[نص رسالة الخليفة المسجون للكعبة]
وروي: أنه لما سجنه .. كتب قصة ونفذها إلى البساسيري مكة، فعلقت في الكعبة فيها: (إلى الله العظيم من المسكين عبده، اللهم; إنك العالم بالسرائر، المطلع على الضمائر، اللهم; إنك غني بعلمك واطلاعك على خلقك عن [ ص: 644 ] إعلامي، هذا عبد قد كفر نعمك وما شكرها، وألغى العواقب وما ذكرها، أطغاه حلمك حتى تعدى علينا بغيا، وأساء إلينا عتوا وعدوا، اللهم; قل الناصر واعتز الظالم، وأنت المطلع العالم، المنصف الحاكم، بك نعتز عليه، وإليك نهرب من يديه، فقد تعزز علينا بالمخلوقين، ونحن نعتز بك، وقد حاكمناه إليك وتوكلنا في إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلامتنا هذه إلى حرمك، ووثقنا في كشفها بكرمك، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين).