[اجتياح التتار لبغداد ]
بغداد وهم مائتا ألف، [ ص: 716 ] ومقدمهم ولما دخلت سنة ست وخمسين: وصل التتار إلى هولاكو، فخرج إليهم عسكر الخليفة، فهزم العسكر.
ودخلوا بغداد يوم عاشوراء، فأشار الوزير لعنه الله على بمصانعتهم وقال: أخرج إليهم أنا في تقرير الصلح، فخرج وتوثق بنفسه منهم ورد إلى الخليفة وقال: إن الملك قد رغب في أن يزوج ابنته بابنك الأمير المستعصم ويبقيك في منصب الخلافة; كما أبقى صاحب أبي بكر، الروم في سلطنته، ولا يؤثر إلا أن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع السلاطين السلجوقية، وينصرف عنك بجيوشه، فيجيب مولانا إلى هذا; فإن فيه حقن دماء المسلمين، ويمكن بعد ذلك أن تفعل ما تريد، والرأي أن تخرج إليه، فخرج إليه في جمع من الأعيان، فأنزل في خيمة.
ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والأماثل ليحضروا العقد، فخرجوا من بغداد، فضربت أعناقهم، وصار كذلك تخرج طائفة بعد طائفة فتضرب أعناقهم، حتى قتل جميع من هناك من العلماء والأمراء والحجاب والكبار.
ثم مد الجسر وبذل السيف في بغداد، واستمر القتل فيها نحو أربعين يوما، فبلغ القتلى أكثر من ألف ألف نسمة، ولم يسلم إلا من اختفى في بئر أو قناة، وقتل الخليفة رفسا.
قال الذهبي : (وما أظنه دفن).
وقتل معه جماعة من أولاده وأعمامه، وأسر بعضهم، وكانت بلية لم يصب الإسلام بمثلها.
ولم يتم للوزير ما أراد، وذاق من التتار الذل والهوان، ولم تطل أيامه بعد ذلك.