[موت خير ملوك التتار ووالده من قبله]
وفيها: أظهر ملك التتار خدابنده الرفض في بلاده، وأمر الخطباء ألا يذكروا في الخطبة إلا وولديه وأهل البيت، واستمر ذلك إلى أن مات سنة ست عشرة وولي ابنه علي بن أبي طالب أبو سعيد، فأمر بالعدل، وأقام السنة والترضي عن الشيخين ثم ثم عثمان في الخطبة، وسكن كثير من الفتن ولله الحمد، وكان هذا من خير ملوك التتار وأحسنهم طريقة، واستمر إلى أن مات سنة ست وثلاثين، ولم يقم لهم بعده قائمة، بل تفرقوا شذر مذر. علي
وغرق منها بلاد كثيرة وناس كثيرون. وفي سنة سبع عشرة: زاد النيل زيادة كثيرة لم يسمع بمثلها،
أيضا كذلك، ومكث على الأرض ثلاثة أشهر ونصفا، وكان ضرره أكثر من نفعه. وفي سنة أربع وعشرين: زاد النيل
بمكة، والأبواب، وظاهره مما يلي باب بني شيبة. وفي سنة ثمان وعشرين: عمرت سقوف المسجد الحرام
[ ص: 736 ] وذلك أول ما أقيمت بها. وفي سنة ثلاثين: أقيمت الجمعة بإيوان الشافعية من المدرسة الصالحية بين القصرين،
وفيها: فرغ من الجامع الذي أنشأه قوصون خارج باب زويلة، وخطب به وحضره السلطان والأعيان، وباشر الخطابة يومئذ قاضي القضاة جلال الدين القزويني، ثم استقر في خطابته فخر الدين بن شكر.
وألا تباع قسيه، ومنع المنجمين. وفي سنة ثلاث وثلاثين: أمر السلطان بالمنع من رمي البندق،
وفيها: عمل السلطان للكعبة بابا من الأبنوس عليه صفائح فضة، زنتها: خمسة وثلاثون ألفا وثلاثمائة وكسر، وقلع الباب العتيق، فأخذه بنو شيبة بصفائحه، وكان عليه اسم صاحب اليمن.