طرابلس بالسيف، وكانت في أيدي وفي سنة ثمان وثمانين: أخذ السلطان الفرنج من سنة ثلاث وخمسمائة إلى الآن، وكان أول فتحها في زمن معاوية.
وأنشأ التاج ابن الأثير كتابا بالبشارة بذلك إلى صاحب اليمن يقول فيه: (وكانت الخلفاء والملوك في ذلك الوقت ما فيهم إلا من هو مشغول بنفسه، مكب على مجلس أنسه، يرى السلامة غنيمة، وإذا عن له وصف الحرب... لم يسأل إلا عن طرق الهزيمة، قد بلغ أمله من الرتبة، وقنع بالسكة والخطبة، [ ص: 730 ] أموال تنهب، وممالك تذهب، لا يبالون بما سلبوا، وهم كما قيل:
إن قاتلوا قتلوا، أو طاردوا طردوا أو حاربوا حربوا أو غالبوا غلبوا
إلى أن أوجد الله من نصر دينه، وأذل الكفر وشياطينه).وذكر بعضهم: (أن معنى «طرابلس» باللسان الرومي: ثلاثة حصون مجتمعة).