؟!
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يجيرني من النار برحمته، وأن يمن علي برضوانه والجنة، فعليك بتقوى الله، الرعية الرعية، فإنك لن تبقى بعدي إلا قليلا والسلام).
أسند هذا كله أبو نعيم في «الحلية».
- رضي الله عنه عمر بن عبد العزيز بدير سمعان - بكسر السين - من أعمال توفي حمص لعشر بقين - وقيل: لخمس بقين - من رجب، سنة إحدى ومائة، وله حينئذ تسع وثلاثون سنة وستة أشهر، وكانت وفاته بالسم، كانت بنو أمية قد تبرموا به؛ لكونه شدد عليهم، وانتزع من أيديهم كثيرا مما غصبوه، وكان قد أهمل التحرز فسقوه السم.
قال (قال لي مجاهد: ما يقول الناس في؟ قلت: يقولون: مسحور، قال: ما أنا بمسحور، وإني لأعلم الساعة التي سقيت فيها، ثم دعا غلاما له فقال: ويحك!! ما حملك على أن تسقيني السم؟! عمر بن عبد العزيز:
قال: ألف دينار أعطيتها، وعلى أن أعتق، قال: هاتها، قال: فجاء بها، [ ص: 398 ] فألقاها في بيت المال، وقال: اذهب حيث لا يراك أحد).