[ ص: 81 ] الآية السابعة قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } . تقدم أكثر معناها في سورة النساء عند ذكرنا لنظيرتها ، ونحن نعيد ذكر ما تجدد هاهنا منها ، ونعيد ما تحسن إعادته فيها في ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : في
nindex.php?page=treesubj&link=19827سبب نزولها : نزلت في
اليهود ، ذهب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ليستعين بهم في دية العامريين اللذين قتلهما
nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية فوعدوه ثم هموا بغدره ، فأعلمه الله سبحانه بذلك ، فخرج عنهم ، وأمره الله سبحانه ألا يحمله ما كانوا عليه من الحالة المبغضة لهم على أن يخرج عن الحق فيها قضاء أو شهادة .
المسألة الثانية : قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=19827كونوا قوامين لله شهداء بالقسط } : أو " قوامين بالقسط شهداء لله " سواء في المعنى ; لأن من كان قيامه لله فشهادته وعمله يكون بالعدل ، ومن كان قيامه بالعدل فشهادته وعمله لله سبحانه ; لارتباط أحدهما بالآخر ارتباط الأصل بالفرع ، والأصل هو القيام لله والعدل مرتبط به .
[ ص: 81 ] الْآيَةُ السَّابِعَةُ قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } . تَقَدَّمَ أَكْثَرُ مَعْنَاهَا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ عِنْدَ ذِكْرِنَا لِنَظِيرَتِهَا ، وَنَحْنُ نُعِيدُ ذِكْرَ مَا تَجَدَّدَ هَاهُنَا مِنْهَا ، وَنُعِيدُ مَا تَحْسُنُ إعَادَتُهُ فِيهَا فِي ثَلَاثِ مَسَائِلَ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي
nindex.php?page=treesubj&link=19827سَبَبِ نُزُولِهَا : نَزَلَتْ فِي
الْيَهُودِ ، ذَهَبَ إلَيْهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَسْتَعِينَ بِهِمْ فِي دِيَةِ الْعَامِرِيَّيْنِ اللَّذَيْنِ قَتَلَهُمَا
nindex.php?page=showalam&ids=243عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ فَوَعَدُوهُ ثُمَّ هَمُّوا بِغَدْرِهِ ، فَأَعْلَمَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِذَلِكَ ، فَخَرَجَ عَنْهُمْ ، وَأَمَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَلَّا يُحَمِّلَهُ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ الْحَالَةِ الْمُبْغِضَةِ لَهُمْ عَلَى أَنْ يَخْرُجَ عَنْ الْحَقِّ فِيهَا قَضَاءً أَوْ شَهَادَةً .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=19827كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ } : أَوْ " قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ " سَوَاءٌ فِي الْمَعْنَى ; لِأَنَّ مَنْ كَانَ قِيَامُهُ لِلَّهِ فَشَهَادَتُهُ وَعَمَلُهُ يَكُونُ بِالْعَدْلِ ، وَمَنْ كَانَ قِيَامُهُ بِالْعَدْلِ فَشَهَادَتُهُ وَعَمَلُهُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ ; لِارْتِبَاطِ أَحَدِهِمَا بِالْآخَرِ ارْتِبَاطَ الْأَصْلِ بِالْفَرْعِ ، وَالْأَصْلُ هُوَ الْقِيَامُ لِلَّهِ وَالْعَدْلُ مُرْتَبِطٌ بِهِ .